تعلمت من التجارب المتكررة أن الناقد في وسائل الإعلام المختلفة لا يعني بنقده الناس في عمل الشر بمقدار ما يعني بنقد الفضلاء في أمور عادية محضة , بينما تجد سوق الرذائل والهدم والفتنة لا تجد من يعنيها , والاستهتار قد غمر نفوس البشر ولا يرتفع صوت بإنكاره
تجد الألسنة قد اندلعت من الأفواه بالتشنيع علي أفاضل الناس في أمور عادية محضة رأوا فيها وجهة تخالف وجهة وجهتهم كأنما حق علي أفاضل الناس قول الشاعر الحكيم
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن يخلو من الهم أخلاهم من الفطن

وقد جعل الله لنفوس العظماء مناعة من التأثر بهذيان الناقدين , فيسيرون في طريق عظمتهم ويملون علي الزمن حكمه , ويرغمون أنف التاريخ علي أن يسجل لهم في صفحات المجد أروع الأمجاد,
ولولا تلك المناعة ما وجدنا عظيما أثمرت جهوده , ولتخاذلت همه,
ولكن ضعاف النفوس وصغار العقول من البشر وإن كانوا علي حق في أعمالهم يتهيبون مقاومة النقد الباطل الموجه إليهم فينكمشون ويتخاذلون عما هم بصدده من العمل النافع المجدي وبذلك ينطفئ سراج حياتهم ويخرجون من الدنيا كما دخلوها صفر الأيدي , خلو الصدور إلا من الحسرة التي تأكل قلوبهم علي عدم بلوغ آمالهم
أرجو من الله ألا يكونوا منهم