مصراوى سات
جميع ما يطرح بالمنتدى لا يعبر عن رأي الاداره وانما يعبر عن رأي صاحبه فقط - مشاهدة القنوات الفضائية المشفرة بدون كارت مخالف للقانون و المنتدى للغرض التعليمى فقط
العودة   مصراوى سات > المنتديات العامة > مصراوى سات كافيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2011/01/01, 10:48 PM
الصورة الرمزية osamaroshdi
osamaroshdi osamaroshdi غير متواجد حالياً
مصراوى فعال
رابطة مشجعى نادى الأهلى
رابطة مشجعى نادى الأهلى
تاريخ التسجيل : 2010 Sep
المشاركات : 443
الدولة : مصر
Post أحداث في مذكرات التاريخ



أحداث في مذكرات التاريخ

: أن التاريخ لم ولن ينسي فلسطين وأهلها وشعبها العربي المناضل , وسوف يظل يذكر الأيام الأولي لاحتلال هذه الأرض الطاهرة , والنكبة التي حلت علي العالم العربي والإسلامي من جراءة هذا الاحتلال .

في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل اليهود بـ"يوم استقلالهم".. أما نحن العرب فهو "يوم نكبتنا".. يحتفلون بقيام دولتهم ( دولة إسرائيل ) التي أقاموها في غفلة ونوم وتغافل من العرب، مدعومين سياسيا وماليا وعسكريا من الخارج.. وقد بدأت خيوط المؤامرة بسويسرا عام 1897، وبلغت ذروتها المشئومة في 15-5-1948 وهو يوم "النكبة".

. واليوم نسترجع بعض هذه ملمح وبعض هذه الصور, لعلها ترشدنا في زمن ضل فيه العرب الطريق إلي فلسطين , اليوم يتكلم التاريخ ويحكي لنا و لهذا الجيل أحداثا من مذكراته, يحكي لنا الأحداث المؤسفة والمؤلمة لهذا الشعب المغلوب علي أمرة وكيف سلبت ونهبت الأراضي العربية , ومن هم الدول التي ساعدت اليهود علي قيام دولتهم فكانت " النكبة " علينا جميعا .

في هذا الموضوع يتكلم التاريخ ويحكي لنا أسرار المؤامرة التي وقعت علي شعب وارض فلسطين , فاتبعوا معنا ( أحداث في مذكرات التاريخ ) قريبا جدا .

في هذا الموضوع سوف نقرأ :

ما هي النكبة .. ؟؟ ....

وكيف هُاجر الفلسطينيين عن أرضهم ؟؟ ....

من باع فلسطين؟؟ ...

حرب صورية لأنظمة عربية

العصابات الصهيونية في حرب 48...

القدس حلم اليهود ...

أسامة رشدي.


التعديل الأخير تم بواسطة osamaroshdi ; 2011/01/01 الساعة 10:52 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2011/01/01, 10:51 PM
الصورة الرمزية osamaroshdi
osamaroshdi osamaroshdi غير متواجد حالياً
مصراوى فعال
رابطة مشجعى نادى الأهلى
رابطة مشجعى نادى الأهلى
تاريخ التسجيل : 2010 Sep
المشاركات : 443
الدولة : مصر
افتراضي أحداث في مذكرات التاريخ

أحداث في مذكرات التاريخ

: أن التاريخ لم ولن ينسي فلسطين وأهلها وشعبها العربي المناضل , وسوف يظل يذكر الأيام الأولي لاحتلال هذه الأرض الطاهرة , والنكبة التي حلت علي العالم العربي والإسلامي من جراءة هذا الاحتلال .

في مثل هذا اليوم من كل عام يحتفل اليهود بـ"يوم استقلالهم".. أما نحن العرب فهو "يوم نكبتنا".. يحتفلون بقيام دولتهم ( دولة إسرائيل ) التي أقاموها في غفلة ونوم وتغافل من العرب، مدعومين سياسيا وماليا وعسكريا من الخارج .. وقد بدأت خيوط المؤامرة بسويسرا عام 1897، وبلغت ذروتها المشئومة في 15-5-1948 وهو يوم "النكبة" .. واليوم نسترجع بعض هذه ملمح وبعض هذه الصور, لعلها ترشدنا في زمن ضل فيه العرب الطريق الي فلسطين , اليوم يتكلم التاريخ ويحكي لنا و لهذا الجيل أحداثا من مذكراته, يحكي لنا الأحداث المؤسفة والمؤلمة لهذا الشعب المغلوب علي أمرة وكيف سلبت ونهبت الأراضي العربية , ومن هم الدول التي ساعدت اليهود علي قيام دولتهم فكانت " النكبة " علينا جميعا .

ما هي النكبة .. ؟؟ .
وكيف هُاجر الفلسطينيين عن أرضهم ؟؟ .





ما النكبة؟ إنها فصل الشعب عن أرضه، وهي طرد أهالي 531 مدينة وقرية من ديارهم عام 1948، وهم حينئذ 85% من أهالي الأرض التي أصبحت تسمى زورا وبهتانا "إسرائيل".

يقول التاريخ : وتبدأ قصة النكبة الواقعية عام 1917م حيث خانت بريطانيا وعودها للعرب بمنح الاستقلال لهم بعد أن خدعتهم بـ" تحريرهم من الأتراك " ( الدولة العثمانية )، وأصدرت في الثاني من نوفمبر 1917م على لسان وزير خارجيتها آرثر بلفور و وعده بي أن « ينظر بعين العطف » إلى إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.. وكان هذا وعد من لا يملك لمن لا يستحق دون علم صاحب الحق.. وخلال 28 عاماً من حكم الانتداب البريطاني ، سنّت بريطانيا القوانين واتخذت الإجراءات التي سهلت إنشاء دولة إسرائيل و هذا الوطن حتى أصبحت إسرائيل دولة عام 1948.

يقول التاريخ : وعد بلفور .. و من هنا كانت المأساة .



آرثر بلفور

ترجع البدايات الأولى لفكرة إنشاء وطن خاص باليهود ، ووطن يجمع شتاتهم ويكون حارسًا على مصالح دول ( أوروبا ) الاستعمارية في الشرق إلى ما قبل الحملة الفرنسية على مصر ، وتجلى ذلك بوضوح في خطاب " نابليون بونابرت " الذي وجهه إلى يهود الشرق ؛ ليكونوا عونًا له في هذه البلاد .

وقد وجدت هذه الدعوة صدى لها وتأثير كبير لدى كثير من اليهود ، فقد كتب المفكر اليهودي ( موسى هس ) يقول: إن " فرنسا" لا تتمنى أكثر من أن ترى الطريق إلى " الهند " و" الصين " وقد سكنها شعب على أهبة الاستعداد لأن يتبعها حتى الموت.. فهل هناك أصلح من الشعب اليهودي لهذا الغرض؟!


موسى هس

ومع نهايات القرن التاسع عشر انتقلت فكرة الصهيونية التي تزعمها " تيودور هرتزل" مؤسس الحركة الصهيونية – من مرحلة الانتظار إلى حيّز التنفيذ ، وذلك بعد المؤتمر الصهيوني الأول الذي عقد في سويسرا عام ( 1314هـ : 1897م )، وتجلى ذلك بوضوح في سعي الصهيونيين الدائب للحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي يهودي.
" هرتزل" يحاول رشوة سلطان المسلمين .



