تردد ثقيل على ظريف وأطال ترداده عليه حتى سئم منه ،
فقال له الثقيل :
من تراه أشعر الشعراء؟
فأجاب الظريف:
هو
ابن الوردي بقوله:
غِبْ و زُرْ غبًّا تزِدْ حبّـا فَمَنْ
أَكثرَ التَرْدادَ أضْنـاهُ المللْ
فقال الثقيل:
أخطأتَ ،فإن النجاريَ أشعرُ منه بقوله:
إذا حقـّقتَ مِـنْ خِــلٍّ ودادًا
فزُرْهُ ولا تَخفْ منهُ ملالاَ
وَ كُنْ كالشَمسِ تطلعُ كلَّ يومٍ
ولا تكُ في زيارتــه هلالا
فأجاب الظريف:

إن الحريري أشعر منه بقوله:
ولا تزُرْ مَنْ تحبُّ في كل شهرٍ
غيرَ يومٍ ولا تزدهُ عليـهِ

وإن لم تصدِّقْني فقد وهبتك الدار بما فيها، وخرج وهو يقول:
إذا حلَّ الثقيـل بأرضِ قومٍ
فما للساكنينَ سوى الرَّحيلِ