بيقولك "مرة موظف راح يقبض المرتب بتاعه آخر الشهر لقاه زايد، قام واخد الزيادة من غير لا حس ولا خبر، لما جه يقبض الشهر اللي بعده لقى المرتب ناقص، فسأل الصراف عن النقص، فرد عليه قال له يعني انت الشهر اللي فات لما كان فيه زيادة متكلمتش ودلوقت بتشتكي؟ فرد الموظف المرة اللي فاتت كانت أول غلطة قلت أسامحك، لكن المرادي تاني غلطة ولا يمكن أعديها"!
بايخة؟.. عموما هي ليست نكتة، بل حدث بالفعل ويحدث يوميا منذ خسارة الزمالك أمام المقاصة، ويعرض بجميع دور العرض والقنوات الرياضية تحت عنوان "الإرهاب والمقاصة".
هل من المعقول أن يتم البكاء على اللبن المسكوب خمسة أيام متتالية؟؟ وهل من المعقول أن تتخذ أخطاء حكم في مباراة هذا المنحنى الدرامي الذي تفوق دراميا على مشهد غرق جاك في تيتانيك أو مشهد السفاح وهو يقتل مرتكب السبع خطايا (بيقتل ع الواحدة بس)؟!
نعم أخطأ ياسر محمود في عدم احتساب ركلة الجزاء، وأخطأ مساعده في عدم احتساب هدف محمد عبد الشافي، لكن هل هذه هي المرة الأولى التي يخطئ فيها حكم؟ وهل لم يستفد الزمالك من أخطاء التحكيم من قبل؟
ففي هذا الموسم تحديدا، نجد أن الزمالك استفاد من الأخطاء التحكيمية أكثر مما تضرر، لكنه فعل كالموظف في النكتة، فعندما أتت الغلطة التحكيمية لصالحه "حطها في جيبه وصكمٌ بكمٌ"، أما عندما جاءت ضده.. ما تيجوا نشوف..
فلننظر إلى تسلسل تطور رد الفعل، ففي المباراة ذاتها لم يعترض اللاعبون أو التوأم عندما لم يحتسب الحكم ركلة الجزاء أو الهدف، ربما لأنهم مثل معظم المتابعين للمباراة كانوا متيقنين من تحقيق الفوز في أي وقت، لاسيما بعد النقص العددي في صفوف المقاصة قبل 10 دقائق من نهاية الشوط الأول.
لكن بعد المباراة وجدنا التصريحات تتطور من هجوم على التحكيم، إلى اتهام بالمؤامرة، إلى التهديد بالانسحاب من الدوري، إلى الانسحاب من لجنة البث، إلى سحب الثقة من اتحاد الكرة!
وإذا كان سياسة "لغوش لغوش"، الذي يتبعها التوأم في التعتيم على الأخطاء الفنية الكارثية الذي يرتكبها حسام حسن أثناء المباريات، باتت أمرا معتادا عقب كل نتيجة سلبية للزمالك، فإن الغريب هذه المرة هو انجرار مسؤولي النادي لهذا المستوى غير المسبوق من الشكوى والتذمر.
ولنضع الأخطاء التحكيمية جانبا، هل لعب الزمالك في المباراة؟ هل نجح حسام حسن في إدارتها؟ وكيف تفوق طارق يحيى بعشرة لاعبين لمدة 55 دقيقة على 11 لاعبا من الزمالك؟ لماذا لم يتحدث أحد عن تغييرات حسام حسن التي كالعادة تزيد الأمر سوءا؟ لماذا لم يتحدث أحد عن فشل مدرب الزمالك في استغلال النقص العددي في صفوف منافسيه؟
إذا كان حسام حسن بجلالة قدره قد أخطأ في إدارة المباراة وعبد الشافي أخطأ في كرة الهدف، فلماذا قامت الدنيا ولم تقعد على ياسر محمود عندما أخطأ؟ وهل أخطاء اللاعبين والمدربين فقط هي التي تغتفر لكن أخطاء الحكام لا؟ (أسئلة كتير بمناسبة موسم الامتحانات)
المعروف عن التحكيم المصري أنه ضعيف جدا (حقيقة علمية)، لكنه أيضا مناسب تماما للمستوى الفني الذي تقدمه الفرق المصرية (حقيقة فنية)، وللأسف فإن المصريين لا يشاهدون إلا مباريات الأهلي والزمالك وأحيانا الإسماعيلي إذا كان متصدرا، لكنهم لا يتابعون الكوارث التحكيمية التي تقع في باقي المباريات (حقيقة تليفزيونية).
