مصراوى سات
جميع ما يطرح بالمنتدى لا يعبر عن رأي الاداره وانما يعبر عن رأي صاحبه فقط - مشاهدة القنوات الفضائية المشفرة بدون كارت مخالف للقانون و المنتدى للغرض التعليمى فقط
العودة   مصراوى سات > المنتديات الإسلامية > القسم الإسلامى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2024/10/27, 02:56 PM
الصورة الرمزية عــادل محمد
عــادل محمد عــادل محمد غير متواجد حالياً
مشرف الاقسام الاسلاميه
رابطة مشجعى نادى الزمالك
رابطة مشجعى نادى الزمالك
تاريخ التسجيل : 2012 Nov
المشاركات : 9,584
الدولة : مصر
افتراضي تفسير قوله تعالى: ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ).


تفسير قوله تعالى: ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ).

الحمد لله.

أولًا:

يقول الله تعالى : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ يونس/99 .

يقول البغوي : " هَذِهِ تَسْلِيَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى أَنْ يُؤْمِنَ جَمِيعُ النَّاسِ، فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ إِلَّا مَنْ قَدْ سَبَقَ لَهُ مِنَ اللَّهِ السَّعَادَةُ، وَلَا يَضِلُّ إِلَّا مَنْ سَبَقَ لَهُ الشَّقَاوَةُ " انتهى من "التفسير" (4/ 153).

وجاء في "التفسير الوسيط" – مجمع البحوث الإسلامية - :

"كان - صلى الله عليه وسلم - لفرط شفقته على أمته حريصًا أَشد الحرص على إِيمان الناس جميعًا، وللوصول إلى تلك الغاية حمل نفسه أَعباء ثقيلة، ومتاعب جسيمة، فخفف الله عنه، ببيان أَنه ليس مكلفًا بإكراه الناس على الإِيمان، وحملهم جميعًا عليه، فليس عليه إلا البلاغ، وقد فعل، وحسبه التبليغ الذي لا يرهقه، فإن الهداية من الله.

والمعنى: ولو شاء ربك ، أَيها الرسول ، إيمان من في الأرض جميعًا من الجن والإِنس ؛ لآمنوا كلهم لا يشذ منهم أحد، لكن مشيئته - تعالى - الموافقة لحكمته البالغة ، اقتضت أن يكون الناس فريقين: فريقا شاءَ الله إيمانه ، فيؤمن لا محالة ، وهم الذين اختاروا الهدى ، فيوفقهم الله - تعالى - إِليه، وفريقًا شاء الله كفره ، لسوءِ نيته ؛ فيكفر لا محالة.

أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ: أَي أَفَأَنت مطلوب منك أَن تكره الناس علي دينك حتى يصيروا مؤمنين به ؟ كلاّ؛ فأشفق على نفسك ، فما عليك إِلا البلاغ، فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ، ولا تُحَمِّل نفسك المصاعب والمشاق، بالمبالغة في دعوة المعاندين المستكبرين فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا"، انتهى .

انظر: "التفسير الوسيط" (4/ 144).

ثانيًا:

من المقرر: أن المكلف له قدرة وإرادة واختيار، سواء كان من الإنسان أو الجن، وبهذه القدرة والإرادة يؤمن أو يكفر، ويطيع أو يعصي، كما قال تعالى: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا الكهف/29 .

ولما كان المكلف قادرا مختارا، فإنه يجازى على أعماله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وما ربك بظلام للعبيد : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ الزلزلة/7، 8 .

وكل إنسان يشعر بهذا الاختيار ويحس به، فلا يجبره أحد على الصلاة أو إتيان المسجد، كما لا يجبره أحد على الحرام ، أو إتيان محله.

ولما كان الله تعالى هو الخالق، فلا عجب أن يعلم ما سيفعله عبده، وما سيكون عليه مصيره، من سعادة أو شقاوة، فقد علم ذلك سبحانه، وكتبه عنده في اللوح المحفوظ، ويأمر الملك أن يكتب ذلك، والجنين في بطن أمه .

والله عز وجل يضل من يشاء ويهدي من يشاء، كما قال سبحانه: فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إبراهيم/4، وقال: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ النحل/93، وقال: مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ الأعراف/178.

فالحاصل أن:

1- المكلف له حرية واختيار، فيطيع أو يعصي باختياره، وسيجازى على ذلك.

2- الله يعلم ما سيؤول إليه مصير عبده، وقد كتب ذلك عنده.