ثيودور هرتزل

يقول التاريخ : كان التفكير يتجه في البداية إلى منح اليهود وطن في شمال أفريقيا ، ثم تلا ذلك تحديد منطقة العريش، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل، فاتجه تفكير اليهود إلى " فلسطين"، وسعوا للحصول على وعد من " تركيا" - صاحبة السيادة على " فلسطين " - لإنشاء وطن لليهود فيها، وسعى " هرتزل" إلى مقابلة السلطان " عبد الحميد"، وحاول رشوته بمبلغ عشرين مليون ليرة تركية ، مقابل الحصول على فلسطين ، ولكن السلطان رفض وقال: " لا أقدر أن أبيع ولو قدم واحدة من البلاد ؛ لأنها ليست لي ، بل لشعبي ، لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم ، وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال ، إن الإمبراطورية ليست لي ، بل للشعب التركي ، ولا أستطيع أن أعطي أحدًا أي جزء منها ، ليحتفظ اليهود ببلد لهم ، فإذا قسمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل ، إنما لن تقسم إلا جثثنا ، ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان".
الطريق إلى وعد بلفور .

يقول التاريخ : ولكن ذلك لم يثنِ "هرتزل" عن المضي في العمل على تحقيق مشروعه ، وبدأ اليهود ينشرون فكرتهم على نطاق واسع في أوروبا ، ووجدت الفكرة صدى وتجاوب لهم في الغرب لدى عدد من الساسة والزعماء ، وكان "آرثر بلفور" - وزير الخارجية البريطاني - من أكثر المتحمسين لها ، فقد كان معروف بتأثره بالفكر الصهيوني ، وتعاطفه الشديد مع الصهيونيين واليهود .

ونشط الصهيونيين في التقرب من البريطانيين ، وكل يوم يؤكدون لهم قدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا والحفاظ على مصالحها، وهكذا بدأ البريطانيون يضعون الخطوط الرئيسية لفكرة الوطن اليهودي ، وتركزت في البداية على مفهوم إيجاد ملجأ للمضطهدين من اليهود المهاجرين من بطش الألماني لهم ، ولكن الجانب الصهيوني عارض هذا الاتجاه ، واستقر الطرفان - في النهاية - على مشروع الوطن القومي الذي يجمع بين اليهود والفلسطينيين في دولة واحدة .

معارضون من الداخل .

يقول التاريخ : وقد قوبلت الفكرة بمعارضة شديدة من بين اليهود أنفسهم ، خاصة اليهود الليبراليين الذين استطاعوا أن يندمجوا في المجتمعات التي عاشوا فيها ، ورأوا في هذه الفكرة دليلاً قد يتخذه أعداء السامية على غربة اليهودي ، وعدم قدرته على الاندماج في المجتمع الذي يعيش فيه ، وعدم انتمائه إلى موطن إقامته .

ولكن بعد نقاش طويل تدخل " مجلس ممثلي اليهود البريطانيين" و رجحت كفة مؤيدي الفكرة ، وكان " حاييم وايزمان " و" ناحوم سوكولوف" ، من أكثر الصهيونيين حماس لهذه الفكرة وتأييدًا لها .

وأظهر " وايزمان" وداعة سياسية ونشاطًا دءوبا في إقناع ساسة الحلفاء بوجهة نظر الصهيونيين ؛ لدفع ( بريطانيا ) إلى وضع فكرة الوعود في حيّز التنفيذ .

" وعد بلفور" الدوى والصدى

يقول التاريخ : وبتكليف من الحلفاء أقدمت " بريطانيا " على تلك الخطوة الخطيرة ، فأصدرت وعد بلفور ، ونشرته الصحف البريطانية صباح (23 من المحرم 1336هـ : 8 من نوفمبر 1917م) وكان نصه:

آرثر بلفور: وزارة الخارجية في ( 2 ) من نوفمبر 1917م

عزيزي اللورد " روتشيلد ":

يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية ، وقد عرض على الوزارة وأقرّته بالإجماع:

" إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى من العالم .
وسأكون ممتن إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علم بهذا التصريح .
توقيع : آرثر بلفور وزير الخارجية .



وفور إعلان هذا الوعد سارعت دول أوروبا ، وعلى رأسها " فرنسا" و" إيطاليا" و" أمريكا" بتأييده ، بينما كان صدي هذا الوعد في مناطق العالم العربي والأمة العربية والإسلامية وقع الصاعقة ، واختلفت ردود أفعال العرب عليه بين الدهشة والاستنكار والغضب والفزع من هذا الإعلان

العرب يدفعون الثمن دائمًا

يقول التاريخ : كانت فرنسا الدولة الأولي صاحبة أول بيان صدر بي تأييد لتلك المبادرة ، فقد أصدر وزير الخارجية الفرنسي " ستيفان" بيان مشتركًا مع ممثل الجمعيات الصهيونية " سوكولوف" ، عبّرا فيها عن ارتياحهم عن التضامن بين الحكومتين الإنجليزية والفرنسية في قضية إسكان اليهود في " فلسطين".

وإزاء حالة السخط والغضب التي قابل العرب بها " وعد بلفور" أرسلت " بريطانيا" رسالة إلى " الشريف حسين" إمعانا في الخداع والتضليل ، حملها إليه الكولونيل " باست" تؤكد الرسالة أن الحكومة البريطانية أنها لن تسمح بالاستيطان في " فلسطين" إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب ، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية ، ولكنها - في الوقت نفسه - أصدرت أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة في " فلسطين" أن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت برئاسة "حاييم وايزمان" خليفة "هرتزل".


حاييم وايزمان

حرب صليبية من جديد!!

يقول التاريخ : ولم تكد تمضي بضعة أشهر على هذه الأحداث ، حتى وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها ، ودخلت الجيوش البريطانية بقيادة اللورد " اللنبي" إلى القدس ، وهناك ترجل القائد الإنجليزي وقال كلمته الشهيرة: "اليوم انتهت الحروب الصليبية" .

وبعد ذلك بنحو ثلاثة أعوام دخل الجنرال الفرنسي " غوري" دمشق في عام (1338هـ: 1920م) ووضع قدمه على قبر " صلاح الدين الأيوبي" وهو يقول في تحدي وتشفي لا يخلو من حقد دفين : " ها نحن قد عدنا ثانية يا صلاح الدين".

وفي ( رجب 1338هـ : إبريل 1920م ) يوافق " المجلس الأعلى لقوات الحلفاء " على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على " فلسطين" ، وأن يوضع " وعد بلفور" موضع التنفيذ .

ثم ما يلبث مجلس " عصبة الأمم المتحدة " أن وافق على مشروع الانتداب في (11 من ذي الحجة 1341هـ : 24 من يوليو 1923م) ، ثم دخل مرحلة التطبيق الرسمي في (18 من صفر 1342هـ : 29 من سبتمبر 1923م) .

وتتلاقى خطوط المؤامرة وتتضح أهدافها بعد أن يتخذ اليهود من " وعد بلفور" ذريعة لقيام دولتهم ، فقد أشار إعلان قيام " إسرائيل" إلى اعتراف " وعد بلفور" بحق الشعب اليهودي في تحقيق بعثه القومي على بلاده الخاصة به ، كما استندوا على أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أقرت في (16 من المحرم 1367هـ : 29 من نوفمبر 1947م) مشروعًا يدعو إلى إقامة دولة يهودية على أرض " فلسطين" .
" وعد بلفور".. بيت العنكبوت الذي صار حصن


وعد بلفور

يقول التاريخ : وبالرغم من كل المكاسب التي حققها اليهود من " وعد بلفور" فإن كثيرًا من السياسيين والمؤرخين يدفعون ببطلانه ، وبالتالي بطلان كل ما ترتب عليه من مغالطات وأكاذيب ، فلم تكن فلسطين ، عند صدور الوعد جزءاً من الممتلكات البريطانية حتى تتصرف فيها كما تشاء ، وإنما كانت جزءاً من الدولة العثمانية ، وهي وحدها صاحبة الحق في ذلك ، كما أن " وعد بلفور" صدر من جانب واحد - وهو بريطانيا - ولم تشترك فيه الحكومة العثمانية ، بالإضافة إلى أن هذا الوعد يتعارض مع البيان الرسمي الذي أعلنته " بريطانيا " في عام (1336هـ : 1918م) ، أي بعد صدور " وعد بلفور" – والذي نص على " أن حكم هذه البلاد يجب أن يتم حسب مشيئة ورغبة سكانها ، ولن تتحول بريطانيا عن هذه السياسة ". كما يتعارض هذا الوعد مع مبدأ حق تقرير المصير الذي أعلنه الحلفاء ، وأكدته "بريطانيا" أكثر من مرة .

