تتجه أنظار العالم في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء اليوم ملعب "سوكر سيتي" بمدينة جوهانسبيرج في جنوب إفريقيا، حيث لم يتبق من المباريات سوى المشهد الأخير والأهم لنهائي النسخة التاسعة عشر من المونديال الإفريقي، والذي سيجمع بين منتخبي أسبانيا وهولندا بعد رحلة طويلة وشاقة من أجل الوصول إلى هذه المرحلة الأخيرة التي سوف يتوج بها الفائز بطلاً للعالم.

ومع أنظار الملايين في كل مكان في العالم حيث الحدث الكروي الأهم خلال أربع أعوام يحضر كبار الشخصيات العامة من فناني هوليود، أساطير كرة القدم عبر العصور، ليس هذا فقط بل تجد بين 88 ألف متفرج يحضر في الإستاد كبار الشخصيات السياسية ورؤساء الدول ومستشاري الرؤساء.
يستعد الفريقان بكل قوة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه، من خلال حصد اللقب الأهم في تاريخ كرة القدم، وخاصة أن المتوج الليلة سيكون لأول مرة في تاريخه يحمل اللقب، وخاصة هولندا التي وصلت إلى النهائي مرتين المباراة الأولى في عام 1974 ولم يحالفها الحظ وأخفقت أمام ألمانيا الغربية بهدفين مقابل هدف واحد، وفي عام 1978 خسرت أمام الأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
تلعب أسبانيا بطريقة 4/2/3/1، والتي تعتمد على الكرة الجماعية المباشرة وتوظيف اللاعبين المتميزين بالسرعة، وكانت أسبانيا فرضت سيطرتها التامة في مباراة الدور قبل النهائي بعد فوزها على ألمانيا بهدف "بيول"، ولم تسمح للفريق المنافس بالدخول في أجواء المباراة على الرغم من قوة المنتخب الألماني.
المعركة الكبرى الحقيقية في وسط الملعب للفريقين، نظراً لتشابه أسلوب لعب الفريقين، ويشتركان معًا في ميزة السرعة والمهارة، وبالتالي لن تكون كلمة السر في فرض الأسلوب كما في مواجهة نصف النهائي، بل كلمة السر هنا في التطبيق المثالي لتكتيك المدرب والتحرك ككتلة واحدة دفاعًا وهجومًا.
وعلى المستوى التكتيكي للفريقين نجد أن كفة الماتادور هي الأرجح، لتمتعها بقيادة محنكة من قبل المدرب ذو الفكر الكبير "ديل بوسكي" الذي يعرف كيف يتعامل مع الفرق الكبيرة، ويدرك إمكانيات نجومه الكبار جيداً، ويدفع بهم من على دكة البدلاء في الوقت المناسب، وفي هذه المباراة النهائية تحديداً، والتي دائماً ما تتغير حساباتها، قد يدفع بالصاعد "بيدرو"، أو يعود إلى "توريس" أو يفاجأ الجميع بتغيير مركز ساحر أسبانيا الجديد "فيا".
أما "فان مارفيك" فسوف يستعيد ظهيره الأيمن "فان دير فيل" ولاعب الوسط "دي يونج" الذين غابا عن مباراة أوروجواي في الدور قبل النهائي للإنذارين، ويترك "مارفيك" للمنتخب الهولندي حرية اللعب، نتيجة ثقته الكبيرة في لاعبيه، وانضباطهم داخل الملعب، ووصولهم المباشر إلى المرمى أكثر من الإعتماد على الكرة الاستعراضية، وقد اعطت هذه الخطة ثمارها ونجح منتخب "الطواحين" في الوصول الى النهائي بعد غياب 32 عاماً.
المباراة النهائية للمونديال سيقودها الحكم الإنجليزي هاورد ويب وهي المرة الأولى التي يُدير بها حكم إنجليزي نهائي المونديال منذ عام 1974، ويتميز حكم المباراة بالحزم والشدة، والعبور بالمباريات التي قادها إلى بر الأمان، على الرغم من إشهارة 17 كارت أصفر في المباريات التي قام بتحكيمها في البطولة.
وعلى الرغم من التوقعات الكبيرة بفـوز المنتخـب الأسبانـي بالمبـاراة وحصوله علـى اللقب، إلا أن المبـاراة يصعب التكهن بمجرياتها داخل الملعب، وبالتالي يستحيل في ظل قـوة الفريقين، وصلابه نجومهمـا وتمسك كل طرف بالحصول على الكأس الغالية ودخول التاريخ من أوسع أبوابه.