من أشرس الحيوانات
ده موضوع عن الثعلب والذئاب
معلومات أخرى
عينا الثعلب ذهبيتا اللون ضاربتان إلى الصفار، و للثعلب الأحمر بؤبؤان ضيقان يشبهان بؤبؤ السنوريات كما أن نظرها حاد كما نظر الهررة مما أدى بالبعض إلى تسميتها "بالكلبيّات شبيهة القطط" خصوصا بعد النظر إلى رشاقتها الاستثنائية بالنسبة لباقي أصناف فصيلة الكلبيات. يساعد ذيل الثعلب الطويل و الثخين هذه الحيوانات على القفز لمسافات بعيدة أو مرتفعة كما يمكنها من القيام بحركات معقدة، و تساعدها قوائمها الطويلة على العدو بسرعة 70 كيلومتر في الساعة (45 ميل في الساعة) مما يمكنها من الإمساك بالطرائد السريعة الحركة كالأرانب و تفادي الضواري الأكبر حجما.
تبلغ المسافة بين أنياب الثعلب الأحمر إجمالا قرابة 11?16–1 (ما بين 18 إلى 25 مليمتر)، و تفتقر الثعالب إلى العضلات اللازمة في وجهها و التي تمكنها من التكشير عن أنيابها، على عكس معظم الكلبيّات الأخرى. ينمو للثعلب الأحمر فراء إضافي أثناء فصل الشتاء، و يقوم هذا الفراء الشتوي، كما يسمّى، بتدفئة الحيوان في هذا الفصل وفي البيئات الأكثر برودة، و يقوم الثعلب بطرح فرائه عند بداية الربيع ليعود له الفراء القصير طيلة فترة الصيف..
علاقة النوع بالبيئة حوله
ثعلب أحمر مع طريدةتوجد الثعالب الحمراء في عدة أنواع من المساكن، فيمكن أن تعيش في المروج و أراضي الأشجار القمئية و الآجام إلى مختلف أنواع الغابات، وهي تعتبر متأقلمة مع العيش جنوب الدائرة القطبية الشمالية إلا أنها قد توجد في بعض المناطق أقصى الشمال أحيانا حيث تتنافس مع الثعلب القطبي على السكن في التوندرا. كما أن هذه الثعالب قد أصبحت متأقلمة مع العيش في ضواحي المدن وحتى المدن ذاتها في بعض أنحاء أوروبة و أمريكا الشمالية حيث تتنافس على الغذاء مع القطط المستأنسة الشريدة و الراكون الذي تأقلم للعيش في هذه البيئات أيضا.
عادات الغذاء
الثعالب الحمراء حيوانات لاحمة بشكل كبير، و تشكل اللافقاريات مثل الحشرات، الرخويات، ديدان الأرض، و الأربيان معظم حميتها الغذائية، كما و تأكل هذه الحيوانات بعض الفاكهة مثل التوت، العنب، التفاح، الخوخ و غيرها. أما الفقاريات التي تتغذى عليها فتشمل القوارض (من شاكلة الفئران و فئران الزرع)، الأرانب، الطيور، البيض، البرمائيات، الزواحف الصغيرة، و الأسماك[14]. و يعرف عن الثعالب الحمراء بأنها تقتل أخشاف الأيائل، وفي اسكندنافيا يعتبر افتراس الثعالب السبب الرئيسي وراء نفوق العديد من أخشاف اليحمور المولودة حديثا[15]، وفي إسرائيل و لبنان تفترس هذه الثعالب صغار غزلان الجبل بشكل كبير مما يتحكم بأعدادها و يمنعها من التزايد بشكل كثيف. و تقوم الثعالب الحمراء بتقميم الجيف و أي مصدر آخر للطعام، وفي المناطق المأهولة تقوم بالتقميم من قمامة البشر كما تأكل من أطباق أكل الحيوانات الأليفة المتروكة في الخارج، وقد أظهرت التحاليل التي جرت لحمية ثعالب المدن و ثعالب الأرياف أن نسبة الطعام المقمم لدى الأولى يفوق الثانية بكثير. تأكل الثعالب الحمراء إجمالا قرابة 0.5 - 1 كغم (رطلا واحدا أو إثنين) من الطعام كل يوم.