كان عدد اليهود عند الاحتلال البريطاني 56 ألفا أي 9% من مجموع السكان ، وكان غالبيتهم من رعايا الدول الأجنبية ، وما إن انتهى الانتداب البريطاني عام 1948 حتى أصبح عددهم 605 آلاف يهودي ، نتيجة الهجرة الظاهرة والخفية التي سمحت بها بريطانيا رغم معارضة الأهالي ومقاومتهم وثوراتهم ، وأهمها ثورة 1936، وهكذا أصبح اليهود يمثلون 30% من سكان فلسطين الذين بلغ عددهم حوالي مليوني نسمة عام النكبة.


هجرة اليهود الى فلسطين


صورة قديمة لطلائع المهاجرين

يقول التاريخ : أما أرض فلسطين فقد كثفت الصهيونية جهودها وجنّدت موظفي حكومة الانتداب الصهاينة لإعطاء اليهود حق امتياز استغلال الأراضي التي اعتبرت أملاك دولة ، وأنشأت بريطانيا إدارة للمساحة هدفها تحديد ملكية كل أرض لمعرفة كيفية الاستيلاء عليها. ثم تدفقت أموال اليهود لشراء هذه الأراضي دون الفلسطينيين .

وكانت ضالة اليهود المنشودة في الاستيلاء على أرض فلسطين هم كبار الملاك الغائبون من رعايا الدول العربية المجاورة ، وبعدها اتجهوا إلى كبار الملاك الفلسطينيين الذين يعيشون في المدن . أما الفلاحون المتمسكون بأرضهم يفلحونها منذ مئات السنين ، فقد ضيقت بريطانيا عليهم الخناق بفرض الضرائب الباهظة عليهم حتى لا يجد الفلاح المسكين غير المرابي اليهودي لإقراضه مقابل رهن أرضه التي لا تلبث أن تقع في حوزة اليهودي بسبب عدم السداد .

ورغم هذه الجهود غير الحميدة والمكثفة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ، فإن الصهيونية لم تنجح في الاستحواذ على أكثر من 6% من مساحة فلسطين ، أو 681.1 كيلومتراً مربعا ، منها 175 كيلومترا مربعاً امتيازات تأجير طويل الأمد منحتها بريطانيا لليهود ، و57 كيلومترا مربعا حصة في أرض غير مفروزة ، و449.1 كيلومترا مربعاً تملكها اليهود مباشرة ، وإن لم يتم تسجيلها كلها بشكل قانوني .

من باع فلسطين؟

تقول إحصائية الوكالة اليهودية إنهم اشتروا 52.6% من الأراضي من كبار الملاك الغائبين غير الفلسطينيين ، و24.6% من كبار الملاك الحاضرين الفلسطينيين ، و13.4% من الكنائس والشركات الأجنبية ، أما نصيب الفلاحين المرهقين ضريبياً فكان 9.4% من الأراضي المبايعة ، أي نصف الواحد من المائة من مساحة فلسطين ؟ .
فلسطين وأكذوبة بيع الأراضي .

يقول التاريخ : روجت وأشاعت اليهود في الأوساط العربية وفي زمن الانكسار العربي أفترائت " بيع الفلسطينيين "!! لأراضيهم ، وردًا على هذه الافترائت ، وبعيدًا عن الدخول في الخلفيات والملبسات السياسية نقول بأن عمليات اغتصاب أراضي فلسطين تمت على مراحل استغرقت نحو قرن ونصف من الزمان بين تخطيط وتنفيذ .

يقول التاريخ : بداية من القرن التاسع عشر أثناء الحكم العثماني : وذلك حين التقت مصالح كل من الإمبراطورية البريطانية ، وأثرياء يهود أوروبا الغربية لحل مشكلة الفائض البشرى اليهودي الذي اندفع إلى أوروبا الغربية ، إثر تغير نمط الإنتاج من زراعي إلى صناعي ثم مع تحول النظام الإقطاعي إلى رأسمالي .

إثر ذلك تم تهميش دور اليهود التاريخي القائم على أعمال الوساطة والتجارة والربا والأعمال الحرفية ، كأوجه نشاط تقليدية لليهود ، بسبب عجزهم عن التحول إلى البروليتاريا الجديدة وبخاصة في أوروبا الشرقية ؛ الأمر الذي أدى إلى تدهور أوضاع اليهود بعنف .

وسادت البطالة بين الطبقة البرجوازية الصغيرة ، في أوروبا الشرقية ، وهو ما دفع بموجات كبيرة من المهاجرين إلى أوروبا الغربية التي كانت تشهد فترة ازدهار اقتصادي كان اليهود أثناءها في بداية الاندماج في مجتمعاتهم الغربية (عن طريق التزاوج الذي بلغت نسبته نحو 50%، كما كان للأفكار التحررية التي سادت بعد الثورة الفرنسية والاستقلال الأمريكي ، فضلا عن بروز تيار إصلاحي جديد لتطهير الدين اليهودي من محتواه العنصري والقومي دورا كبيرا ساعد على هذا الاندماج) .

وهكذا فقد كانت هذه الهجرة وبال على يهود غرب أوروبا , لما نجم عنها من ضغوط اقتصادية كان لها انعكاسات سلبية على المجتمعات الغربية عادت معها فكرة معاداة السامية من جديد إلى الوجود ، والتي أصبحت منذ ذلك الوقت فصاعدا إحدى الدعامات الهامة في دفع اليهود للتوجه الصهيوني كحل لمشكلة اقتصادية وخاصة في فترة المد الاستعماري .

وهكذا سعت البرجوازية والرأسمالية إلى توظيف الفكر الديني واستغلاله بما يخدم مصالحها ، فعملت على إحياء فكرة " أرض الميعاد "، وروجت للفوائد المالية بالجمة التي سيجنيها اليهود وفرص العمل الكبيرة والاستثمارات الواسعة فيما إذا كان لهم " وطن" خاص بهم . وساهم بروز تيار القوميات ، بين الأقليات والشعوب المستضعفة في القرن التاسع عشر إلى نجاح هذا الطرح وهذه الفكرة .

ولتحقيق هذه الغاية المنشودة في إقامة " وطن لليهود في فلسطين" ، عرض اليهود أن يكونوا رأس حربة في منطقة الشرق الأوسط أو المشرق العربي , لخدمة الاستعمار وأهدافه مقابل تأمين وحماية الغرب للوطن القومي المزمع إقامته في فلسطين" ، خاصة أن كبريات الدول الاستعمارية ، كانت تخوض معارك ضارية للسيطرة على مناطق النفوذ بالعالم . ولما كانت مصالح الدول الاستعمارية على رأس أولويتها ، فقد تنافست فيما بينها لتبنى هذا المشروع . وكان المكسب الساحق لبريطانيا لاهتمامها الشديد بالمنطقة لأنها على طرق مواصلاتها الإمبراطورية التي لم تكن تغرب عنها الشمس .

فبدأ التخطيط والإعداد لهذا المشروع الذي دشن بعد إصدار بريطانيا لتعهد رسمي بإقامة مشروع إسكان لليهود في فلسطين عام 1841 ( بما يمكن اعتباره مسودة لوعد بلفور عام 1917 السابق ) بعد افتتاح القنصلية البريطانية عام 1839 في القدس ، والتي لعبت دورا هاما في ترسيخ أقدام اليهود في فلسطين .

