[mahmmed_dvb]

موراتا لن يواصل في ريال مدريد، لكن لماذا؟


باتت مواصلة المُهاجم الإسباني «ألفارو موراتا» مع ريال مدريد شبه مستحيلة، إذ أن رغبة اللاعب في تغيير الأجواء لم تعد تخف على أحد داخل الفريق الملكي، كما أن العروض الرسمية لم تتأخر في الوصول لمكاتب النادي الذي لن يتأخر في الرضوخ لإغراءاتها وخاصة رغبة اللاعب رغم تعارضها مع رغبة زين الدين زيدان الذي لا يرغب في القيام بتغييرات كثيرة في الفريق الذي حقق الثنائية التاريخية قبل أيام قليلة.
رغبة زيزو تصطدم بحقائق ووقائع تجعل تحققها أمرًا معقدًا جدًا حتى لا أقول مستحيلًا، إذ أن وضع اللاعب لا يشبه كثيرًا ما كان يتصوره في الصيف الماضي حينما ترك يوفنتوس من أجل العودة لفريق أحلامه وتحقيق المجد الذي كان يصبو له منذ خطواته الأولى في الكاستيا، ما سيعجل برحيله بحثًا عن المجد الشخصي في أندية أخرى وذلك بعد أن جنى المجد الجماعي بقضاء موسم استثنائي مع الميرنجي.
أسباب رحيل موراتا عن الفريق الملكي تبدو متعددة، وبعضها يجعل حتمية رحيله واضحة وضوح الشمس، ونذكر منها:
قلة دقائق اللعب


من الواضح أن دقائق اللعب التي حصل عليها موراتا هذا الموسم مع ريال مدريد غير كافية أبدًا للاعب أثبت قدرات كبيرة كلما مُنح الفرصة، وهو السبب الأول والرئيسي في بحثه عن مغامرة جديدة. فألفارو لا يحتل سوى المركز الـ17 في ترتيب اللاعبين الذين اعتمد عليهم زيدان هذا الموسم، فشارك في 1874 دقيقة، وهو رقم يجعله في وضع مماثل لخاميس رودريجيز الذي يبحث عن الرحيل بدوره، وأقل من دانيلو (2080 دقيقة) الذي شارك أكثر منه رغم أنه كان يتنافس مع ظهير من طينة داني كاربخال.
عدد دقائقه القليل نسبيًا لم يمنعه من إظهار حسه التهديفي المرتفع ولا مساعدة الريال على البصم على موسم كبير، فقد تمكن من تسجيل 20 هدفًا بالتمام والكمال، ما يجعله الهداف الثاني للفريق مباشرة وراء كريستيانو رونالدو وأمام كريم بنزيمة الذي خاض 1367 دقيقة أكثر منه، ما يمنحه أحقية المطالبة بفرصة أكبر، وهي فرصة لن تُمنح له بالضرورة بسبب النقطة الثانية التي سنتطرق له.
عدم تناسبه مع متطلبات كريستيانو رونالدو


عندما سُئل أنشيلوتي قبل أشهر عن سبب مشاركة بنزيمة على حساب مورتا رغم معدله التهديفي المتراجع جدًا، رد الإيطالي بكل سلاسة «بنزيمة يُشارك أكثر من موراتا لأنه أكثر مهاجم في العالم يتناسب مع كريستيانو رونالدو. لقد وصلا في نفس الوقت لريال مدريد، وهما يعرفان بعضهما البعض جيدًا بعد قضاء 8 سنوات معًا»
مُشكلة موراتا قد تكون في تطور حاجيات كريستيانو رونالدو داخل رقعة الملعب، إذ أنه بات يميل كثيرًا للتحرك لعمق منطقة الجزاء، ما يجعله في حاجة لرأس حربة قادر على فتح المساحات له واللعب على الأطراف، وهو أمر يجيده بنزيمة وبدرجة أقل بكثير ألفارو موراتا.
البناء الهجومي لريال مدريد يعتمد بشدة على أدوار كريم بنزيمة خارج منطقة الجزاء، فهو من بين أهم ممولي اللامركزية الهجومية التي ينهجها زيدان، كما أن رونالدو يستفيد من جل تحركاته، عكس موراتا الذي يتمتع بصفات رأس الحربة التي تجعل منه أنانيًا أحيانًا وتدفعه للبقاء قريبًا من المرمى.
توفر فرصة اللعب في أندية كبيرة


الأرقام الكبيرة التي بصم عليها موراتا في الدقائق القليلة التي أتيحت له مع ريال مدريد جعلته مطمعًا لجل كبار الدوري الإنجليزي، وعلى رأسهم تشيلسي ومانشستر يونايتد اللذان قد يدفعان الكثير من أجل الحصول على خدماته، وهو أمر يشجع الدولي الإسباني على الرحيل.
الخروج من ريال مدريد لن يكون بالضرورة خطوة للوراء بالنسبة لموراتا، إذ أنه سينتقل لأندية هدفها المُنافسة على الألقاب بدورها، لكنها تعده بلعب دور أكبر بكثير من الدور الذي يلعبه حاليًا، ما يجعل مقاومة فكرة الرحيل صعبة جدًا، ناهيك عن أن راتبه مرشح للارتفاع بشكل ملحوظ.
موسم المونديال


الكل يعلم أننا مقبلون على المسوم الأخير قبل مونديال روسيا 2018، وكل اللاعبين يسعون خلاله لضمان المُشاركة مع أنديتهم كأساسيين من أجل الرفع من حظوظهم في التواجد مع منتخباتهم الوطنية في التظاهرة الأكبر في عالم كرة القدم الدولية.
صحيح أن موراتا مازال يُستدعى للمُنتخب الإسباني رغم دوره الحالي مع ريال مدريد، لكن ذلك لا يعني أنه في مأمن من السقوط عنها إن واصل على نفس الوضع، خاصة مع تألق مجموعة من المهاجمين الإسبان مؤخرًا على غرار إياجو أسباس، دييجو كوشتا وإنياكي ويليامز.
إغراء جوزيه مورينيو


إن كان موراتا سيرحل عن ريال مدريد، فإن مانشستر يونايتد سيكون الأوفر حظًا للحصول على خدماته، ولا شك أن جوزيه مورينو لعب دورًا كبيرًا جدًا في ذلك. مجموعة من التقارير الإنجليزية تؤكد أن مكالمة هاتفية بين المو وألفارو حسمت الأمور عمليًا لصالح اليونايتد.
مورينيو يعرف جيدًا ما يستطيع موراتا تقديمه لمانشستر يونايتد، فقد كان وراء تصعيده للفريق الأول حينما كان مدربًا في ريال مدريد، كما أن العلاقة مميزة جدًا بينهما، والمهاجم الإسباني يعرف جيدًا أن دوره في مسرح الأحلام سيكون أكثر أهمية من دوره في سانتياجو بيرنابيو.