يرد أحمد بنبرته الهادئة وابتسامته التى يسمعها من لا يراها
يقول بصوت حنون
( حاضر يا بابا ... حضرتك عايز علبتين )
يرجع أحمد لتبادل الحديث مع والدته
ولكن انتظر ... فوالد احمد متوفى منذ زمن
من الذى كان على الهاتف أذن ؟
انه أحد الأباء من دار المسنين التى يزورها احمد بصفة أسبوعية
لقد طلب منه علبة دواء .. فـرقم موبيـل أحمد مع كل أم و كل أب بهذه الدار ...
بعد ان كان رقمه مع معظم بنات الكلية
غداً هو يوم الجمعة ... وهو يوم ذو مذاق خاص عند احمد
ينتهى من صلاة الفجر بالمسجد ...
يجلس حتى طلوع الشمس يقوم بالذكر و التسبيح
هو و مجموعة من رواد المسجد
يمضى الوقت و يغادر الجميع المسجد إلا احمد
اغلق باب المسجد ... وبدأ !!!!!
أنه يقوم بتنظيف المسجد ... وتجهيزه ... لإستقبال عباد الرحمن
يمسح ارضية الحمامات ...
ينظف السجاد بهمة و نشاط
أحمد أحب الألقاب إليه خادم المسجد
الكرة تهــــز الشباك
انها تصويبة أحمد ... فهو لاعب ماهر ...
يلعب كل جمعة الكرة مع أصدقائه
تشتد المنافسة.. ما بين شد و ركل
ويتعالى الصياح
ولكن يخرج الجميع و قد جمعهم ود الأخوة
يشترى أحمد بعض الشرائط الفارغة ... من محل الشرائط
نفس المكان الذى كان يشترى منه أحدث الألبومات الغنائية
لا
لن يسجل محاضرة دينية
قلت لكم سابقاً لا تحاولوا ان تتوقعوا ما سيفعله
أنه يقوم بتسجيل بعض الكتب الدراسية بصوته
هكذا اعتاد احمد ان يساعد المكفوفين
يقرأ بصوته ليروا بأذانهم المنهج
... ... ... ... ... ...
الأن الساعة السادسة و النصف صباحاً
أعتاد احمد التسلل فى هذا الوقت من المنزل
أمه لا تسأله لانها تثق فيه جداً
كالعادة يعود بعد تسلله بساعة
الأم لا تعرف أين يذهب احمد ..
وأنا أيضاً لا أعرف
تمر الأيام و أحمد ينتقل من طاعة إلى طاعة
ومن خير إلى خير
أحمد لم يستيقظ لصلاة الفجر هذه الليلة ..أنها المرة الأولى
والدته ترددت فى إيقاظه فقد نام منذ قليل
بعد ان كان قائماً لأكثر من ساعة .. يُحيى سكون الليل بصلاته
تركته والدته .. واشفقت عليه من التعب
فى الصباح تدخل أمه .. فقد اعدت له الفطار
تحاول إيقاظه
ما يدور فى عقلكم هـذه المره ( صحيح )
احمد لا يستجيب
صرخة أم ....... سمعها النائم قبل اليقظ
يااااااااااالله
لنــــــــــا عــــــــوده لمعــرفــة ما حـــــــدث !!