و توالت هجرات اليهود إلى فلسطين لأهداف استيطانية استعمارية بحتة ، خاصة بعد أن تبلور المشروع الصهيوني إثر مؤتمر بالي عام 1897، وما تلا ذلك من احتلال بريطاني لبئر السبع جنوب فلسطين ، في 31-10-1917 تلاه إصدارها لوعد بلفور , في 2-11-1917 والذي اعتبرته إحدى أهم نتائج الحرب العالمية الأولى ثم امتد احتلالها لباقي فلسطين بعد احتلال القدس في 31-12-1917 ثم ما لبث أن أصبح وعد بلفور التزاما دوليا خاصة بعد صدور صك الانتداب عام 1922 عن عصبة الأمم .

يقول التاريخ : واستمر الاحتلال البريطاني لفلسطين حتى عام 1948 أي نحو ثلث قرن لم يتمكن خلالها وبرغم الإجراءات الغريبة والعجيبة التي لجأت إليها سلطات الاحتلال لانتزاع أراضى الفلسطينيين ( التي سنعرض لها بعد قليل ) بسبب مقاومتهم العنيدة للاحتلال ، وهكذا فإن كل ما استطاع الاحتلال الإسرائيلي اغتصابه من الأراضي لم يزد بكل حال من الأحوال عن 6,6% من إجمالي مساحة فلسطين حتى عام 1948 قبل الحرب أما نسب 5.77% من أراضي فلسطين ( النسب المذكورة مأخوذة عن مصادر صهيونية وبريطانية ) التي أصبحت بحوزة اليهود بعد الحرب ، والهدنة وما تلاها من اتفاقات فقد تم بالقوة الجبرية وهكذا لا يمكن للمحتل أن ينال أي شرعية على هذه الأراضي طبقا لكل المواثيق والأعراف الدولية فالحقوق لا تسقط بالتقادم .

أما الافترائت التي روجت لها الصهيونية بشكل غير مسبوق فيما يتعلق ببيع الفلسطينيين لأراضيهم فقد كانت بهدف تغطية جرائمها ومجازرها الوحشية التي ارتكبتها أثناء الحرب التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لطرد الفلسطينيين من أراضيهم ، وهذا ليس ما أعطاهم إياه حق التقسيم ولكن لتوسع حدود المحتل، والسيطرة علي المناطق الإستراتيجية في فلسطين وهذا من ناحية ، ولكن من ناحية أخري نجد أن قوات الاحتلال قامت بتشويه صورة الفلسطينيين أمام إخوانهم العرب حتى لا يتعاطفوا معهم أو يساندوهم في معاركهم لاسترداد أراضيهم .

يقول التاريخ : وللرد العملي على هذه الافترائت نتعرض ونعرض المراحل الثلاث التي انتهت بنكبة عام 1948والتي كانت بداية نكبات متتالية لفلسطين والعالم العربي أيضا أرضا وشعبا ، لم تتوقف حتى الآن .
المرحلة الأولي : فترة الحكم العثماني .

يقول التاريخ : كانت فلسطين إحدى ولايات الدولة العثمانية الإسلامية والتي ورثت " حق الرقبة " الذي كان سائدا منذ بداية العهد الإسلامي . وكانت قوانين الدولة تمنع بقاء اليهود في فلسطين أو حيازتهم لأراضيها ، طبقًا لما كان سائد منذ العهدة العمرية التي استجابت لمطلب المسيحيين بإقصاء اليهود عن فلسطين هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى بسبب أطماع اليهود فيها وفي شعبها .

نلقى الضوء هنا على كلمتي حيازة وملكية للتفريق بينهما :

فالملكية : هي الحق المطلق لصاحب الأرض يتصرف بها كيفما يشاء , بيعا , ورهنا , وتوريثا , بما في ذلك ، من تغيير لطبيعتها من زراعية إلى مبان وبالعكس . وهي إما ملكية خاصة للأفراد أو عامة حينئذ تكون فيها الحقوق للدولة ( ممثلة بجماعة المسلمين ) وكانت هذه الملكية تدعى بـ" حق الرقبة ".
أما حق الحيازة : فهو حق انتفاع لأصحاب الأرض الأصليين تماثل مع حق الملكية بيعًا , ورهنا , وتوريثًا مع فارق واحد هو عدم جواز تغيير طبيعة الأراضي الزراعية لأسباب اقتصادية بحتة ؛ وذلك لاهتمام الدولة العثمانية بجمع أكبر قدر ممكن من الضرائب المفروضة على الأراضي الزراعية .

جدير بالذكر أنه لم يكن لليهود أي حيازات للأراضي الزراعية في فلسطين حتى عام 1868، كما لم يزد عددهم حتى عام 1877 عن 1.3 %، لإجمالي عدد سكان فلسطين ، وهؤلاء كان بعضهم عرب وجلهم من الحجيج اليهود الذين تقطعت بهم السبل بعد حرب القرم ، ولم يتمكنوا من العودة إلي بلادهم ، وعاشوا في فلسطين على الصدقات .

لكن إنجاز المشروع الاستيطاني اليهودي في فلسطين أخذ يسير بوتيرة وخطوات متسرعة حيث تمكن اليهود بواسطة دعم بريطاني ضخم ، وعن طريق التحايل على القوانين العثمانية ، بأساليب ملتوية ، وهو ما أدى من اقتناص (118.000) كيلو متر. ( الكيلو متر يساوي ألف م2- حوالي 28000 فدان ) ، وكذا مضاعفة عدد اليهود في فلسطين الذي وصل عام 1915 إلى 38 ألف يهودي بنسبة 3. 5% لسكان عرب فلسطين ارتفع عام 1918 إلى 5. 8% من عدد السكان .

كما استغل اليهود فترة انشغال الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى فاحتلوا أراضي من الفلسطينيين حتى بلغ مجموع ما حازوه بين 1914-1917 (581ر363) كيلو متر .

وهكذا أصبح إجمالي ما حاز اليهود من أراض في فلسطين حتى نهاية الحكم العثماني وبداية الاحتلال البريطاني عام 1917 (581 ر245 كيلو متر ) .

وهنا تعتبر بريطانيا مسئولة بالدرجة الأولى عن تمرير هذه الأراضي لليهود . ويليها بالمسؤولية الدولة العثمانية ( التي باعت ، لكبار الملاك اللبنانيين والسوريين ، القرى التي عجزت عن تسديد ديونها ، بسبب استنزاف السلطات العثمانية ، بفرضها الضرائب الباهظة المستمرة ) .

الأمر الذي خلق نواة الوطن " القومي اليهودي" على أرض فلسطين ، فوق هذه المساحة الضئيلة جدا ولكنها كافية لنمو هذا الجنين السرطاني السفاح ، الذي تعهدت بريطانيا بكافة أصناف الرعاية له ، حتى استفحل خطره وانتشر وباؤه وأصبح مدمرا يعصف بفلسطين وشعبها .

المرحلة الثانية : فترة الاحتلال البريطاني .

الدور المحوري لبريطانيا في تدمير فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني على أنقاضها :

يقول التاريخ : بدأت هذه المرحلة مع احتلال بئر السبع في 31-10-1917 وإلحاق أول هزيمة بالأتراك في فلسطين تلاها وعد بلفور في 2-11-1917 الذي أتبعته بريطانيا باحتلال القدس في ديسمبر 1917، لتصبح فلسطين بأكملها تحت الاحتلال البريطاني ، ثم ما لبثت أن انضمت إليها البعثة الصهيونية عام 1918 برئاسة وايزمان والتي شكلت على غرار وزارة رفيعة المستوى لتقدم خططها الجاهزة حول إنشاء " وطن قومي" لليهود في فلسطين ، عن طريق اغتصاب أراضي فلسطين ، والسيطرة على مواردها المائية ، وثرواتها المعدنية ، وتقويض اقتصادها للقيام بعملية إحلال واستبدال طبقًا للمقولة التي ابتدعوها " أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض"، ليداروا سوءاتهم أمام العالم وليخفوا أهدافهم التوسعية القائمة على القضم والهضم ، أو ما يعرف بسياسة التجمع والاقتحام , يبتلعون الأراضي قطعة قطعة ثم يستوردون المهاجرين لمزيد من الأرض ومزيد من الأرض لمزيد من المهاجرين . في عملية هندسية لا تنتهي .


