مصراوى سات
جميع ما يطرح بالمنتدى لا يعبر عن رأي الاداره وانما يعبر عن رأي صاحبه فقط - مشاهدة القنوات الفضائية المشفرة بدون كارت مخالف للقانون و المنتدى للغرض التعليمى فقط
العودة   مصراوى سات > المنتديات الإسلامية > القسم الإسلامى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2024/11/30, 01:01 AM
الصورة الرمزية محمود سالم الاسكندرانى
محمود سالم الاسكندرانى محمود سالم الاسكندرانى غير متواجد حالياً
كبار الشخصيات ومشرف سابق
رابطة مشجعى نادى ليفربول
رابطة مشجعى نادى ليفربول
تاريخ التسجيل : 2011 Nov
المشاركات : 3,929
الدولة : مصر - الاسكندريه
افتراضي التوبة فلها ثلاثة شروط




التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط:

أحدها: أن يقلع عن المعصية
والثاني: أن يندم على فعلها
والثالث: أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً،

فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح التوبة.
هذه الشروط الثلاثة:

الأول: الإقلاع عن المعصية، ما هي المعصية التي يحتاج أن يقلع عنها؟ قد يقول الإنسان: إنه تائب إلى الله -تبارك وتعالى- من سماع المعازف، أو من لبس الحرير، أو من لبس الذهب، أو من البقاء في أماكن لا يجوز له البقاء فيها، أماكن للمنكر كان يشهدها ويحضرها، فالشرط الأول: أن يقلع عن المعصية، أي: لابد أن يفارق هذا المكان الذي لا يجوز له البقاء فيه، كأن يجلس الإنسان في مرقص، أو في محل فيه معازف، أو في خمارة، أوفي أماكن فساد، شر، اختلاط، هو يواقعها، والتوبة تقتضي أن يفارقها، وأن يبتعد عنها، وأن ينفك من هذا الذنب، هذا الشرط الأول، فلا يبقى ملابساً له بحال من الأحوال.

الثاني: الندم، أن يندم على هذا الفعل، وهنا سؤال معروف وهو أن الندم أمر يتعلق بالقلب، يتسلل إليه من غير إرادة، بمعنى: أن الإنسان أحياناً يحاول أن لا يندم على الشيء ومع ذلك يندم، وقد يريد الندم ولكنه لا يستطيع، أحياناً الإنسان يخسر في تجارته، في بيعه، في شرائه فيندم، ويحاول أن يدفع الندم ولا يستطيع، وأحياناً يكون الإنسان فعل معصية في شيء يحبه، وتقبل نفسه عليه، فيحاول أن يندم عليه، فكلما تذكر شعر بلذة، فكيف يندم هذا؟ نقول: لابد من الندم، وقد ذكرت فيه قاعدة في بعض المناسبات وهي: أن خطاب الشارع إذا توجه إلى المكلف في أمر لا يقدر عليه فإنه ينصرف إما إلى سببه وإما إلى أثره، ففي هذا المثال خطاب الشارع فيه لابد من الندم.

يقول: أنا لا أستطيع أن أدخل الندم إلى قلبي، أريد أن أندم فما العمل؟ نقول له: اتجه، خطاب الشارع لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [البقرة:286]، إِلَّا مَا آتَاهَا [الطلاق:7]، فالله لم يكلفنا ما لا نطيق، فالخطاب يتوجه إلى السبب، وهو هنا: أن يتذكر أنه عصى الله، وأن الله يراه، وأن الملك كتب ذلك، وأنه سيجده في سجلاته، وأن يتذكر عظمة الله تبارك وتعالى، وجرأته عليه، وما إلى ذلك من العذاب الذي أعده الله تبارك وتعالى لمن عصاه، فإنه إذا تذكر ذلك ندم، ويمكن أن نذكر أمثلة واقعية عادية في شيء يلتذ به الإنسان، فإذا تذكر معنىً آخر تحولت هذه اللذة إلى ألم، فالإنسان الذي يفجر ولربما يعاشر امرأة بالحرام، أو يزاول شهوة من الشهوات بالحرام لو قيل له: أين أنت؟ الكاميرا فوق رأسك، والناس يشاهدون كل ما فعلته، ما الذي يحصل له؟ بلحظة واحدة يتغشاه من الغم، والهم، والألم، والحسرات ما لا يقادر قدره، كان في مكان أو في مصعد، فوافقته امرأة، أو نحو ذلك فقبّلها وهو يظن أن هذه الكاميرا عبارة عن إضاءة إذا انقطع التيار الكهربائي تضيء، فلو قيل له: إن الذي يشاهدك أبوك، أهلك كلهم ينظرون إليك، ما الذي يحصل لهذا الإنسان؟