3- الله يمد عبده المؤمن ويعينه، وهو أعلم بمن يستحق الإمداد والعون.

4- الله يخذل من يشاء، ولا يمده ولا يعينه. وإمداده فضل، وخذلانه عدل.

5- العبد الموفق من يسأل الله الإمداد والإعانة؛ إذ لا غنى له عن فضل الله طرفة عين، ولهذا قال تعالى في سورة الفاتحة: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الفاتحة/5 ؛ فمدار الدين على هذين الأمرين: العبادة والاستعانة.

6- العبد المؤمن يقر بفضل الله تعالى، ويعرف نعمته عليه، وينسب كل خير وتوفيق إليه، كما حكى الله عن أهل الجنة أنهم يقولون: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ الأعراف/43

وتأمل كيف جمعت الآية الكريمة بين بيان فضل الله وهدايته، وكون الجنة تورث بالعمل.

والذي ينبغي على العبد العاقل، الناصح لنفسه: أن يكون انشغاله بما يحصده في الدار الآخرة، وما ينفعه هنالك؛ فإن هذه الدار دار العمل والزرع، وغدا دار الجزاء والحصاد، وإن أهل الجنة يتحسرون على ساعة لم يذكروا الله فيها، وأن يسأل الله الإعانة على ما يقربه إليه .

ثالثًا:

قال ابن القيم : " مشيئة الله -سبحانه- تارةً تتعلَّق بفعله، وتارةً تتعلَّق بفعل العبد.

فتعلُّقها بفعله -سبحانه- هو أن يشاء من نفسه إعانةَ عبده، وتوفيقَهُ، وتهيئتَهُ للفعل، فهذه المشيئة تستلزم فعل العبد ، ومشيئته، ولا يكفي في وقوع الفعل مشيئةُ الله لمشيئة عبده، دون أن يشاء فعله، فإنَّه- سبحانه- قد يشاء من عبده المشيئةَ وحدَها، فيشاء العبدُ الفعلَ ، ويريده ، ولا يفعله؛ لأنَّه لم يشأ من نفسه -سبحانه- إعانتَهُ عليه، وتوفيقَهُ له.

وقد دلَّ على هذا وهذا قوله تعالى: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) [التكوير: 29]، وقوله تعالى: وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [المدثر: 56].

وهاتان الآيتان متضمِّنَتَان إثباتَ: الشرعِ والقَدَرِ، والأسبابِ والمسبِّباتِ، وفعلِ العبد واستنادِه إلى فعل الرَّبِّ.

ولكلٍّ منهما عبوديةٌ تختَصُّ بها:

فعبودية الآية الأُولَى: الاجتهادُ، واستفراغُ الوسع، والاختيارُ، والسَّعْي.

وعبودية الثانية: الاستعانةُ بالله، والتوكُّلُ عليه، واللَّجأُ إليه، واستنزالُ التوفيقِ والعَوْنِ منه، والعلمُ بأن العبد لا يمكنه أن يشاءَ ولا يفعلَ حتَّى يجعله الله كذلك.

وقوله: رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) ينتظمُ ذلك كلَّه ويتَضَمَّنُه، فمن عطَّلَ أحد الأمرين، فقد جحد كمال الربوبية وعطلَّها، وبالله التوفيق " انتهى من "التبيان في أيمان القرآن" (204 - 205).

والله أعلم.



الاسلام سؤال وجواب

............................

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2024/10/27, 04:51 PM
الصورة الرمزية اسلا م محمد
اسلا م محمد اسلا م محمد غير متواجد حالياً
صديق مصراوي سات
تاريخ التسجيل : 2017 Dec
المشاركات : 4,010
الدولة : مصر
افتراضي رد: تفسير قوله تعالى: ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ).

بارك الله فيك اخي عــادل
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2024/10/27, 05:43 PM
الصورة الرمزية ابراهيم البنانى
ابراهيم البنانى ابراهيم البنانى غير متواجد حالياً
مصراوى متألق
رابطة مشجعى نادى ليفربول
رابطة مشجعى نادى ليفربول
تاريخ التسجيل : 2011 Sep
المشاركات : 721
الدولة : مصر
افتراضي رد: تفسير قوله تعالى: ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ).

بآرك الله فيك
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:15 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
____________________________________
مصراوى سات

الكنز المصرى الفضائى الذى تم اكتشافه عام 2005 ليتربع على عرش الفضائيات فى العالم العربى
____________________________________