[جلال العسيلى]

الطموح وتضاربه مع الواقع المعاش


شـرط أسـاسـي .. عـامـل وحيد .. هـو فقـط مـن يعطيك الـرغبة فـي الـعيش .. يعطيك القـوة للكفـاح ..

و يمنحك العـزيمة للإستمرار فـي هـذه الحيـاة .. أجل إنـه الطمـوح .. إنـه الحلم الـذي يجعل لحياتنا طعمـا .. ولكل تضحياتنا

معنـى .. فـرغم تـوالي الأزمـات .. ورغم تتآلـي العقبـات إلآ أن الإنسـان يتخطاهـا بكل عزيمـة وإصرار .. يشقى، يتعب ..

يسقط وينهض .. وكلـه أمـل فـي تحقيقـ الهدف المنشود، وتكوين المستقبل الموعـود .. مستقبل ملؤه النجاحات ..

مستقبل يعوضـه عـن كـل أيـام الحـزن و الشقـاء ,,

*****

جرب واسـأل مجموعة من الأطفال عـن الطمـوح الـذي يسعـون إليه، و الحلـم الـذي يخالجـهم .. سيجيبونك بكـل بـراءة

و دون أي تردد .. أريد أن أكـون طبيبا ,, و آخـر أريد أن أكـون مهندسا أو طيارآ .. إلخ ,,

لن تجد حلمـا صغيرآ أبدا ,, كلها أحـلآم جميلـة و رائعـة ,,

*****

مـع توالـي الأيـام وتعـاقب السنين يكبـر ذلك الطفـل الصغيـر .. وفـي كـل مـرة يدرك شيئـا، وينكشف لـه جزء

مـن الحقيقة المـرة لهذه الدنيـا .. هـذه الدنيـا التـي طالما اختبـأت وراء قنـاع الـوفاء، و الأمـان ..

الأمـان بأنهـا لـن تغدر بك يومـا ولـن تدير لك ظهرهـا أبـدا .. فيخيل للناظـر إليها مـن الـوهلة الأولـى أنهـا مؤمونـة

الجـانب .. وسهلة المنـال ,,

*****

شيئـا فشيئـا أصبـح الحلـم يبتعـد و يتـورى .. أجـل إنهـا الحقيقة مـن الصعـب أن أكـون طبيبا .. مستواي ضعيف

فـي بعض المـواد الأساسية، وليس لعائلتي النقود لكـي أدرس دروسـا خصوصية ..

ثم إن توجهت إلـى الطـب مـن سيتحمل مصـاريف الجامعـة ؟!! من سدفع مصاريف التنقل والأكل و و و ؟ !!

هي سنوات طويلة فهل أقدر عليها ؟

كـل هـذه الأفكـار و غيرهـا تراود الفتى، فتدفعـه مرغما مقهورا إلى التخلي عـن حلم حياتـه ,,

أجل هـي ذي أولـى المرات التي فرضت فيها الضروف الصعبة و الـواقع المعاش منطقه على الشاب المسكين ..

هي ذي أولـى الإصطدامات بـه .. هـي ذي أولـى المحطات التي قال فيها : لآ !!

*****

لكـن لآ يهم مـدام طموحـي أن يكـون لـي مستقبل زاهـر .. فـلآ حيـاة مـع اليـأس ولآ يـأس مـع الحيـاة ..

ليقنـع الفتى نفسـه بـأن يسلك طريقـا آخـر، و يتخذ حلمـا آخـر .. حلمـا بإمكانـه أن يحققـ لـه المستقبل البـاهر ..

الذي طالما سعى إليه .. ربمـا اختصاص آخـر.. فيكون أقـل صعوبـة ، وأقـل كلفـة .. المهم لدي أن أحققـ طموحي ..

يقتنـع الشـاب بهذه الفكـرة و يمنـي نفسـه بهـا فيكمل فـي هـذه الطريقـ لعـل و عسـى أن يلقـى

فـي نهايتهـا خيرآ ,,

*****

لكـن و كالعـادة .. تجـري الريـآح دائمـا بالشكـل الـذي لآ تشتهيه السفـن .. دائمـا مـا تكـون هنـاك ريـح معـاكسة ..

ريـح تعمـل علـى إفسـاد الأمـور .. لـم تكـن ولـو لمـرة الأمـور مواتيـة وجيـدة ..

هـي نهـاية مسدودة إذا ,,

لكـن مـاذا أفعـل ؟!! أنـا الآن فـي نهايـة الطريقـ .. فهـل أحـاول كسـر هـذا الباب للدخـول عنوة ؟ !!

و لكـن قبـل هـذا .. مـاذا يوجد خلـف هـذا البـاب هـل هـو مستقبلي الجميل ؟ !! ..

أم أنه فشلي الذريع ؟ !!

هـل استسلـم و أختـار طريقـا آخـر ؟!! .. طريقـا يكـون أكثـر سهولـة .. فيكون فـي يدي و فـي متنـاول مكانتـي

فـي المجتمـع .. ليكون لـي بذلك مستقبل آخـر .. مستقبـل أقـل إشراقـا ولمعانـا ممـا كنت أطمـح ..

لأن هذا أفضل مـن لآ شيء ,,

’،

ماذا عنك أنت أخي ؟ .. هل ستختار طريقا آخر كلما وقفت الظروف في وجه طموح و حلمك في هذه الحياة .. ؟

أم أنك لن تستسلم بسهولة و ستعاندها لمحاولة كسرها و ركوب المجهول .. ؟

هل ستغامر مهما كانت النتائج ؟

[جلال العسيلى]

[سيد ابوكرم]

بارك الله بك ولك

[جلال العسيلى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد ابوكرم

بارك الله بك ولك

اسعدنى مرورك
وشرفنى ردك الطيب