السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
بمرور الزمن تتسارع وتيرة الحياة للدرجة التى تجعل إدراكنا للمشاكل يتزايد تدريجيا مما يجعلنا نعيش الازمات ببطئ وكأن الوقت لا يمر، عقارب الساعة توقفت عن الحركة فى زمن يٌعرف بعصر السرعة، بينما الكثير محاصر بالمشاكل ما بين البحث عن وظيفة اذا كنت حديث التخرج او تعرضت للطرد من العمل نتيجة تغير الميزانيات لتقليل النفقات او كنت تحاول جاهدا تكوين عش الزوجية او من تبحث عن عريس فى زمن اصبحت العنوسة سمة اساسية من سمات العصر نتيجة للازمات الاقتصادية او احجام الشباب عن فكرة الزواج و الخ من الازمات،
كل ما سبق او اكثر يرمى باثقال على كاهلنا جميعا مما يُصعب الحياة و يجعلها اكثر ألما و مشاقة و مع الوقت تزداد المعاناة بظهور مشاكل جديدة، حقيقة الامر المشكلة ليست فى كم المشاكل الان و انما الكبت الداخلى و التسكين بالمهدئات الوقتية من تجاهل للمشاكل او محاولة النسيان فى حين البعض ينتهج حلول اخرى اعتقادا بانها علاج مثل السلف او الاقتراض من البنوك او العمل فى اكثر من وظيفة لتقليل الفجوة بين الدخل و المصروفات، فى جميع الاحوال هم تناسوا الاضرار النفسية التى حاقت بهم وهذا هى المعضلة الحقيقية،
الكثير مع المشاكل و الازمات يُحبط او يكتئب او حتى ينهار و هنا و تبدأ سياسة الانهزام فى الهيمنة على الغالبية و قلة هى التى تبدأ فى المقاومة و البحث عن حلول، الان فقط نستطيع ادراك حقيقة ان الصحة النفسية و سلامتها احد ضرويات الحياة و ليست المادة وكيفية زيادتها، السؤال الان: لماذا الطب النفسى مهمش؟! و فكرة الذهاب الى طبيب نفسانى كانها وصمة عار فى الجبين؟! اذا كانت المعدة تشتكى و نذهب الى طبيب امراض باطنية للعلاج الا تشتكى الروح و النفس مما حاق بها ضرر و الم؟!!
الغرب بل و العالم اجمع يعلم جيدا مدى خطورة الامراض النفسية و مدى تأثيرها على سلامة الانسان و المجتمع اذا ما تراكمت بالشكل الذى يؤدى الى الانفجار، نسمع كثيرا عن جرائم انتحار او محاولات و الكثير يجمع انه لقلة الوازع الدينى او الايمان و لكن لماذا لا يتخيل احد كم الضرر النفسى الذى تعرض له من حاول الانتحار او نجح؟!! لا ابرر مثل هذا السلوك المشين و لكن هل فكر احد فى وضع نفسه مكانة؟!! المشاكل النفسية هى افة العصر.