خرائط أقضية فلسطين

( أخرها مشروع شارون في أن يصبح عدد سكان "إسرائيل" عام 2015, خمسة عشر مليونا ) بينما هم الآن خمسة ملايين، وقد حرصت الصهاينة منذ البداية للحصول على غطاء شرعي وسياسي لكيانهم المزمع إقامته ، كما حرصوا على دعمه بالتزام دولي يعمل على خلق هذا الكيان " المراد إنشاؤه " .

وقد كان لهم ما أرادوا فحصلوا على وعد بالفور أولا ، ثم تمكنوا من تحويله لالتزام دولي ، حين صدرت موافقة عصبة الأمم على صك" الانتداب البريطاني" على فلسطين عام 1922.

يقول التاريخ : بل هناك ما هو أكثر من ذلك حين تبنى هذا الصك خطط البعثة الصهيونية بحذافيرها التي قدمت إلى فلسطين عام 1918، ليس هذا فحسب بل أقر الصك مشروعية " وكالة يهودية " لإسداء المشورة للسلطات البريطانية ومساعدتها على تنفيذ هذه المهام باقتدار ، وهو ما يمكن وصفه بتغليف جسم الدولة اليهودية المراد إقامتها بثياب بريطانية حتى يشتد عودها وتتحمل بنفسها مسئولية الدولة القادمة .

وقامت السلطات البريطانية ، سواء العسكرية 1917، أو المدنية منذ عام 1920، وحتى قبل أن تكتسب أي صفة شرعية لها في فلسطين ( أي قبل صدور " صك الانتداب" عام 1922، والذي لم يتم اعتماده والتوقيع عليه إلا عام 1923، أي فترة ثلاث سنوات ) بسن قوانين بالغة الخطورة تتنافى مع كل الأعراف والقوانين الدولية، وتمثلت بالتالي في الآتي :

( 1 ) : في 18 نوفمبر عام 1917 تم إغلاق دوائر تسجيل الأراضي ، وفي 24 إبريل 1918 منعت أي تعاملات خاصة بالتصرف بالأموال غير المنقولة ، كما حددت الإيجارات في الأراضي الزراعية بمدة لا تزيد عن ثلاث سنوات حتى لا يكتسب المستأجر أي حقوق عليها .

( 2 ) : وفي أوائل أكتوبر عام 1918 صدر منشور كانت أخطر مواده المادة رقم ( 5 ) التي ألغت حقوق التقادم في إثبات الحقوق فوق الأراضي ، والذي كان يدعمه سابقا القانون العثماني بإعطاء حق حيازة الأراضي المستصلحة وانتقالها بيعا ورهنا وتوريثا لمستصلح الأرض ولأولاده من بعده متى ثبت أنه زرعها عشر سنوات متتاليات .

( 3 ) : في عام 1920 أصدر المندوب السامي البريطاني الصهيوني هربرت صموئيل قانون الأراضي الذي يعتبر أول لبنة في حجر الأساس " للكيان الصهيوني" الذي تعهدت بريطانيا بمساندة ساندت الصهاينة بكل السبل في سبيل تحقيق ذلك الهدف .

( 4 ) : عام 1920 عملت حكومة صموئيل بهمة ونشاط لتنفيذ خطط اللجنة الصهيونية. فكانت باكورة أعمالها افتتاح دوائر تسجيل الأراضي ، وإسناد مهمة الإشراف عليها للصهيوني ( نورمان بنتويتش ) ، وفي العام نفسه استن قانون المساحة الخطر الذي عمل بنتويتش على تنفيذه الفوري، سعيا وراء مصادرة الأراضي .

( 5 ) : إغلاق البنك العثماني ( وهو الوحيد الذي كان يسلف الفلاحين بفوائد بسيطة ) .

( 6 ) : فرض ضرائب باهظة على الأهالي حتى إن الفلاحين الذين كانت معدلات دخولهم أدنى من أي شريحة سكانية أخرى كانوا يدفعون أعلى معدل ضريبي .

( 7 ) : غيّرت السلطات القوانين وقلبتها رأسًا على عقب ؛ لإضفاء مسوخ شرعية على عمليات اغتصاب الأراضي باسم القانون ، واستنت لذلك إلى العديد من القوانين الظالمة .

( 8 ) : حاصرت الأهالي في أرزاقهم حين استوردت مثيل إنتاجهم قبل نزول المحاصيل ، وهو ما دفع الفلاحين إلى الهاوية بعد إفلاسهم الدائم ، وتراكمت الديون عليهم ، حيث بلغت نسبة من عجز منهم عن دفع الضرائب نحو 75% علي الأقل .

( 9 ) : فضلا عما مارستة قوات الاحتلال ضدهم من عمليات قمع وسجن وحجز واضطهاد

( 10 ) : كما ساهم المرابون اليهود ( وهم الجهة الوحيدة التي بقيت للاقتراض ) في إفلاس الفلاحين حيث بلغت نسبة الفوائد على الديون نحو 200%، وفقد الفلاحون أراضيهم المرهونة تسديدا لديونهم حيث كانت تباع بالمزاد العلني ( وهذه الأراضي تحديدا هي التي استغلتها الصهيونية للترويج بأن الفلسطينيين باعوها ، فضلا عن أن الأراضي التي باعها كبار الملاك العرب وهي بالغة الضآلة ، وسيأتي على ذكرها بعد قليل) .

( 11 ) : كما لم يجدوا بعدها مكانًا للعمل ؛ فالسياسية العنصرية للعمل العبري ومقاطعة العمل والاقتصاد الفلسطيني وقفت لهم بالمرصاد .

وارتكبت دائرة الأراضي التي اتحدت مع دائرة الزراعة ومحطة التجارب الزراعية والبعثة الصهيونية عام 1920م فظائع شتى لمصادرة أراضي الفلسطينيين تحت المسميات العجيبة لقوانين الأراضي المختلفة.

حتى بلغ مجموع المساحة المنهوبة والتي رفع الفلسطينيون قضايا لاستردادها حتى عام 1935 (1.858.288) كيلو متر، تمكن البعض من استرداد حقوقهم في بعض المساحات من هذه الأراضي .
1 : قد تم تشريد 86 ألف أسرة بعد أن دمرت منازلهم أو أحرقت .
2 : فضلا عن الآلاف الذين عجنت أجسادهم وتمزقت إربًا ، تحت عجلات المصفحات البريطانية ، وسنابك خيولها ، وهم يتشبثون بأراضيهم ، رافضين إخلائها ( انظر وصف أميلي نيوتن لهذه الفظائع في كتابها 50 عامًا في فلسطين ) ، أو لا بد أنك تأملت ما حدث في جنين ونابلس هذه الأيام لتعرف كيف كان ولا يزال الفلسطينيون يستبسلون دفاعا عن أراضيهم وتشبثا بها .
3 : كما وهبت وأجرت السلطات البريطانية لليهود أراضي العرب التي تم انتخابها ، كما منحتهم امتيازات متعددة صادروا من خلالها ثروات فلسطين المائية والمعدنية .

وهكذا تمكن اليهود من اغتصاب مساحة قدرها (1.807.000) كيلو متر - طبقًا للوكالة اليهودية - أي 6ر6% لإجمالي مساحة فلسطين . أو 19.6% من مجموع مساحة أراضيها الزراعية ( تقدير عام 1945) حتى عام 1948.

جدير بالذكر أن نسبة قدرها 90.4% من مجموع ما حاز اليهود من أراض تعتبر بريطانيا مسئولة مسئولية مباشرة أو غير مباشرة عن تحويله أو تمكينهم منه ( وهذه من دراسة وثائقية إنجليزية ) الأمر الذي يكشف فداحة الجرم البريطاني الذي ارتكبته بحق شعب فلسطين ووطنهم .

