خاطرة خطرت لي :
---------------------

رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاسألوه , ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك ناس فذكروه , ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك مسترشد فعلموه , ورجل لا يدري ولا يدري لأنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه .
هذا تقسيم الخليل بن أحمد للناس فيما علموه أوجهلوه ,
وأنشد أبو القاسم الآمدي :
إذا كنت لا تدري ولم تك بالذي يسأل من يدري فكيف أذا تدري
جهلت ولم تعلم بأنك جاهل فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري
إذا جئت في كل الأمور بغمة فكن هكذا أرضا يدسك الذي يدري
ومن أعجب الأشياء أنك لا تدري وأنك لا تدري بأنك لا تدري
وليكن من شيمة العالم :
العمل بعلمه وحث النفس علي أن تأمر بما يأمر به ولا يكن كمن قال الله تعالي فيهم : ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) .
وأن يكون العالم العامل بما علم كقوله تعالي :
( وإنه لذو علم لما علمناه )
وروي عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( ويل لجماع القول ويل للمصرين ) يريد الذين يستمعون القول ولا يعملون به .
عن عبد الله بن وهب عن سفيان أن الخضر عليه السلام قال لموسي عليه السلام : يابن عمران تعلم العلم لتعمل به ولا لتعلمه لتحدث به , فيكون عليك بوره ولغيرك نوره .
وقال علي كرم الله وجهه : إنما زهد الناس في طلب العلم لما يرون من قلة انتفاع من علم بما علم .
وقال أبو الدرداء : أخوف ما أخاف إذا وقفت بين يدي الله أن يقول قد علمت فماذا عملت .
فخير من القول فاعله , وخير من الصواب قائله , وخير من العلم حامله ...