تصطاد هذه الثعالب بمفردها إجمالا، وهي تقدر أن تحدد موقع الطريدة الصغيرة بين الأعشاب الكثيفة بواسطة سمعها الحاد، وما أن تحدد الموقع حتى تقفز عاليا في الهواء لتهبط على طريدتها، كما و تقوم بالتسلل نحو بعض الفرائس الأكبر حجما مثل الأرانب حيث تبقى مختبئة ومن ثم تطاردها لمسافة قصيرة قبل أن تمسك بها، وقد تقوم هذه الحيوانات أيضا بخداع الأرانب عن طريق المشي أمامها متظاهرة بأنها غير عابئة بالصيد قبل أن تهاجم أحدها فجأة، وهذا الأمر الذي أدى إلى كسب الثعلب الأحمر لسمعته الشهيرة بين الشعوب المختلفة على أنه محتال و خبيث ومن هنا يأتي تعبير "مخادع كالثعلب" أو "محتال كالثعلب". تميل الثعالب أن تكون متمسكة بطريدتها حيث لا تشاركها مع غيرها من الثعالب أبدا، و يستثنى من ذلك الثعلب الذكر الذي يطعم أنثاه أثناء فترة المغازلة، و الأنثى التي تطعم صغارها.
للثعلب الأحمر معدة صغيرة نسبيا مقارنة بحجم جسده، و لا يستطيع الثعلب سوى أن يأكل نصف كمية الطعام التي تأكلها الكلاب و الذئاب نسبة لحجم جسدها (حوالي 10% مقابل 20% للذئاب و الكلاب). و خلال أوقات الوفرة تقوم الثعالب الحمراء بتخزين طعامها لأوقات الحاجة و لاتقاء خطر الموت جوعا في أيام القلّة، و غالبا ما تقوم بتخزين طعامها في حفر ليست بعميقة (يبلغ عمقها ما بين 5 و 10 سنتيمترات)، كما تقوم بحفر عدد من هذه الحفر عبر حوزها و تخزن فرائسها فيه عوضا عن حفر حفرة واحدة فقط، و يعتقد أن السبب وراء ذلك هو لتحاشي فقدان مخزون الطعام كله بحال عثر عليه ثعلب أخر.
العلاقة مع الضواري الأخرى
يعتبر الثعلب الرمادي أكثر أنواع الثعالب شيوعا في أمريكا الشمالية إلى جانب الثعلب الأحمر، و يقطن كل من النوعين مساكن مختلفة، فالثعلب الأحمر يفضل المناطق الهضابية القليلة السكان ذات الأحراج المتفرقة و المستنقعات و الجداول، بينما يتواجد الثعلب الرمادي في مناطق الأشجار القمئية، المستنقعات، و الجبال الوعرة. و تهيمن الثعالب الرمادية الأصغر حجما على قريبتها الحمراء في المناطق التي يقطنها كلا من الفصيلتين بسبب عدائيتها الأشد، و بالمقابل فإن الثعالب الحمراء أكثر عدائية من الثعالب القطبية و تستطيع أن تهيمن عليها و تنافسها على الجحور و الغذاء المحدود في الشمال.