وقد تمكن اليهود من تسجيل 6ر3% فقط من أراضي فلسطين كممتلكات يهودية من مجموع ما حازوه وهو 6ر6% . وبقيت نسبة 96.4% حقًا مطلقًا لعرب فلسطين لن يسقط بالتقادم .

دور كبار الملاك العرب والفلسطينيين في انتقال الأراضي لليهود ( والمبالغ فيه ) :

يقول التاريخ : بقي أن نعرف الدور الذي أسهم فيه كبار ملاك عرب وفلسطينيين فيما آل لليهود من أراض . ولا بد هنا من خلفية سريعة .

إثر تغير نمط الإنتاج من الزراعي إلى الصناعي مع تحول النظام الإقطاعي إلى رأسمالي مع بداية المد الإمبريالي في بداية القرن التاسع عشر والتحول السلعي النقدي ، برز دور الأرض كسلعة رائجة لما كانت تمثله من مردود مادي مع ازدهار التجارة الزراعية .

حصل الأثرياء والتجار اللبنانيون والسوريون على الأراضي في فلسطين كسلعة رائجة لزيادة أرباحهم في أواخر القرن التاسع عشر ، ولما كان حق الرقبة للدولة وحق الحيازة لأصحاب الأراضي فما حدث هو امتلاكهم لحق الحيازة فقط دون حق الرقبة ، أي حق الانتفاع بالأرض بيعًا ورهنا وتوريثًا بما يقترب من الملكية ، ولكن بشرط واحد هو عدم جواز تغيير طبيعة الأرض الزراعية وذلك في مقابل سداد الديون على هذه القرى والناجم عن الضرائب المتراكمة مع ضرورة إبقاء المنتفعين على أراضيهم .

هذه الأراضي ما كان لهم أن يحصلوا عليها لو لم يتواطأ الولاة المرتشون في بيعها لهم ، وحين وجد هؤلاء التجار من يدفع أكثر باعوها لليهود الذين لم يقتنعوا بحقوق الحيازة بل صمموا على استلامها مطهرة عرقيًا من أصحابها الفلسطينيين ساعدتهم في الحصول على ذلك القوات البريطانية بقضها وقضيضها ومصحاتها على نحو ما ذكرنا في السابق لتسليمها خالية لهم ، وبلغت هذه المساحة (625.000) تعادل نسبة قدرها 2.5% من مجموع أراضي فلسطين وفي أخصب أراضيها حتى عام 1948.

أما كبار الملاك الفلسطينيين وهم نادرون كندرة الملكيات الكبيرة ، فقد باع بعضهم جزءًا من أراضيه بهدف تحديث الباقي . والبعض الآخر باع لضعف النفوس وهوانها ، وبلغ مجموع ما باعه هؤلاء الخونة ( 261.400) بنسبة قدرها 97.%، أي أقل من 1% من مساحة أراضي فلسطين . هذه هي النسبة التي روجت الصهيونية لها عبر آلة إعلامها الجهنمية بأن الفلسطينيين باعوا أراضيهم والتي سرت سريان النار بالهشيم ( للعلم هذه الأرقام من مصادر بريطانية وصهيونية . ويستطيع أي راغب التأكد من ذلك .

يقول التاريخ : وتظل الحقيقة الراسخة وهي عجز بريطانيا والصهيونية ، برغم كل المحاولات التي كانت طوال ثلث قرن عن انتزاع أكثر من 6.6% من مساحة فلسطين ، وهو ما يعكس مدى صلابة وصمود الشعب الفلسطيني البطل الذي قاد معارك كبيرة وثورات امتدت على مدى الفترة كلها من 1886 وحتى 1948 بلغت ما يزيد عن خمس عشرة وثورة ، قدم خلالها الفلسطينيون عشرات الآلاف من الشهداء ، وسفكت الدماء البريئة ، ونسفت الأحياء والقرى والمدن ، وارتكبت عشرات المجازر، وزج بالآلاف في السجون ، وأعدم رموز النضال ، وفرضت الغرامات المشتركة الباهظة ، وطبقت العقوبات الجماعية ، وغير ذلك الكثير .

يقول التاريخ : ونؤكد هنا أن نسبة الـ 6.% من مساحة أراضي فلسطين ، ونسبة الـ 30% من اليهود لإجمالي عدد السكان حتى بداية عام ، 1948 ما كان لها أن تسمح تحت أي ظرف بإنشاء دولة يهودية على مثل هذه المساحة .

المرحلة الثالثة : فترة حرب 1948 واتفاقات الهدنة .

يقول التاريخ : ولكن ما حدث بالفعل من قيام دولة يهودية على أرض فلسطين كان خارج كل الأطر المنطقية والقانونية ؛ فهي الدولة الوحيدة التي تم إنشاؤها بقرار مشروط .

حيث أدت الملبسات المتعددة إلى إحالة القضية للأمم المتحدة ، وتدخل الولايات المتحدة ورئيسها ترومان شخصيا، من ممارسة ابتزاز رخيص على الدول الفقيرة والضعيفة لإجبارها على الموافقة على قرار التقسيم حين فشل في الحصول على التصويت لصالحه ، في المرة الأولى في الجمعية العمومية – وهى سابقة لا مثيل لها، في الجمعية العامة الأمر الذي أدى إلى الموافقة علي القرار في 29-10-1947القاضي بتقسيم فلسطين إلي دولتين عربية ويهودية وبقاء القدس دولية .

أعطى قرار التقسيم الظالم الدولة اليهودية 47ر56% من مساحة أراضى فلسطين، والدولة العربية 88ر42%، والقدس الدولية، 56 ر.% من مجموع المساحة.

يقول التاريخ : وقد ثار شعب فلسطين ثورة عارمة احتجاجًا على هذا القرار الفاجع ، وقد شهدت الشهور الأولى بطولات خارقة أدت إلى قلب موازين القوى ودفعت الولايات المتحدة للتراجع عن هذا القرار خوفًا على مصالحها بتاريخ 19 مارس 1948، وأيضا تراجعت الجمعية العامة لقناعتها بصعوبة تنفيذه وأن ذلك يحتاج لقوات كبيرة لتنفيذه غير متوفرة واقترحت مشروع وصاية على فلسطين . وبينما المشاورات جارية بين كل من بريطانيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة قرر الصهيونيين تنفيذ القرار من جانبهم بالقوة ، وراحت الهاجانه تنفذ خطة هجومية شاملة ليس فقط للسيطرة على ما حدده قرار التقسيم للدولة اليهودية وهو47 ر56 % من مساحة أراضي فلسطين بل على توسيع هذه الحدود أيضًا ، متبعة الخطة ( د ) أو حدوة الحصان التي بدأ تنفيذها في أول إبريل وتعتمد هذه الخطة على توصيل وربط المناطق اليهودية ببعضها عن طريق تدمير القرى العربية واحتلالها وطرد سكانها من خلال محاصرة هذه القرى من ثلاثة جوانب ، وإطلاق النيران الكثيفة ليلا والناس نيام ودون سابق إنذار ؛ الأمر الذي كان يلقي الرعب والهلع في قلوب الأهالي الذين كانوا يتركون كل عزيز ونفيس بعد أن تحصد النيران أعدادًا غفيرة منهم لينطلقوا تائهين مشردين بين جريح ومريض وعاجز وحين كانوا يحاولون العودة بعد هدوء القصف كانت القوات الصهيونية تنتظرهم بالمرصاد ليحصدوهم تحت نيران بنادقهم وأسلحتهم التي كانت تحصد كل من تسول له نفسه بالعودة إلى أرضه كما كان قانون ( مصادرة الأرض ساعة الطوارئ ) الذي أساسه العصابات الصهيونية أثناء حرب 1948والذي يمنعهم من العودة مرة أخري الي أراضيهم المغتصبة منهم .

