مصراوى سات
جميع ما يطرح بالمنتدى لا يعبر عن رأي الاداره وانما يعبر عن رأي صاحبه فقط - مشاهدة القنوات الفضائية المشفرة بدون كارت مخالف للقانون و المنتدى للغرض التعليمى فقط
العودة   مصراوى سات > المنتديات العامة > مصراوى سات كافيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2013/11/14, 07:18 AM
أبـو على أبـو على غير متواجد حالياً
كبـــار اعضاء مصـرواي ســات
تاريخ التسجيل : 2011 Dec
المشاركات : 9,469
الدولة : ليبيا
Thumbs up مكتبتى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم


هذا مقال ادبى رائع لفضيلة الشيخ عبد اللطيف الشويرف احد علماء الدين واللغة العربية ولد - أطال الله بقاءه - سنة 1931 في طرابلس ليبيا .

يرى بعض الناس زينة البيت في غرفة الاستقبال الفسيحة التي تصطف على جوانبها الأرائك الفاخرة، وتضطجع على أرضها البُسُط العجمية الرفيعة، وتتدلى من سُقُفها الثريات الضخمة المتلألئة بمئات الشموع الكهربية .

وبعضهم يرى زينة البيت في غرفة النوم الأنيقة، ذات الأثاث الراقي المطبوع بلمسات الفنان المبدع، والفراش الوثير الناعم، الذي يغوص فيه صاحبه، فيغري أجفانه بالنوم اللذيذ، ويحلّق به في جو من الأحلام الوردية الممتعة .

والمولعون بهواية الأكل، المفتونون بشهوة بطونهم، يرون زينة البيت في المطبخ الذي يعطر أركان البيت برائحة الطعام الفواحة، ويتيح لأهله حرية المزاولة لهوايتهم المفضلة، ويمنح بطونهم المتعة التي لا تعدلها متعة عندهم في الحياة .

أما أنا فزينة البيت عندي مكتبته التي يرتفع رفها أو أرففها في شموخ وكبرياء، ولو كانت مصنوعة من خشب متواضع، أو حديد صدئ، وتتكدس كتبها في كل ركن منها، ولو أوحى منظرها بالفوضى وسوء الترتيب والنظام، ويتسع ضيقها في الصدر، ولو كانت مساحتها أمتارًا مربعة لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة .

وإذا خلا بيت من مكتبة - مهما صغرت - كان في نظري كالبيت المبني في مقبرة يلفّه سكون الموت من كل مكان، أو كالكهف القديم المهجور يتردد صدى الوحشة من كل زواياه . ولا يمكن عندي أن يملأ فراغ المكتبة شيء آخر، ولو كان البيت قصرًا من قصور الرشيد الأسطورية، ولا يغني عنها بديل ولو كان بديلاً غارقًا في الرخاء، سابحًا في الترف .

حتى أولئك الذين يتخذون المكتبة في بيوتهم مظهرًا للتباهي ومجاراة لغيرهم وتقليدًا، ويصفُّون كتبها المجلدة ذات الألوان المختلفة لتعطي المنظر البديع الذي يزين ركنها، أو لتحدث الانسجام والتناغم مع بقية أثاث البيت ومحتوياته - أبارك صنيعهم، ولو كانوا أميين لا يفكون خطًّا، فقد يخرج من أصلاب هؤلاء من يعرف للمكتبة قدرها، وينفض عنها غبارها، ويحرر كتبها من سجنها، ويغترف من خيرات منابعها . وقد يجد فيها قريب من أقربائهم، أو صديق من أصدقائهم، أو زائر من زوارهم - ضالته من كتاب , أو حاجته من مرجع . وقد تستيقظ الأريحية في نفس صاحبها الأمي قبل أن يودع الدنيا، وتدفعه الرغبة في أن يكون له ذِكْر طيب بعد رحيله، فيجعل المكتبة وقفًا يصل إليه ثوابه بعد موته، وصدقة جارية يقدِّم بها نورًا بين يديه . وهكذا يؤجر المرء على رغم أنفه، وقد يفعل شيئًا لغير الله فيأبى [ الله ] إلا أن يكون لله .

والمكتبة في كل الأحوال لا يهمها إلا أن تضيء وتشع، ولا شأن لها بعد ذلك بمن يقتبس الضياء، ويستقبل الأشعة، ولا تميز إن كان المقتبس أو المستقبل من أهل البيت أو من غيرهم، كالشمس تؤدي وظيفتها اليومية في رتابة، وتوزع أشعتها على الدنيا بالعدل، ثم لا يبطرها من يتعرض لضوئها فيستفيد، ولا يضيرها من يهرب منها إلى الظلام فيحرم خيرًا كثيرًا .