وتعيش الثعالب الحمراء إلى جانب القيوط في بعض المناطق في أمريكا الشمالية، وفي هذه الحالة فإن أحواز الثعالب تكون في الغالب خارج حدود أحواز القيوط، و يعتقد أن السبب وراء ذلك هو لتفادي الاحتكاك المباشر مع تلك الحيوانات الأكبر حجما. إلا أنه و على الرغم من ذلك يحصل العديد من الاحتكاك بين كلا النوعين في البرية إلا أن ردة الفعل تختلف بإختلاف الظروف حيث يمكنها أن تتراوح من عدم المبالاة بالنوع الأخر إلى العدائية الشديدة، و غالبا ما تكون القيوط هي البادئة بهجوم عدائي على الثعالب و لا يعرف عن تلك الأخيرة أنها تتصرف بعدائية تجاه القيوط إلا بحال كان الأخير هو البادئ بالهجوم أو كانت جراؤها معرضة للخطر. وقد تمت مشاهدة الثعالب الحمراء و القيوط تقتات جنبا إلى جنب و تتجاهل بعضها كليا في العديد من المرات.
تتشاطر الثعالب الحمراء مسكنها مع بنات آوى الذهبية في بلاد الشام، و ينافس كلا النوعين الأخر على مصادر غذائهما المتماثلة تقريبا، و تتجاهل الثعالب روائح بنات آوى و آثارها الموجودة ضمن حوزها كما تتفادى الاحتكاك المباشر معها، وقد أظهرت الدراسات أن المناطق التي تزايدت فيها أعداد بنات آوى تناقصت فيها أعداد الثعالب بشكل ملحوظ و الظاهر أن هذا يعود إلى قيام بنات آوى بقتل الثعالب لتزيل أي منافسة لها على مصادر الطعام.
وفي أوروبة تنافس الثعالب الحمراء الغرير الأوراسي على الغذاء المتمثل في ديدان الأرض، البيض، الفاكهة، كما على الجحور، و يعرف عن الغرير بأنه يقتل و يأكل جراء الثعلب، إلا أن الاحتكاك العنيف بين النوعين نادر إجمالا بما أن كلا منهما يتجاهل الأخر بحال شاهده، و يعرف عن بعض الثعالب الحمراء أنها شاركت غريرا في السكن في جحرها بعض الأوقات.
و تتقاطع مناطق الثعالب الحمراء في أوروبة أيضا مع مناطق الوشق الأوراسي، و يعرف بأن أعداد الثعالب تكون قليلة في المناطق التي تتشارك فيها الأرض مع الأوشاق إذ أن الأخيرة تقتل الثعالب بشكل مستمر خلال فصلي الشتاء و الربيع بشكل خاص أي الفترة التي تقوم فيها الثعالب بإنشاء حوز لها.
السلوك
يختلف سلوك الثعلب الأحمر بناءً على اختلاف البيئة التي يسكنها، و يقول الباحثين دافيد و. ماكدونالد و كلاوديو سيليرو زُبيري في كتاب الخواص الأحيائية و المحافظة على الكلبيّات البرية بأن أي جمهرتين مختلفتين من الثعالب الحمراء يمكن أن يختلف سلوكهما لدرجة و كأنهما نوعين مختلفتين. ينشط الثعلب الأحمر عند الغسق إجمالا و يميل أن يكون ليلي النشاط في المناطق التي يكثر فيها النشاط البشري كالمناطق المأهولة و ذات الإنارة الكهربائية، و الثعلب الأحمر صياد انفرادي و بحال اصطاد عدد من الطرائد يزيد عن حاجته فسوف يقوم بتخزين الطعام الزائد في حفر في الأرض ليأكله لاحقا.
يمتلك كل ثعلب منطقة خاصة به إجمالا و لا يشاطرها مع ثعلب آخر إلا خلال الشتاء ومن ثم يعود ليعيش منفردا خلال الصيف، و تبلغ مساحة حوز الثعلب حوالي 50 كلم² (19 ميل مربع) إلا أن نطاق تنقله بداخلها أصغر بكثير إذ يبلغ أقل من 12 كلم² (4.6 أميال مربّعة) في المناطق الغزيرة الطرائد فقط. و يكون هناك عدة جحور في كل منطقة، وقد يستحوذ الثعلب على البعض من هذه الجحور من حيوانات أخرى مثل المرموط، و يحفر البعض الأخر. و تستخدم الثعالب حجرا كبيرا رئيسيا للسكن خلال الشتاء و لولادة الصغار و تربيتها، و تستخدم الجحور الأخرى الموزعة عبر حوزها للطوارئ و لتخزين الطعام، و غالبا ما توصل هذه الجحور مع الجحر الرئيسي بسلسلة من الأنفاق، ويقوم الثعلب بتعليم حدود منطقته عن طريق تعليم النباتات و الشجيرات بسائل ذو رائحة يصدره من غدة فوق الذيل.
