أَشكو إِلَيكِ الَّذي بي يا مُعَذِبَتي
وَما أُقاسي وَما أَسطيعُ أَن أَصِفا
يا هَمَّ نَفسي وَيا سَمعي وَيا بَصَري
حَتّى مَتى حُبُّكُم بِالقَلبِ قَد كَلِفا
ما كُنتُ أَعلَمُ ما هَمٌّ وَما جَزَعٌ
حَتّى شَرِبتُ بِكَأسِ الحُبِّ مُغتَرِفا
ثارَت حَرارَتُها في الصَدرِ فَاِشتَعَلَت
كَأَنَّما هِيَ نارٌ أُطعِمَت سَعَفا
طافَ الهَوى بِعِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ
حَتّى إِذا مَرَّ بي مِن بَينِهِم وَقَفا
إِذا جَحَدتُ الهَوى يَوماً لِأَدفِنَهُ
في الصَدرِ نَمَّ عَلَيَّ الدَمعُ مُعتَرِفا
لَم أَلقَ ذا صِفَةٍ لِلحُبِّ يَنعَتُهُ
إِلّا وَجَدتُ الَّذي بي فَوقَ ما وَصَفا
يُضَحّي فُؤادي بِهَذا الحُبِّ مُلتَحِماً
وَقفاً وَيُمسي عَلَيَّ الحُبُّ مُلتَحِفا
ما ظَنُّكُم بِفَتىً طالَت بَلِيَّتُهُ
مُرَوَّعٍ في الهَوى لا يَأمَنُ التَلَفا
يا فَوزُ كَيفَ بِكُم وَالدارُ قَد شُحَطَت
بي عَنكُمُ وَخروجُ النَفسِ قَد أَزَفا
قَد قُلتُ لَمّا رَأَيتُ المَوتَ يَقصِدُني
وَكادَ يَهتِفُ بي داعيهِ أَو هَتَفا
أَموتُ شَوقاً وَلا أَلقاكُمُ أَبَداً
يا حَسرَتا ثُمَّ يا شَوقا وَيا أَسَفا