[م / جاد عويس]

صورة أرشيفية



يسأل أحد القراء هل يمكن أن يؤثر مرض السكر على العين، وما الآثار الجانبية التى تحدث للعين وكيف يمكن تجنبها؟

يجيب الدكتور تامر إسماعيل جودت أستاذ طب وجراحة العيون بطب قصر العينى زميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا زميل جامعة ميامى بأمريكا قائلا: "السكر يؤثر على العين بأكملها خصوصا إذا كان السكر غير منضبط، وفى معظم هذه الحالات يكون المريض غير مهتم بمتابعة السكر وانضباطه، ومن أشهر مضاعفات مرض السكر وتأثيره على العين ظهور المياه البيضاء فى سن مبكرة فى العشرينات والثلاثينات من العمر، رغم أن المياه البيضاء عادة ما تظهر بعد سن الـ 50، وتظهر مضاعفات مرض السكر فى ظهور ارتشاحات ونزيف بشبكية العين والجسم الزجاجى، وهو السائل الشفاف الذى يملأ تجويف العين وفى الحالات المتقدمة تظهر أوعية دموية غير طبيعية على سطح الشبكية، وحول العصب البصرى ومن خصائص هذه الأوعية الدموية أنها ضعيفة جدا قد تسبب نزيفا حادا بالعين فى أى لحظة خصوصا إذا ارتفع ضغط المريض أو إذا بذل مجهودا جسمانيا شديدا، وفى بعض الحالات المتأخرة جدا يحدث نزيف تلقائى من العين، ومتكرر مما يؤدى إلى إصابة المريض بعدم الرؤية، حيث يكون النزيف داخل العين ويشعر المريض بعدم الرؤية.

ولكن كيف يتفادى مريض السكر هذه المضاعفات وما هو علاجها؟

دائما ما نقول إن الوقاية خير من العلاج، فمريض السكر يستطيع أن يتفادى كل هذه المضاعفات بالمتابعة الدورية لدى طبيب العيون لفحص قاع العين وعند ظهور أى ارتشاح أو نزيف يمكن معالجته عن طريق أشعة "الارجون ليزر" والتى تعمل على منع النزيف والارتشاح عن طريق تحسين الدورة الدموية للجزء المركزى للشبكية.

أما فى حالات النزيف الشديد فتكون جراحة الشبكية والجسم الزجاجى هى الحل الأمثل لتفادى حدوث تلفيات فى الشبكية والتى إذا حدثت هذه التليفات قد تؤدى إلى نتائج غير مضمونة للجراحة.

وفى السنوات الأخيرة توصلت الأبحاث إلى إمكانية حقن أدوية داخل الجسم الزجاجى وهذه الأدوية تساعد على تقليل فرص حدوث النزيف والارتشاحات التى تنتح عن مرض السكر.

وقد يتم الحقن أكثر من مرة وهذا لتفادى مضاعفات النزيف المتكرر داخل العين.

[علي امين2010]

يتسبب مرض السكر سنويا في حدوث 12% من نسبة الإصابة بالعمى في العالم وذلك نتيجة المضاعفات التي تحدث في العين بشكل مباشر. هذا مع العلم بأن مضاعفات المرض تختلف حسب طول مدة الإصابة بالمرض.

تأثير مرض السكري على شبكية العين
يؤثر مرض السكر على جميع أجزاء العين، ومن أهم تأثيراته تلك المضاعفات على الشبكية، والتي قد تؤدي إلى فقدان البصر.

كيف يشعر المريض بتأثير المرض على العين؟

يبدأ المريض بالسكر في الشعور بتغيير حدة النظر خلال اليوم الواحد من تحسن في الرؤية إلى تدني، ثم إلى تحسن حسب نسبة السكر وتغيرها في اليوم، وذلك بسبب تأثر عدسة العين بالتغير في نسبةالسكر في الدم كما يشعر المريض خلا ل الشهور المتتالية بتدهور تدريجي في النظر وذلك نتيجة حدوث ارتشاح ونزيف في العين وظهور أوعية دموية جديدة غير طبيعية. وقد يؤدي ذلك إلى نزيف بالجسم الزجاجي وانفصال شبكي وأحيانا يتسبب بداء زرق العين( الجلوكوما) وقد ينتهي الأمر بفقدان البصر.
ما هو العلاج؟

يشدد الطبيب على أهمية المحافظة على معدل طبيعي للسكر في الدم كما ينصح بضرورة علاج أي امراض اخرى يعاني منها المريض بالسكر كارتفاع ضغط الدم وكذلك السمنة والتدخين كعوامل مشتركة تزيد مضاعفات السكر على العين. أما العلاج:
1-العلاج بأشعة الليزر:
أشعة الليزر هي العلاج الأساسي في الحالات المتقدمة للمصابين بالسكر وهو أسلوب فعال في العلاج حسب الإحصاءات العالمية حيث أن أشعة الليزر تحد من عوامل فقدان البصرالحاد وتحاول منع مضاعفات السكر على العين، وليس هناك أي ضرر من استعمال أشعة الليزر كما هو شائع لدى العامة بل على العكس فقد يتسبب التأخر في العلاج بأشعة الليزر في بعض الحالات إلى شدة تدهور النظر. وقد يحتاج المريض إلى تكرار العلاج وفقا لحالة الشبكية. كما يجب التنبيه إلى أنه يمكن أن تتزايد حدة المرض في بعض الحالات رغم استعمال أشعة الليزر مع الحمية للعلاج،وليس ذلك بسبب الأشعة ولكن بسبب طبيعة مرض السكري.
2-العلاج باستعمال حقن خاصة:
تحقن مادة خاصة داخل تجويف العين،استعملت منذ سنوات على مستوى العالم وبالأردن، وهذه المادة ثبت أنها تمنع تكوين الأوعية الدموية النازفة، وتوقف الرشح المائي للشبكية.

3-التدخل الجراحي:
هناك أسلوب التدخل الجراحي لمريض السكر في الحالات المتقدمة كحدوث نزيف بالجسم الزجاجي أو انفصال شبكي أو الإلتصاقات الناتجة عن هذا المرض ف يالعين وتتوقف نسبة نجاح العملية على مدى تأثر شبكية العين بهذا المرض ويستطيع الطبيب متابعة حالة مريض السكر بالكشف الدوري والتصوير بصبغة الفلورسين لتحديد مدى تأثير السكر علىلشرايين وأنسجة العين.


نصائح هامة:

ينصح كل مريض بالسكر بالحرص على المتابعة لدى طبيبه المعالج للسكري للمحافظة على معدل طبيعي للسكر بالدم، ومعالجة الأمراض الأخرى التي قد تزيد من مضاعفات السكر على العين . كما يجب أن يراجع المريض دوريا طبيب العيون المختص، وذلك للفحص والمتابعة والعلاج مرة كل ستة أشهر، وذلك علما بأن العلاج في الحالات المبكرة يحافظ على صحة النظر بشكل أفضل وأما في الحالات المتقدمة فسوف يهدف العلاج إلى تأخير التدهور لأطول فترة ممكنة.