يعتبر الثعلب الأحمر حيوانا أحادي التزاوج أي أنه يكتفي بشريك واحد طيلة حياته، إلا أن هناك بعض الأدلة على تعدد الأزواج في بعض الأحيان لعدة أسباب منها التصرف المناطقي الزائد عن حده للذكر خلال موسم التزاوج، حيث ينزع الذكر إلى التوغل في مناطق ذكور أخرى و طردها لكي يضمن أن أي منها لن يدخل منطقته و يتزاوج بعدها مع الأنثى المقيمة، ومن الأسباب الأخرى لهذا التصرف تقاطع مناطق عدة إناث مع منطقة ذكر واحد، و يعتقد بأن تقاطع المناطق يحصل في العادة بسبب قلّة بعض الموارد الأساسية للبقاء في منطقة الثعلبة الأصلية مثل الطرائد. تشكل الثعالب الحمراء أزواجا خلال الشتاء، و يتعاون كل من الزوجين لتربية جرائهما الذي يبلغ عددهم ما بين 4 و 6 (تسمى جراء الثعلب بالعربية أيضا "ضغابيس") و الذين يولدون خلال هذا الفصل، و تستقل الجراء عن والدتها ما أن تصل لسن البلوغ (ما بين 8 و 10 شهور تقريبا)، و بحال لم تذهب لشأنها من تلقاء نفسه فإن الأم تقوم بطردها.
قد تقوم الثعالب الحمراء بالعيش في مجموعات عائلية في بعض الأحيان، و لا يزال العلماء غير مدركين للسبب الذي يجعلها تقوم بهذا، إلا أن بعض الباحثين يعتقد بأن بقاء بعض الضغابيس الغير متناسلة (التي لن تتناسل في حياتها أو لم تتناسل بعد) يزيد من فرص بقاء الجراء في البطن التالي بما أن الجراء السابقة ستقوم بمساعدة الأبوين على تربية الصغار، بينما يرى البعض الآخر من الباحثين أن هذا السلوك لا يشكل فارقا كبيرا بالنسبة لبقاء جراء البطن التالي و إن الأبوين لا يقومون بطرد أبنائهما السابقين بحال كان هناك فائض في الموارد الغذائية يكفيها و يكفي الضغابيس الجديدة فقط.
تتخاطب هذه الحيوانات مع بعضها البعض عبر وسائل مختلفة منها التعابير الجسدية و أنواع مختلفة من الأصوات. و للثعلب الأحمر نمط واسع من الأصوات يتراوح من نعيق مميز يصدره الثعلب على ثلاث درجات و يعرف بإسم "نداء الضائع" إلى صراخ يشابه صراخ الإنسان، كما و تتخاطب الثعالب مع بعضها بواسطة الرائحة حيث تقوم بتعليم حدود منطقتها و طعامها بالبول و البراز. يقول الباحث جيمس جون أودوبون بأن الثعالب ذات نمط الصليب تميل أن تكون أكثر خجلا من تلك الحمراء بالكامل و لعل السبب في ذلك يعود إلى قيمة فراء ثعالب الصليب الأكثر قيمة من الحمراء الكاملة التي تجعل الصيادين يلاحقونها بشكل مكثف مما يجعلها تحاول تفادي الاقتراب من البشر.
يتبع إن شاء الله