تلك مكانة المكتبة - كما أرها - في بيوت الناس جميعًا .

أما مكتبتي فلي معها شأن خاص، وعلاقتي بها علاقة حب قديمة، تضرب بجذورها في أعماق عمري، وترجع بدايتها الأولى إلى زمن طفولتي الغض، حيث غرست نواة مكتبتي في صندوق شاي صغير وأنا ابن عشر سنين، وكانت نواة مباركة متمثلة في مصحف شريف ذي أرباع برواية ورش عن نافع ورثته عن والدي - رحمه الله ! - وكتاب قديم أو كتابين .

وأخذَت المكتبة تنمو في سِنيها الأولى ببطء شديد لضيق ذات اليد كما ينمو طفل وليد يشكو من سوء التغذية، أو كما تنمو بذرة لم تُهيَّأ لها التربة بالسماد والماء الكافي، ثم توقفت عن النمو البطيء في سنوات القحط التي أجهدت البلاد والعباد في أواسط الأربعينات، تلك السنون التي مرت عصيبة كئيبة كما تمر سكرات الموت، أو هي الموت نفسه، ثم أدركت الناس رحمة الله، فدبت في مكتبتي نفحة من الحياة كما دبت في الأرض الميتةالجافة .

واستأنفت المكتبة نموها البطيء جدًّا متغذية بقدر ضئيل تتبلَّغ به من قُوتي؛ لأني كنت يومئذ لا أملك فضل زاد أطعمها به . ولما تيسرت الأمور بعد العسر، وأقبلت الدنيا قليلاً بعد إدبار، بدأت مكتبتي تنمو نموًّا طبيعيًّا، وتزدهر مع الأيام كما تزدهر صبيَّة محاطة برعاية أبويها، وما زالت تترعرع ويشتد عودها حتى شبَّت عن الطوق، وأصبحت يافعة صبوحة الوجه، بهية الطلعة، فارعة القوام، تملأ عيني ووجداني .

وأنا هنا لا أبغي أن أُثقل عليكم بسرد قصة حياة مكتبتي، وإنما غرضي أن أبين أن شأني معها كشأن فلاح وضع في الأرض شتلة صغيرة سقاها بعرقه، وأطعمها من عصارة أعصابه، وسهر على حمايتها من لسعة البرد، ولفحة الحر، وصبر عليها كما يصبر الأب على تنشئة ابنه، إلى أن استغلظت واستوت على ساقها، ثم ارتفعت دوحة ظليلة ذات بهجة تسر الناظرين .

وكما يغار الفلاح على شجرته التي رباها على عينه، وغذاها من دمه - أغار أنا على مكتبتي التي كوَّنتها من حبات عرقي، وغذّيتها سنين طويلة من قوتي وقوتي عيالي .

وكما يتألم الفلاح لخدش يجرح غشاء شجرته، أتألم أنا لخدش يجرح كتابي، وأشعر كأن الجرح أصاب جسمي . بل أنا في العادة أهمل العناية بجرح يمزق طبقة جلدي، ولكن لا تطاوعني نفسي أن أهمل تمزقًا يقطع غلافًا أو صفحة من كتبي، فأسارع إلى علاج التمزق بكل رفق، وأحاول أن أرأب صدع الكتاب بكل دقة، وأجتهد في ألا أخلّف للكتاب المصاب عاهة مستديمة تشوهه، وألا ألصق به جبيرة تطمس بعض حروفه، حتى إذا ما نجحت في مهمتي غمرني سرور كالذي يغمر طبيبًا جراحًا أجرى عملية ناجحة أعادت العافية إلى مريضه .

إلى هذه الدرجة بلغ حبي لكتبي ومكتبتي، بل قد تجاوز الحب هذه الدرجة فجعل لمكتبتي تأثيرًا عجيبًا في نفسي قد لا تصدقونه، وإذا صدقتموه فلا بد أن يكون تصديقًا مشوبًا بالاستغراب والدهشة، وأنتم غير ملومين في ذلك، فمعذور من ذاق، ومعذور من لم يذق .

من هذا التأثير العجيب أني أخلو إلى نفسي في مكتبتي، فأستمتع بهذه الخلوة كما يستمتع العابد المنعزل في صومعته، وأجد فيها برد الراحة كما يجده في الواحة الظليلة الظاعن الْمُجهَد من سفره، وأناجي فيها روحي بصمت عميق معبّر يعجز عن بلاغته وروعته أفصح الكلام المنطوق شعرًا ونثرًا .

وفي مكتبتي تتجمع أفكاري المشتتة، وتحضر خواطري الغائبة، وتتوارد على ذهني الصور والألوان، وتتولد عندي المعاني بلا مخاض عسير، ويسْلُس أسلوبي بلا تصنع ولا تكلف، ويسيل قلمي بلا تعثر ولا توقف، كأنها مصدر إلهام، أو منبع إيحاء، أو سر يفتح على العبد فتوح العارفين .

