
صاحبنا يرتدي أقنعة كثيرة ليقابل الناس بها ,
حتي ليكاد من كثرة ماارتدي من هذه الأقنعة لا تعرف له هوية ,
فهو يجيد الكذب والتضليل
لو أردت أن تتقي شره لابد ان يكون لك مع الكذب والنفاق تحالف .
لم ينجح رغم ذلك في الانسجام والتعاطف مع الناس رغم أنه إعتاد الكذب حتي اصبح فضيلة , واعتاد النفاق حتي اصبح طبيعة ,
ويؤثر الكذب علي الصدق ,
لا ينصف الناس ويضعهم في أقدارهم إلا إذا اتفقوا معه في الرأي والاتجاه أو في النزوة والغرض , فإذا لم يفعلوا إضطربت موازينه وجنح إلي الظلم والتجني , نظرته متقلبة لا تثبت علي حال , فقد يمدح اليوم من ذمه بالأمس , وقد يذم اليوم من أعلاه بالأمس .
تتأرجح أحكامه وتتقلب , لو راجعت بعض تصرفاته في فترة زمنية وجيزة تجده قد مدح شخصا وأعلاه بمدحه وجعله مبرأ من العيوب , ثم هبط به بعد يومين فجعله والشيطان رفيقين , ثم عاد ورفعه إلي السماء , وما هي إلا أيام لا تزيد عن الثلاثة حتي مرغه في التراب رغم أنه لم يرفعه حينما استحق ولم ينزله أيضا حينما استحق
هكذا في أيام يرتفع الانسان إلي السماء ويهبط إلي الأرض , وفي أيام يصبح ملاكا ثم يرتد شيطانا .
الحقيقة أن الانسان لا يتحول بهذه السرعة الخاطفة كأنه الصاروخ , كل مافي الأمر أنه أرضي نزوات غروره أو رأيه مرة , فارتفع إلي ما أراد أن يرفعه إليه , ثم عارضه أو واجهه أو اختلف وإياه , فنزل به إلي ما نزل . فلو تريث وجعل الحكم للعقل وليس للعاطفة أو النزوة أو الغرض ما وقع فيما هو واقع فيه من سرعة وعجلة , وما رماه الناس به من تقلب
أخي في المعاناة :
علي من يروم الحياة الكريمة لابد أن يتحمل أذاها , فإن الطريق الشاقة هي الطريق العظيمة , والطريق السهلة هي الطريق الوضيعة مهما كانت النتائج عظيمة من تلك الطريقة الوضيعة , فلا يمكن أن تؤدي الطرق الوضيعة إلي غاية عظيمة .
من أعنيهم من الناس لن يكونوا كرماء علي أنفسهم مهما يكن مظهرهم عظيما , فإنهم يشعرون بحقارتهم ويشعرون أن الناس يحتقرونهم ,
الحق ياصاحبي أقصر الطرق وأشقها في الوقت نفسه .