[سامى عرابى]

ارتكب الجهاز الفني للمنتخب الوطني ولاعبيه، كل الأخطاء الفنية التي كانت كفيلة بسقوطه "المدوي" أمام منتخب غانا بستة أهداف مقابل هدف في لقاء الذهاب بالجولة الأخيرة والحاسمة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، لتحول الحلم المصري في التأهل للمونديال إلى كابوس مرعب أصاب ملايين المصريين.

بكل تأكيد الأسباب الفنية واضحة، منتخب لا توجد في دولته مسابقات رسمية، ولا يخوض مباريات ودية قوية، جهاز فني بقيادة برادلي أخطأ بشدة في التشكيل والتغييرات وخطة اللعب في المباراة، ولاعبين وقعوا في اخطاء دفاعية بشعة، كل هذا في مواجهة منتخب قوي للغاية ويضم العديد من النجوم الكبار في الدوريات الكبرى.

ولا يختلف أحد على أن التوقعات كانت تصب في مصلحة المنتخب الغاني قبل بداية اللقاء، لأن كل الظروف كانت في صالحه، وبالفعل كان هناك البعض يتخوف من هزيمة ثقيلة لمصر، لكن لم يكن أحد يتصور أنها ستصل إلى الستة في أسوأ الظروف.

أما الأسباب الحقيقية التي أراها أكثر تأثيرا من الأسباب الفنية في وقوع هذه "الفضيحة" من وجهة نظري، تتمثل في عدم توفيق المولى عز وجل للمنتخب المصري، بالإضافة إلى "سوء النية" لدى عدد كبير للغاية من المصريين.

المؤسف أن تجد قبل المباراة من يتمنى خسارة المنتخب أمام غانا، فهناك المعارض للحكومة الحلية وما حدث في 30-6 وما بعدها، تمنى خسارة مصر للتشفي في المسئولين الحاليين عن البلاد، وهناك أيضا معارض أخر يرى أن فوز مصر وما يصاحبه من احتفالات سيكون أمر مخزي في ظل وجود الآلاف من القتلى والمصابين.

على الجانب الأخر تجد مسئولين في البلاد كانوا ينتظرون تأهل المنتخب ليستغلوا انجاز رياضي أسوأ استغلال يصب في مشوارهم السياسي، وتجد من المؤيدين لما حدث في 30-6 شماتة في محمد أبو تريكة "المؤيد للإخوان المسلمين والرئيس السابق" بسبب عدم نجاحه في اللعب في كأس العالم.

لا تتعجب عزيزي القارئ كل هذا حدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك من كان يتمنى هزيمة المنتخب لمجرد معارضته لاختيارات برادلي، خاصة وأنه ضم عددا كبيرا من لاعبي الأهلي.. أصبح شخص مصري يتمنى خسارة منتخب بلاده لمجرد أن المدرب يضم لاعبين من ناد منافس لناديه.

أكررها مجددا، غانا استحقت الفوز عن جدارة واستحقاق، وحديثي عن النيات ليس عبثيا، فالمنتخب حقق العديد من الانجازات وفي اغلب الأحوال لم يكن الطرف الأقوى، لكن كان يتكاتف من حوله جميع المصريين، لذلك كان التوفيق يقف بجواره بشدة.

واجهنا غانا في نهائي أمم أفريقيا 2010، وكان المنتخب الغاني الأفضل في معظم أوقات المباراة، ولكن التوفيق حالف مصر وفازت بالمباراة واللقب، وفي 2008 واجهنا منتخب ساحل العاج وكان أفضل من مصر بمراحل وأضاع في اللقاء فرص عديدة ورغم ذلك حالفنا لتوفيق في تسجيل 4 أهداف غريبة، وفي 2006 واجهن نفس المنتخب في النهائي وكان أيضا الأفضل والأخطر، ولكن فزنا باللقب بركلات الجزاء بتوفيق رهيب لعصام الحضري.

حتى كأس العالم 90، واجهنا منتخب الجزائر الشقيق، وتعادلنا في الجزائر سلبيا، وفي العودة كان المنتخب الجزائري الأفضل جدا، ولكن فازت مصر وتأهلت لمونديال ايطاليا.

ولماذا نذهب بعيدا؟.. في لقاء الأمس أمام غانا، لو كان حالفنا التوفيق لكانت خرجت النتيجة 5-5، فالمنتخب رغم كل أخطائه الفادحة، إلا أنه أتيحت للاعبيه 6 فرص مؤكدة، كانت كفيلة بتغير الوضع تماما، حتى توقيت أهداف غانا كان فيه شيء كبير من التوفيق، خاصة الهدف الثالث، والذي قبله مباشرة كان من الممكن أن يتعادل المنتخب بفرصة هائلة.

في النهاية.. في الغالب يكون العامل الفني هو الفيصل بين المتنافسين، لكن أيضا التوفيق يظل عامل مهم للغاية، والتوفيق لن يحالف فريق جمهوره منقسم ومنهم من يتمنى خسارته، لا يحالف فريق ينتظر البعض فوزه لتحقيق أهداف شخصية، لا يحالف فريق بلد يقع فيها الظلم، لا يحالف فريق سيحتفل جمهوره وهناك آباء وأمهات يبكون ليل نهار على فراق أبناءهم، لا يحالف التوفيق فريق مسئولي بلاده يقومون بسرقة حقوق الغير ببث المباراة عن طريق "القرصنة".

علينا بالاهتمام بالإعداد الفني للفترة المقبلة، لبناء منتخب قادر على الفوز ببطولة الأمم الأفريقية القادمة بالمغرب، ولكن قبلها علينا إعدادا أنفسنا وتغيير أفكارنا، وإصلاح نوايانا.

[jok37]

كلام سليم مليار فى المية

[د/عماددبور]

كلام سليم مليار فى المية