ومن هذا التأثير أنه قد ينتابني قلق، وتعروني كآبة، كحال كل البشر في هذه الحياة الصعبة، وقد يركبني همٌّ، ويُمِضُّني غمٌّ، كشأن كل إنسان مبتلى بشرور الناس، فأهرب إلى مكتبتي، أستروح نسمة من الطمأنينة، وأستفتح كُوَّة للانشراح والسرور، وألتمس مخرجًا مما أختنق فيه من الضيق، فما هي إلا لحظات حتى أستشعر أُنسًا يبدد القلق كما تبدد سياط الرياح السحب القاتمة، ويُسرَّى عني كأن الكآبة قد ضايقتها المكتبة فلم يطب لها في نفسي مقام، وتَنْزل علي سكينة تُفرِّج الهم وتكشف الغم كأن يدًا رحيمة امتدت فأزاحت ثقلاً كان ينوء به كاهلي، وأحس كأن الكتب المباركة قد أهمها أمري فسارعت إلي من أرففها تربّت على كتفي تواسيني، وتسكب علي من حنانها تلاطفني، وتقص علي من حكاياتها تسليني، وتنثر بين يدي حكمتها تعظني، وتذكرني بالله الذي بذكره تطمئن القلوب .

وقد أتصور - لسبب ما - أن الوقت يتثاقل في برود يُغضب الحليم، ويتباطأ في ملل يحطم الأعصاب، حتى ليُخيَّل إليّ أنه يسير على غير عادته سيرًا وئيدًا كما تسير عربة محمَّلة بالأثقال يجرها حمار هرِم .

وقد أتصور - لسبب ما أيضًا - أن عقارب الساعة توقفت عن الدوران كأنها أصيبت بكساح أفقدها الحركة، أو كأن الإجهاد المتواصل قد أنهك قواها، وفكّك مفاصلها . وأفرُّ من هذه الحالة التي لا تأتي من حسن الحظ إلا نادرًا - إلى مكتبتي، فإذا بالوقت المتباطئ يسرع كأن محرِّكًا جديدًا رُكِّب فيه، وإذا بالعربة القديمة المحملة بالأثقال تنطلق كالسهم كأنما يقودها بُراق، وإذا بعقارب الساعة المتوقفة تجري كأنها تريد أن تسابق الزمن
وأعترف بأن هذا الحب الجارف لمكتبتي دفعني إلى أن أنحاز إليها وأخصها بامتياز وفضل لا أعطيهما لغيرها من مرافق البيت، فهي حرة في أن تتحرك كما تشاء، وتنتقل إلى حيث تريد . لها إن ضاقت بكتبها أن تتوسع في أي مكان من البيت بلا استئناس ولا استئذان، ولها أن تحتل ببعض كتبها ركنًا من الأركان بلا سابق إنذار، ولا إشعار بالإخلاء، ولها أن تشارك أي غرفة مساحتها، بدون أن يكون للغرفة حق الاعتراض أو الاحتجاج .

وفي المقابل أحجب هذه الحرية عن غير المكتبة، فأمنع أي غرفة أن تتوسع بمحتوياتها في المكتبة، وأطرد بلا رحمة أي شيء غريب يقتحم رحاب المكتبة، مهما كان صغيرًا أو قليلاً . وفي حالات الاضطرار القصوى أقبل على مضَض هذا التجاوز بشرط أن يكون مؤقتًا ينتهي بانتهاء المناسبة التي دعت إليه .

هكذا أنحاز إلى مكتبتي بوعيي وإرادتي، على شدة عشقي للحرية، وتمسكي بحق المساواة في المعاملة، ولا يحرجني في هذا الانحياز أن أكون مثل أب أسرف في تدليل ابنه، فسمح له أن يضايق الآخرين ويشاركهم، ولم يسمح للآخرين أن يضايقوه ويشاركوه .

ومن تأثير مكتبتي في نفسي أن الكتاب الذي ينتسب إليها، ويدخل فردًا في عائلتها، يتحول في شعوري من كائن مصنوع من ورق إلى كائن حي تربطني به صداقة متينة، وتشدني إليه عاطفة حميمة، يستوي في ذلك أقدم كتاب وأحدث كتاب . لذلك لا أطيق فقد كتاب من مكتبتي مثلما لا أطيق فقد صديق عزيز . وأذكر أني فقدت كتبًا منذ أكثر من ربع قرن، فلم يخفف طول الزمن من لوعة فراقها في قلبي، ولم ينسني بُعد العهد على فقدها حزني، ولا يزال جرحها يثير فيَّ المواجع كلما طَفَتْ ذكراها الأليمة على سطح ذاكرتي، في حين فقدت أموالاً وأشياء ثمينة لم يترك فقدها في نفسي حسرة، ولا أكاد أتذكرها الآن، وإذا تذكرتها عبرت خاطري عبور الطيف الخاطف كأن لم تكن .

