[awer]

يعد البهاق من الأمراض الجلدية المزمنة التي تسبب أزعاجا وحرجا شديدا للمصابين به من الجنسين سواء ذكور أو أناث، وذلك لأنه يعوق المظهر الجمالي للبشرة، حيثُ يظهر في صورة بقع بيضاء كبيرة مختلفة عن لون البشرة، وهو عادة ما يظهر في الوجة واليدين والرقبة ومناطق أخرى متفرقة من الجسم.

وأوضح الدكتور هاني الناظر أستاذ الأمراض الجلدية، ورئيس المركز القومي للبحوث السابق البهاق بأنه مرض من الأمراض الجلدية المزمنة، ويظهر على هيئه مساحات بيضاء خالية من الخلايا الملونة التى تحتوى على صبغه الجلد المعروفة باسم الميلانين، ونتيجة لاختفاء هذه الخلية يظهر الجلد وكأن به بقعه بيضاء، مشيرًا إلى أن هذه البقع تأخذ أشكالا مختلفة وليس لها حدود ثابتة .

ويتابع :"يصيب مرض البهاق 1% من تعداد السكان فى أى مجتمع، وبالأخص الأطفال الصغار والمتقدمين فى السن، حيثُ سجلت حالات إصابة فى سن الثمانين من العمر، إلا أن أكثر الفترات تعرضا للإصابة هى الفترة التي تتراوح من 25 :45 سنة من الجنسين سواء ذكور أو أناث.

ويشير إلى أن البهاق مرض غير مُعدي أى أنه لاينتقل من شخص لآخر على الإطلاق سواء كان بالمعاشره الجنسية، أو عن طريق الملامسه أو بأى وسيلة أخرى.

ويضيف الناظر :"توجد عديد من العوامل والأسباب المُسببة لمرض البهاق لعل أهمها، الاعتلالات الوراثية، أو نتيجة تعرض المريض لصدمة عصبية وحالات حزن شديدة، أو التعرض لخوف شديد وقلق وتوتر كما يحدث عند الأطفال".

ويتابع:" أثبتت الأبحاث العلمية الجديدة نظرية جديدة تفيد أن مرض البهاق مرتبط ببعض الأمراض الناتجة عن خلل في الجهاز المناعي للجسم"، لافتًا أنه وجد في دم كثير من مرضي البهاق أجسام مضادة يفرزها الجسم ضد خلاياه الملونه مما يؤدى إلى تكسيرها وتدميرها وبالتالى ظهور البقع الخالية من اللون على الجلد.

وتوصل الدكتور هاني الناظر أستاذ الأمراض الجلدية لأسلوب جديد لعلاج "البهاق" يعتمد على النظرية السالف ذكرها، حيث تم استخدم دواء الميثوتركسات المخفض لنشاط الجهاز المناعى فى علاج البهاق، بغرض منع الاجسام المضادة للخلايا الملونة من محاربتها وبالتالى مقاومة المرض ومنع انتشاره وعلاجه.

ويؤكد الناظر، أن دواء "الميثوتركسات" لايعطى إلا بحذر شديد ولابد أثناء العلاج به خضوع المريض لمتابعة مستمرة، وإجراء فحوص وتحاليل دورية له تجنبا لأى آثار ضارة للدواء، موضحا أن هذا الدواء يستخدم فى علاج عدد من الأمراض الأخرى مثل مرضى الروماتويد المفصلى، ومرضى الصدفية الجلدى وغيرها، و يعطى بجرعات محدودة ومحسوبة ولفترات محدوة.

ويقول الدكتورهاني الناظر أستاذ الأمراض الجلدية :" إن دواء الميثوتركسات مقارنة بالأدوية العادية التى تعطى لعلاج البهاق مثل السورالين ومشتقاتها، والسيلادنين، والسورفيتيل مع الأشعة فوق البنفسجية، وكذلك الكورتيزون الذى يستخدمه البعض فى علاج البهاق، يتم استخدامه إذا لم تحقق العلاجات العادية نجاحا في وقف وعلاج المرض، موضحًا أن دواء الميثوتركسات يستخدم في الحالات التي لا تستجيب بالعلاجات التقليدية، حيثُ إنه بعد التأكد من سلامة المريض تمامًا وعدم وجود أى إصابات بالكبد، أو أى عضو آخر يمكن عندئذ استخدام العلاج الجديد بجرعة بسيطة مرة واحدة كل أسبوع دون الحاجة إلى جلسات الأشعة فوق البنفسجية أو التعرض لأشعة الشمس.

[الحسام المنتصر]

جزاك الله خيرا