يجدر التنويه هنا إلى أن هذه العصابات اليهودية كانت في الواقع تشكل جيشا مدربا على مستوى عالي من التدريب و الأفراد وقد تدربوا جيدا أثناء الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء فضلا عن كونهم أصبحوا يجيدون فنون القتال التسليح والتنظيم .

يقول التاريخ : وقد ارتكبت هذه العصابات اليهودية مئات المجازر سجل منها المؤرخون الإسرائيليون الجدد 35 مذبحة تمت كلها تحت سمع وبصر ومؤازرة السلطات البريطانية بل والعالم كله, وتمكنوا بسببها من السيطرة على أكثر من عشرة أضعاف ما كان بحوزتهم من أراض حتى بلغ مجموع ما استولوا عليه نحو 77.5% من مساحة فلسطين كما تمكنوا من تطهير هذه المناطق عرقيًا وتهجير نحو (900.000) من سكان و موطنتين فلسطينيين من ديارهم قصرا وعنفا وعدوانا ، نصف مليون من هذا العدد تم أثناء فترة الانتداب البريطاني وبمساعدته ، كما ساهم الانسحاب المبكر للقوات البريطانية من المدن والقرى والمواقع الهامة ، طبقًا لترتيبات سرية ، فضلا عن المتناقضات المتشابكة على المساحة العربية الزاخرة بالضعف وبقايا الاستعمار وغير ذلك الكثير , وعلى هذا النحو برزت دولة البغي والطغيان والاستعمار والعدوان في 15 مايو 1948 على أشلاء فلسطين وشعبها وأرضها الطهارة .

ثم كانت الحروب العربية ضد العصابات الصهيونية في حرب 48 .

حرب صورية لأنظمة عربية

العصابات الصهيونية في حرب 48

يقول التاريخ : دخلت قوات نظامية صغيرة من الدول العربية ، متفرقة غير متعاونة ، لحماية الشعب الفلسطيني من هذه الكارثة ، استجابة لغضبة الشعب العربي وتظاهراته ، لكن قدراتها العسكرية وعددها كان أقل بكثير من القوات الصهيونية التي أصبحت الآن تسمى بإسرائيلية .

جاءت القوات النظامية إلى فلسطين دون خطة موحدة ، أو معرفة بالبلاد أو بالعدو، وكان عددها مجتمعة حتى لو كانت تحت قيادة موحدة لا يتجاوز ثلث القوات الإسرائيلية ؛ ولذلك لم تتمكن هذه القوات من وقف المد الإسرائيلي الذي سرعان ما انتشر ليحتل بلده اللدة والرملة ويمد جسراً إلى القدس ويحتل مساحات واسعة في الجليل .

كانت هذه إشارة أولية إلى هزيمة العرب ، كان احتلال اللدة والرملة من الفصول المأساوية في تاريخ فلسطين ؛ إذ استيقظ سكان المدينتين والمهاجرون إليهما من قرى يافا المحتلة على أخبار انسحاب القوات الأردنية بقيادة الإنجليزي جلوب باشا وهجوم القوات الإسرائيلية من الشمال والشرق .. وأصبح القتل من نصيب كل من لجأ إلى المساجد والكنائس من الأهالي ، وأصبح طرد الأهالي بقوة السلاح وبترويع و المذابح شيء مشروع من جانب اليهود ، واتجهت قافلة بشرية من الفلسطينيين عددها 60 ألفا في رمضان وتحت شمس الصيف الحارقة إلى رام الله . ولما طال الطريق بهم ، تساقطت جثث الكثير منهم من الرجال على جانبي الطرق ثم تبعه الشيوخ والنساء والمرضى ثم الأطفال الضعفاء. والقوات الإسرائيلية تحثهم على السير، ومن عثر منهم على ماء ليشرب أطلقوا عليه الرصاص .

وعندما أعلنت الهدنة الثانية بين العرب واليهود قفز عدد اللاجئين إلى 630 ألفا، وتم طردهم من 378 قرية حتى ذلك التاريخ ، واحتلت إسرائيل أرضا تساوي 3 أضعاف الأرض اليهودية ، وهي من أخصب الأراضي وأكثرها كثافة سكانية ، وبذلك انتهت فعلياً حرب فلسطين .

لكن النهم الإسرائيلي لم يشبع ، فاتجهت قواته نحو الجنوب لتحتله وتهزم الجيش المصري أكبر قوة عربية، بينما كانت الجيوش العربية تنتظر دورها ولا تقوم بمهاجمة العدو وإشغاله ، ففي منتصف أكتوبر، احتلت إسرائيل مساحات واسعة من الجنوب حتى بئر السبع وجنوب القدس ، وامتدت على الساحل الجنوبي ، وأصبح عدد اللاجئين 664 ألفا طردوا من 418 قرية حتى ذلك الوقت .

القدس حلم اليهود


الدولة اليهودية حسب الحلم

يقول التاريخ : نقلت إسرائيل قواتها من الجنوب إلى الشمال ، واحتلت الجليل بأكمله و12 قرية من لبنان في أوائل نوفمبر 1948، وسيطرت بذلك على كامل شمال فلسطين ، وتعدت الحدود اللبنانية عند مدخل الجليل .. ولم يحدث قط خلال حرب فلسطين أن تدخل جيش عربي لمساعدة جيش عربي آخر في محنته ، وكانت إسرائيل تنتقل من جبهة إلى جبهة بينما ينتظر الآخرون مصيرهم مستكينين .

استأثر الجليل بأكبر عدد من المذابح ، وذلك لأن المنطقة جبلية ، ولترويع الأهالي الذين رفضوا النزوح من الجليل ، واقترفت إسرائيل في الجليل 24 مذبحة ( من أصل 34 مذبحة أمكن تسجيلها )، ولم تخل قرية واحدة من قتل أو تدمير أو ترويع الآمنين فيها من سكان سوء كانوا أطفال أو شيوخ أو نساء .

ولقد فقدت الدول العربية قدرتها على القتال لإنقاذ الأهالي ، ولم تستطع ردم الخلافات بينها وتكوين قيادة موحدة ؛ ولذلك سارعت إلى توقيع اتفاقيات هدنة مع إسرائيل ، بداية بمصر ثم الأردن ولبنان وأخيراً سوريا.

وبعد توقيع الاتفاقيات ، احتلت إسرائيل دون طلقة رصاص واحدة النقب الجنوبي حتى وصلت إلى أم رشرش ( إيلات الآن ) ، وزرعت علمها على خليج العقبة ، وبينما كانت مفاوضات الهدنة تدور، تنازل الملك عبد الله عن 436 كيلومترا مربعاً في المثلث الصغير الخصب والمليء بالسكان لي إسرائيل .

وحسب شروط الهدنة خرجت القوات المصرية المحاصرة من الفالوجا بكامل سلاحها ، وكان من بين ضباطها جمال عبد الناصر، والذي أصبح بعد ذلك رئيس لمصر, وتخطت بذلك إسرائيل خط التقسيم في جميع الجهات باحتلالها 78% من أرض فلسطين أي بزيادة 24% من مشروع التقسيم ، فاحتلت الجليل الأوسط المخصص للدول العربية ، واحتلت مثلثاً يصلها بالقدس عبر بلده اللدة والرملة ، رغم أن القدس منطقة دولية وما حولها عربي ، حسب قرار التقسيم .

وفي الجنوب تمددت إسرائيل نحو البحر الميت ، واحتلت مدينة بئر السبع العربية ، واحتلت ثلثي المنطقة الساحلية المخصصة للعرب التي بقي منها قطاع غزة الصغير .

و خلفت النكبة وراءها حوالي 900 ألف لاجئ طردوا من 531 مدينة وقرية ، نزحوا إلى الجنوب المتبقي في قطاع غزة ، وإلى الشرق فيما أصبح يعرف بالضفة الغربية ألان ، وإلى الشمال نحو سوريا ولبنان . وأصبحت النكبة بقعة سوداء في صفحات التاريخ العربي دفع ثمنها قادة وحكام بحياتهم ، وأزيلت عروش وسقطت أنظمة ، ولا يزال يدفع ثمنها اليوم وكل يوم 5 ملايين لاجئ داخل فلسطين وحولها في التشتت .