وهذا آخر يزاول شيئاً محرماً، يفعل شيئاً محرماً، يستخفي به، ذهب إلى مكان، وجلس يتكلم بأمور حرام، ويتكلم مع امرأة بفحش وقبح، ويتصل بها ويكلمها في أمور لا تليق، فقيل له: كل الكلام الذي حصل مسجل، ما الذي يحصل له؟ يغشاه من الغم ما الله به عليم، يسود وجه، فأي الأمرين أعظم نظر الله إلى العبد أو نظر هؤلاء المخلوقين؟ نظر الله تبارك وتعالى أعظم، وكان ينبغي أن يستحيي منه، كيف والملك ينظر ويكتب، والجوارح ستنطق، يقال لها: هذا فلان عمل كذا وكذا، فيجيب: لا، أنا ما عملت ذلك، فيُختم على فيه، وتنطق جوارحه الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يس:65].

فإذا تذكر الإنسان هذه المعاني، وأنه عصى ربه، وتجرأ عليه يندم ولابد، ولذلك القلب إذا كان حيًّا فإن العبد إذا فعل المعصية ندم، فإذا مات القلب لم يتحرك، وهذا معيار في حياة القلب وموته؛ ولهذا قال الله تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ [الأعراف:201] فيتأثر مباشرة، لماذا فعلتُ هذا؟ وتذهب عنه الحجب، حجب الشهوة، حجب الغفلة، إذا كان من الأمور الغضبية يذهب عنه حجاب الغضب، وعند ذلك يفيق ويعرف أنه كان مضيعاً مفرطاً مجترئاً على ربه -تبارك وتعالى-، هذا ما يتعلق بالندم.

الثالث: العزم أن لا يعود إليها أبداً، بمعنى أنه لا يقول: أنا تائب بلسانه فقط، وهو ينوي الرجوع، فهذا كاذب في توبته، فلو كان متردداً أو غير جازم ويقول: أنا لن أرجع، وفي نفسه لو حصلت له فرصة أخرى رجع، أو في نفسه يقول: أحاول أن لا أرجع فهذه ليست توبة، هذه يسمونها توبة الكذابين، فلابد من العزم المصمم على عدم الرجوع، هذه ثلاثة شروط في كل الذنوب المتعلقة بحق الله تبارك وتعالى.

هناك شرط آخر إن كانت المعصية تتعلق بحق المخلوق كما ذكر النووي -رحمه الله-، إن كانت تتعلق بحق آدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، وكيف يبرأ منه؟ إن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، هذا شرط زائد على الإقلاع، والندم، والعزم أن لا يعود.

قد يغصب الإنسان أرضاً، أو مالاً، أو يسرق من إنسان، فهذه معصية لا يكفي فيها الندم، والإقلاع، والعزم أن لا يعود، بل لابد أن يُرجع لكل إنسان مظلمته، وحقه، فإن كانت عيناً من الأعيان ردها إليه، وإن كانت من الحقوق المعنوية كأن يكون هذا الإنسان وقع في عرضه، قذفه، أو اغتابه، فالقذف أن يمكنه من ذلك، بمعنى: أن يمكنه من إقامة الحد عليه أو أن يعفو عنه؛ لأن هذا القذف وإن لم يطالب به الإنسان في الدنيا فإنه لا يعني أن تبرأ ذمته يوم القيامة.