ويبدو أن السبب الرئيسي وراء الحملة الرهيبة من الزمالك هي إظهار العين الحمراء لكل حكم تسول له نفسه أن يتردد في أي قرار صعب ضد مصلحة الزمالك، وإلا فكيف يمكن أن يسقط لاعب داخل منطقة الجزاء ولا يحتسب الحكم ركلة جزاء للزمالك بعد كل هذا الضغط والتهديد والوعيد؟
نيجي لنقطة الانسحاب من لجنة البث، أليس في الزمالك رجل رشيد؟؟ طب الزمالك يعاني أزمة مالية طاحنة منعته من التجديد لحسن مصطفى وهاني سعيد وشيكابالا الذي يوم قاعد ويوم ماشي، يتم اتخاذ قرار بعدم بث المباريات؟ ماذا يريد الزمالك بهذه الخطوة الانتحارية؟؟ الضغط على اتحاد الكرة؟ وهل يستطيع الزمالك أن يستغنى عن فلوس البث، وكمان يخوض مبارياته دون بثها والضغط على الأمن الهش المنفلت؟ (أسئلة تاني؟ ايه الموضوع؟)
بالمناسبة، كنا على وشك أن نشاهد حملة مشابهة من الأهلي كانت قد بدأت عقب مباراة الإنتاج الحربي واستمرت بعد مباراة حرس الحدود، لكن سقوط الزمالك أمام المقاصة وتساوي الكفتين، وضع الأهلي في خانة "الأولاد الشطار اللي بيسمعوا كلام عمو الحكم"!
وها نحن رأينا سيد عبد الحفيظ وهو يباري إبراهيم حسن في الهجوم على الحكام وكأنها مباراة (تلاعبونا على الحكام يا كباتن؟) بعد مباراة الإنتاج ويولع الدنيا بسبب "تعظيم سلام"، رغم أن الخطأ الوحيد الذي وقع فيه الحكم قدورة كان عدم طرد أحمد السيد في ركلة جزاء الإنتاج (وهو خطأ فادح أضر الأهلي بالفعل)!
وما ينطبق على الزمالك ينطبق على الأهلي الذي استفاد أيضا من أخطاء الحكام هذا الموسم أكثر مما تضرر (راجع ركلة جزاء بركات في الشرطة وجدو في الاتحاد).
ببساطة فإن مسؤولي الناديين وجدوا أن الحكام هما "الحيطة المايلة" في المنظومة الكروية الحالية، خاصة بعدما راحت ورقة "مناشدة السيد الرئيس التدخل" إلى شرم الشيخ، لكن الزمالك زودها حبتين شوية.. قول دستتين..
وبصراحة أنا لو حكم، لكنت رفضت إدارة أي مباراة للأهلي أو الزمالك مهما حصل، وهو الواحد مستغني عن "لغاليغه"؟
الحل السحري لإنهاء هذا الموسم "المقرف" هو الاستعانة بحكام أجانب في جميع مباريات الأهلي والزمالك على حساب اتحاد الكرة، وأعتقد أن الحكام المحليين أنفسهم موافقون بالإجماع (بجد مش بتاعة فتحي سرور).
أما إذا أردنا الحل الجذري.. فأقولكم أنا..
"الشعب يريد إسقاط المنظومة"!