توزيع الغنائم

هكذا أتوا ليحتلوا أماكن وأملاك غيرهم

إن ما حدث في فلسطين يشهد بأن التاريخ الحديث لم يتقدم حضاريا كما يزعمون .. فهل من التحضر أن تغزو أقلية أجنبية وطن الأكثرية بدعم سياسي ومالي وعسكري من الخارج وتطردهم من وطنهم وتزيل ملامح دولة وشعب كامل مثلما حدث في فلسطين ؟!.

لقد وزعت إسرائيل البيوت الجميلة في القدس الغربية وحيفا وغيراها على البارزين من رجال الحكم، واستوعبت مئات الآلاف من اليهود القادمين من بلاد عربية وغير العربية في باقي المساكن ، أما الباقي من القرى الصغيرة ، فقد نُسفت وهدمت ثلاثة أرباع البيوت فيها هدماً كاملا ً، والربع الباقي بدرجة أقل .

لقد نجحت الصهيونية في الاستيلاء على الأرض حتى الآن ، وفصلت أهلها وشعبها عنها وشتتيهم في أنحاء الأرض فيما يمكن وصفه بالإبادة الجغرافية.. لكنها لم ولن تنجح في القضاء على الشعب الفلسطيني الذي بقي حياً ومتماسكاً بكل حبه رمل من وطنه ، ولم ولن يندثر كما اندثرت أمم قبله في كوارث أقل جسامة .

وهكذا بعد تعاون بريطاني صهيوني استمر 28 عاماً ، لم تنجح الصهيونية إلا في الاستحواذ على 6% من مساحة فلسطين ، لكنها نجحت في زيادة عدد اليهود إلى 30% من مجموع السكان .. عندئذ نقلت الصهيونية جهودها إلى أمريكا، واتخذت من رئيسها " هاري ترومان" مناصراً لها وقف ضد وزير خارجيته ، لكي تضغط أمريكا بكل قواها على الدول الصغيرة ، وتهددها بقطع المعونات إذا لم تصوت لصالح تقسيم فلسطين بين أهلها، أصحاب الحق فيها، وبين مهاجرين غرباء لا يعرفون اسم المدينة التي وصلوا إليها. وكانت الطامة الكبرى على العرب عندما نجح قرار التقسيم بأغلبية ضئيلة لكي يوصي بإنشاء دولة يهودية على 54% من أرض فلسطين ، ودولة عربية على بقيتها ، مع تدويل القدس تحت إدارة منفصلة .

هذه المهزلة التاريخية قضت بأن تفرض أقلية أجنبية صهيونية مهاجرة سيادتها على أكثر من نصف فلسطين، أي 9 أضعاف ما كانت تملك ، وتقيم فيها دولة عبرية يهودية نصف سكانها عرب وجدوا أنفسهم بين يوم وليلة رعايا دولة أجنبية يهودية غازية.. أما الدولة العربية المقامة على باقي فلسطين ، فكل سكانها عرب وليس فيها إلا حفنة من اليهود .

ومع بدأ تنفيذ القرار الجائر في أوائل أبريل 1948 أثناء وجود الانتداب البريطاني ، وبدأ بوصل الأراضي اليهودية ببعضها ، ثم الاستيلاء على الأرض العربية وما حولها وطرد سكانها . اتبعت القوات اليهودية سياسة " الإبادة الجماعية للعرب" حيث كانت تحيط القرية من ثلاث جهات ، وتترك الرابعة مفتوحة ، ثم تجمع سكان القرية في مكان ما، وتختار عدداً من الشباب لإعدامهم ، أو تقتلهم بالرصاص أو تحرقهم إذا وجدتهم مختبئين في مسجد أو كنيسة أو غار، وتترك الباقين ليهربوا وينقلوا أخبار الفظائع ، أو تأخذ بعضا منهم لأعمال السخرة .

يقول التاريخ : ولن ولم ينسى أحد مذبحة دير ياسين وهي واحدة من 17 مذبحة اقترفت أثناء الانتداب ، و17 أخرى بعده.. لم تحرك القوات البريطانية ساكناً لحماية الأهالي حسب ما يمليه ميثاق الانتداب ، وما إن جاءت نهاية الانتداب حتى كان اليهود وعصاباتهم قد سيطروا على 13% من مساحة فلسطين ، وطردوا 400 ألف لاجئ من 199 قرية ، وقد أعلنوا قيام دولتهم على هذه الرقعة ، ولكن دون تحديد أي حدود ، فلا يزال النهم الصهيوني لابتلاع الأرض في أوله والحلم الصهيوني لم ينتهي بعد , فهم يحلموا بإسرائيل الكبرى التي تمدد حدودها من نهر دجله والفرات في العراق , حتي نهر النيل في مصر .

يقول التاريخ : هذا هو تاريخ الدولة اليهودية منذ قيامها ونشأتها , محفور في ذاكرتي وفي وجداني , وفي وجدن كل موطن عربي وفي عقل كل مناضل فلسطيني ومناضل عربي من المحيط الي الخليج , تاريخ دولة قامت علي السرقة والقتل والنهب والابتزاز ... ولسوف أظل أنا التاريخ شهد عيان علي فلسطين الي أن يرث الله الأرض ومن عليها .

أحداث في مذكرات التاريخ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2011/01/02, 12:04 AM
الصورة الرمزية ابويوسف
ابويوسف ابويوسف غير متواجد حالياً
كبار الشخصيات
تاريخ التسجيل : 2010 Jun
المشاركات : 697
الدولة : مصر
افتراضي

شكرا لكونتمنى المزيد من المذكرات التاريخية
التوقيع
بسم الله الرحمن الرحيم

(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162)

صدق الله العظيم
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك
دليل المواقع الاسلاميه
Quran
tv Quran





متابع بصمت
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2011/01/02, 02:03 AM
الصورة الرمزية hamada 20
hamada 20 hamada 20 غير متواجد حالياً
مصراوى فعال
رابطة مشجعى نادى الأهلى
رابطة مشجعى نادى الأهلى
تاريخ التسجيل : 2010 Jun
المشاركات : 495
الدولة : مصر
افتراضي

معلومات قيمه
التوقيع
اذا دعتك قوتك علي ظلم الاخرين فتذكر قدره الله عليك
----------------------------
مشاهدة جميع مواضيع hamada 20
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2011/01/02, 02:12 AM
هيثم الوزير هيثم الوزير غير متواجد حالياً
موقوف لمخالفة قوانين المنتدى
تاريخ التسجيل : 2010 Jun
المشاركات : 70
الدولة : ام الدنيا
افتراضي

مشكور بارك الله فيك
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شاشه تورنادو عطل ليدات ممكن ليدات كام فولت مصطفى تيجر الباك لايت ( الليدات ) 8 2021/02/06 01:45 AM
عندي شاشه 32سكاي لين فصله ليدات ينفع اركب مكنهم ليدات توشيبا ؟؟؟؟ ibrahem mohammed صيانة شاشات الكمبيوتر lcd 2 2017/03/17 06:25 PM
من مذكرات تشرشل أبـو على مصراوى سات كافيه 3 2015/11/12 07:33 PM
مذكرات حمار sherif2010 مصراوى سات كافيه 16 2012/11/21 02:32 PM
أبرز أحداث مباريات الزمالك والمصري على مر التاريخ.. لاعبين ومدربين وأهداف وأرقام هامة منصوراوى نادى الزمالك 2 2011/12/18 08:20 PM


الساعة الآن 10:40 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
____________________________________
مصراوى سات

الكنز المصرى الفضائى الذى تم اكتشافه عام 2005 ليتربع على عرش الفضائيات فى العالم العربى
____________________________________