وإن كانت غيبة أو نحو ذلك فهل يتحلل منه بالغيبة أو لا؟ هذا فيه تفصيل: فإذا كان في ذكره ذلك له يزيد في إيغار الصدور، ويولد العداوات، والشحناء، والقطيعة فإن الشريعة لم تأت بهذا، الشريعة جاءت بالأمر بالاجتماع، والتحاب، والتواد، ونبذ كل ما يؤدي إلى الشر، والفرقة بين المسلمين، وإن كان يقبل منه أن يقول له: أنا اغتبتك فسامحني، وحللني، فيجب عليه أن يقول له ذلك، وتبرأ ذمته، وإن كان يغلب على ظنه أنه سيؤدي ذلك إلى عداوة وشر فلا يقول له شيئاً، فما الذي يفعله؟ يذكره في المجالس التي ذكره فيها بالسوء، يذكره بالخير، ويدعو له، ويتصدق عنه، وهنا تساؤل: ما حاجة الإنسان في أن يغتاب الناس حتى يضطر أن يذكرهم في مجالس بالخير، ويضطر أن يتصدق عنهم، ويضطر أن يدعو لهم، كان الواجب عليه أن يمسك لسانه ويرتاح، فالأمر ليس بالسهل، والغيبة من الكبائر، هذا إذا كانت غيبة فيها هذا التفصيل على الراجح، وهو الذي اختاره النووي -رحمه الله-، وذكرت هذا المعنى في الأعمال القلبية، في التوبة.

قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، يجب على الإنسان أن يتوب من جميع الذنوب والمعاصي ولا يجزِّئ ذلك، لكن لو تاب من ذنب واحد وعليه ذنوب متعددة فالراجح أن التوبة تكون صحيحة، يعني هذا الإنسان تاب من الغيبة، لكن بقي عنده أعمال أخرى محرمة فإن توبته صحيحة إذا استوفت الشروط، فتتجزأ التوبة، لكن يبقى أن الأصل والأفضل والأكمل بل الواجب أن يتوب من جميع الذنوب.

قوله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا هذا أمر، والأمر للوجوب أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي: من أجل أن تفلحوا، فعلق الفلاح -وهو تحصيل المطلوب والنجاة من المرهوب- بالتوبة، فمن أراد الفلاح فعليه أن يتوب، والله تبارك وتعالى فضله واسع، أي أن المخلوق ربما تسيء إليه، أو تخطئ، أو يتوهم أنك أخطأت، أو قصرت، ثم بعد ذلك يبقى هذا الخطأ يلاحقك عنده إلى قيام الساعة، لكن الله تبارك وتعالى إذا تاب العبد إليه فرح بتوبته، وأقبل عليه واجتباه.
لفضيلة الشيخ : د / خالد بن عثمان السبت


التوقيع

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2024/11/30, 01:24 AM
Moh-elkzaz Moh-elkzaz غير متواجد حالياً
موقوف لمخالفة قوانين المنتدى
تاريخ التسجيل : 2010 Jul
المشاركات : 6,941
افتراضي رد: التوبة فلها ثلاثة شروط

جزاك الله خيرا
احسنت
----------------------------
مشاهدة جميع مواضيع Moh-elkzaz
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2024/11/30, 06:37 AM
الصورة الرمزية manst2005
manst2005 manst2005 غير متواجد حالياً
مشرف اقسام الاسترونج والصينى
رابطة مشجعى نادى الأهلى
رابطة مشجعى نادى الأهلى
تاريخ التسجيل : 2012 Nov
المشاركات : 7,089
الدولة : مصر
افتراضي رد: التوبة فلها ثلاثة شروط

التوقيع
----------------------------
مشاهدة جميع مواضيع manst2005
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2024/11/30, 07:08 AM
الصورة الرمزية خضر الدبيات
خضر الدبيات خضر الدبيات غير متواجد حالياً
صديق مصراوي سات
تاريخ التسجيل : 2011 Jun
المشاركات : 7,194
الدولة : سوريا -السلمية
افتراضي رد: التوبة فلها ثلاثة شروط

بارك الله فيك أخي الحبيب
التوقيع
منتديات مصراوى سات
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2024/12/01, 11:30 AM
الصورة الرمزية عــادل محمد
عــادل محمد عــادل محمد غير متواجد حالياً
مشرف الاقسام الاسلاميه
رابطة مشجعى نادى الزمالك
رابطة مشجعى نادى الزمالك
تاريخ التسجيل : 2012 Nov
المشاركات : 9,652
الدولة : مصر
افتراضي رد: التوبة فلها ثلاثة شروط

ربنا يتقبل من الجميع صالح الاعمال
وشكرا لك اخى الفاضل
.........
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
____________________________________
مصراوى سات

الكنز المصرى الفضائى الذى تم اكتشافه عام 2005 ليتربع على عرش الفضائيات فى العالم العربى
____________________________________