كانت مفاجأة مدوية للكثيرين حين خلت قائمة منتخب مصر من إسم محمد بركات .. وظهرت استنتاجات عديدة تشير إلى أن الاحتقان عاد ليسيطر على العلاقة بين حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب ومحمد بركات على خلفية الأزمة التى أدت لاستبعاد بركات من صفوف الفريق الوطنى قبل ما يقرب من عامين..
وسرعان ما أوضح شوقى غريب المدرب العام للمنتخب أن بركات هو الذى طلب عدم الانضمام للمنتخب منذ مباراة 18 نوفمبر الفاصلة بين منتخبى مصر والجزائر وتبديد حلم جيل كامل من اللاعبين فى المشاركة بكأس العالم وانتقد كثيرون قرار بركات بالاعتذار عن عدم الانضمام للمنتخب وحوله إلى خائن لأنه رفض التراجع وزهد فى ارتداء قميص بلاده.. رغم أنه لا يزال يعيش أفضل أيامه الكروية بل ويضعه الكثيرون فى مقدمة طابور الموهوبين حالياً فى الدورى المصرى وانهالت الحجارة لترجم اللاعب الذى اعتاد دائماً الصمت فى مثل هذه المواقف..
ولو فكر هؤلاء قليلاً لأدركوا أن القرار الذى اتخذه بركات بالاعتزال الدولى كان يجب أن يتخذه أيضاً أكثر من نجم كبير حتى يتيح الفرصة للشباب الصاعد كى يأخذ فرصة حقيقية خلال الفترة الحالية يكتسب من خلالها خبرات دولية ليصبح جاهزاً لتصفيات كأس العالم 2014 .
اعتزال بركات دولياً لن يقلل من تاريخه كلاعب كبير وأعتقد أيضاً أن اعتزال أبوتريكة وأحمد حسن وعصام الحضرى ووائل جمعة وسيد معوض دولياً يجب أن يتم بالتدريج المرحلى خلال الشهور المقبلة لاسيما وأن هناك أسماء وضعت أقدامها على الطريق الصحيح وبات الاعتماد عليها دولياًً أمراً حتمياً.. مثل شريف إكرامى وشريف عبدالفضيل ومحمد عبدالشافى ومحمد ناجى جدو وإبراهيم صلاح.
ومن غير المعقول مثلاً.. أن يحارب النجوم الكبار آلة الزمن.. فلكل مرحلة فرسانها ورجالها.. وليس من المنطقى أن يظل أحمد حسن أساسياً فى منتخب مصر فى 2014 وهو فى التاسعة والثلاثين من عمره.. وليس منطقياً أن يظل عصام الحضرى هو الحارس الأوحد للمنتخب فى مونديال البرازيل وهو فى الثانية والأربعين من عمره.. حتى لو افترضنا أن هناك حراساً كبار مثل دينوزوف الإيطالى أو بيتر شيلتون الإنجليزى فعلاها فى مونديالى 82 و90 على الترتيب فإن كلتا الحالتين تعد استثناء وليس قاعدة.. وعلى أية حال فإنه من غير المنطقى أن نترك حارساً مثل عبدالواحد السيد أو عبدالمنصف أو محمد صبحى وهم فى عمرهم الحالى من دون الاعتماد عليهم بشكل أساسى..
وقد يندهش البعض عندما يعلم أن عبدالواحد السيد الذى يبلغ من العمر 33 عاماً فى الوقت الحالى لم يشارك سوى فى لقاءين دوليين رسميين فقط هما بالترتيب لقاء مصر والكاميرون فى الجولة الثالثة بالدور الأول لنهائيات أمم إفريقيا عام 2004 بتونس التى انتهت بالتعادل السلبى من دون أهداف.. ولقاء مصر وموزمبيق الذى شارك فيه عبد الواحد كبديل للحضرى فى الدقائق الأخيرة فى الجولة الثالثة بالدور الأول لنهائيات أمم إفريقيا عام 2010 بأنجولا رغم أن اللقاء كان تحصيل حاصل.. وفازت مصر بهدفين مقابل لا شيء.. هذا هو كل رصيد عبدالواحد السيد الحارس رقم 2 فى مصر الآن ،فهل من المنطقى أن يظل احتياطياً طوال هذه السنوات؟!
بركات ليس خائناً.. بركات اتخذ قراراً عقلانياً من دون عواطف.. فهل يتبعه رفاق الدرب؟!
* من عجائب الدهر أن يصدر اتحاد الكرة قراراً بمنع مدربى المنتخبات الوطنية من العمل فى الفضائيات.. فى الوقت الذى ترى فيه أيمن يونس ومجدى عبدالغنى ومدحت شلبى يقدمان ويحللان مباريات الدورى العام.. ويتقاضيان مبالغ مالية نظير العمل الإعلامى.. بل ويصر كل منهم على أنه يعمل متطوعاً فى اتحاد الكرة واعتبار أن مدرب المنتخب الذى يعمل فى الفضائيات عميل!!
قرار مجلس الجبلاية ليس هناك أبلغ رد عليه إلا قول الله تعالى «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنت تتلون الكتاب أفلا تعقلون» البقرة 44، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «يا أيها الناس إنما ضل من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.