وأسوأ فقد لكتاب من كتبي يعتصر قلبي ألَمًا، وتبقى ذكراه جمرة متَّقدة تكوي كبدي - أن يكون المفقود جزءًا من كتاب ذي أجزاء، إذ يصبح الكتاب المخروم كشخص بُترت ساقه، أو قُطعت يده، أو شَلَّ عضو من أعضائه، أو كعمارة أصاب طابقًا من طوابقها قذيفة من مدفع ميدان، فأحدثت فيها ثُغرة واسعة أوهنت من قوة بنائها، وقلَّلت من درجة الانتفاع بها، أو كأسرة كانت ملتئمة الشمل، متراصة الصف، فجاءت يد آثمة اختطفت أحد أفرادها، فتمزق بذلك شملها، وتضعضع صفُّها .

ومن أجل المحافظة على كتبي من الخرم والضياع لا أعير في الغالب كتابًا؛ لأن إعارة الكتب من أوسع أبواب فقدها، وفي مقدمة أسباب ضياعها، حتى بالغ بعضهم فعدَّها عارًا ينبغي أن يبرأ من وصمته، فقال :


ألا يا مستعير الكُتْب دعني .. فإن إعارتي للكُتْب عارُ

وإني لأعلم أناسًا من ذوي الوجاهة المرموقة في المجتمع، ومن أصحاب الأسماء البراقة الرنَّانة، كوَّنوا معظم ما في مكتباتهم بالسطو على كتب الآخرين تحت ستار الاستعارة، وجمعوا ما عندهم من المخطوطات والدوريات والمراجع بالوجه الصفيق الذي لا يَنِزُّ بقطرة خجل، ويحلف الواحد منهم بأغلظ الأيمان، ويأخذ على نفسه أوثق العهود، على ألا يبقى لديه المستعار من كتاب وغيره أكثر من شهر، ثم يمتد الشهر إلى أشهر، وتمتد الأشهر إلى شهور، وتلد الشهور سنين، ثم لا تعرف السنون لنفسها نهاية .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2013/11/15, 12:24 AM
الصورة الرمزية جلال العسيلى
جلال العسيلى جلال العسيلى غير متواجد حالياً
كبار الشخصيات
رابطة مشجعى نادى الأهلى
رابطة مشجعى نادى الأهلى
تاريخ التسجيل : 2010 Jun
المشاركات : 35,248
الدولة : مصر
افتراضي

بارك الله فيك اخى الكريم
على الطرح الطيب
وعلى الموضوع المميز
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2013/11/15, 02:07 PM
اشرف فتحى اشرف فتحى غير متواجد حالياً
كبار الشخصيات
رابطة مشجعى نادى الأهلى
رابطة مشجعى نادى الأهلى
تاريخ التسجيل : 2010 Jun
المشاركات : 16,152
الدولة : فى ملك اللــه (مـلك الملوك)
افتراضي

أخى الحبيب
بارك الله بك ولك
وجزاك الله خيرا

وأثابك الفردوس الأعلى
على هذا الموضوع القيم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2013/11/16, 07:04 AM
أبـو على أبـو على غير متواجد حالياً
كبـــار اعضاء مصـرواي ســات
تاريخ التسجيل : 2011 Dec
المشاركات : 9,469
الدولة : ليبيا
افتراضي

جزاكم الله كل خير على المتابعة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجموعه ابروم ATA NationaL من مكتبتى الخاصه الوجيه قسم ابيرومات التلفزيون 41 2023/07/03 02:55 AM
مجموعه ابروم جولدى من مكتبتى الخاصه الوجيه قسم ابيرومات التلفزيون 47 2023/02/06 11:34 PM
مجموعه مكونه من 200 ملف ايبروم توشيبا العربي من مكتبتي طارق ابراهيم قسم ابيرومات التلفزيون 21 2022/09/26 02:28 PM
مجموعة ابروم lg من مكتبتى الخاصه الوجيه قسم ابيرومات التلفزيون 13 2014/02/28 03:56 AM
مجموعة مخططات Aiwa TV من مكتبتى الخاصه الوجيه قسم دوائر التلفزيون 12 2012/04/26 07:06 AM


الساعة الآن 09:45 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
____________________________________
مصراوى سات

الكنز المصرى الفضائى الذى تم اكتشافه عام 2005 ليتربع على عرش الفضائيات فى العالم العربى
____________________________________