لم يعد أحد يعرف ما الذى يريده شيكابالا بالضبط.. ولماذا الإصرار الدائم على أن يتحول من لاعب موهوب ورائع إلى قنبلة منزوعة الفتيل وتوشك على الانفجار فى مجتمع لم يعد يحتمل أى مزيد من كراهية وغضب.. وسواء كان شيكابالا نفسه هو الذى اختار وقرر أن يكون كذلك، أو أنه تحول إلى مجرد أداة فى يد آخرين يستهويهم دائما إشعال نار الفتنة الكروية لتتزامن مع فتنة طائفية أو اقتصادية أو اجتماعية.. فمن الضرورى أن يكون هناك حسم لهذا الأمر ونهاية حقيقية لهذا الجرح المفتوح والنازف طول الوقت.. وعلى كل المهمومين والمهتمين بالشأن الكروى العام فى مصر، باستثناء ضحايا التعصب الأحمق والمجنون لأى لون أو ناد، أن يراجعوا تطور قضية شيكابالا وتتابع فصولها.. وكانت البداية عند شيكابالا الذى وقف يرقص فى استاد القاهرة ويشتم جمهور الأهلى.. وقيل وقتها إن شيكابالا لم يذكر اسم الأهلى بالنص، وإنما كان يحتفل بانتصار الزمالك مع بعض المتعصبين من جماهيره..
وأظن أن الضجة التى أعقبت ذلك المشهد كانت كافية لأن يقرر شيكابالا عدم تكرار ذلك.. لكنه عاد بسبق الإصرار والترصد ليشتم جمهور الأهلى من جديد.. فكان رد الفعل الطبيعى هو أن يرد جمهور الأهلى ويشتم اللاعب بقسوة وغلظة لم يقبلهما أحد، سواء فى الأهلى أو الزمالك.. وقبل قمة الفريقين الأخيرة اجتهد الإعلام الرياضى المصرى بجميع فصائله وأشكاله فى إذابة التوتر والاحتقان حتى وإن استدعى الأمر التغاضى عن أمور وتفاصيل كثيرة.. وبالفعل نجح الإعلام فى ذلك وتم صرف النظر عن كثير من المخططات التى كان يريدها متعصبون للناديين.. ولم يذهب أحد للاستاد بأغانى الإهانة والشتيمة المنظمة والملحنة، سواء ضد شيكابالا أو أبوتريكة، كنوع من الانتقام لشيكابالا..
التزم الجميع فى الملعب والمدرجات على قدر استطاعتهم وبحجم خوفهم من انفجار كروى لو وقع، فلن يبقى كرويا فقط ولن يبقى محبوسا داخل ملاعب الكرة.. إلا شيكابالا.. هو الوحيد الذى لم يلتزم بأى شىء.. عاد من جديد يرفع الحذاء فى وجه جماهير الأهلى دون أى مناسبة.. هو الوحيد الذى لايزال مصرا على الاشتباك مع الجمهور واستفزازه وتحريضه على العنف.. ومنذ أن بدأت مصر تلعب الكرة والجمهور يتخذ أحيانا مواقف عدائية ضد أى لاعب.. لكننا لم نشهد لاعبا واحدا مثل شيكابالا يصر على إشعال مزيد من النار طول الوقت.. سبق لمدرجات الجماهير فى مختلف الملاعب أن هاجمت صالح سليم وحسن شحاتة والخطيب وفاروق جعفر وإبراهيم يوسف وحسام حسن وأبوتريكة وبركات ومعظم النجوم الكبار.. ولم يرفع أحد منهم حذاءه فى وجه أحد.. لم يرقص أحد منهم ليشتم أى جمهور منافس بهذا الشكل الفج والقبيح..
ورغم كل ذلك.. أصر الإعلام المصرى عقب القمة على التغاضى عن هذا المشهد وعدم إبرازه، درءاً للفتنة الكروية وحتى لا تسيل دماء جديدة فى الشوارع ومباريات أخرى مقبلة.. إلا أن شيكابالا.. أو الذين معه ووراءه أو يتلاعبون به.. لم يعجبهم أن ينتهى الأمر هكذا سريعا.. فقرر اللاعب مواصلة الاستفزاز والغضب، فأعلن وقرر اعتزال اللعب لمنتخب مصر، وأرسل لاتحاد الكرة رفضه الرسمى للعب باسم مصر.. ولم يرض حسام حسن عن هذا القرار، لكن حسن شحاتة سبق الجميع وأعلن إغلاق أبواب المنتخب نهائيا فى وجه شيكابالا.. وهو قرار صحيح ينبغى أن نشكر كلنا حسن شحاتة عليه.. فلماذا يزج شيكابالا بمصر الآن.. وما الذى يريده اللاعب بالضبط..
أليس هناك عاقل واحد حوله يخبره بانفجارات الإسكندرية فى رأس السنة وبالغضب المكتوم فى الصدور وبأن الأمر كله.. فى مصر كلها.. لم يعد يحتمل مثل هذا العبث والمزيد من نيران الحساسية والغضب.. ومن المؤسف أنه سيكون هناك من لا يعنيهم أى شىء إلا أن شيكابالا لاعب فى الزمالك وأى مساس به هو مساس بالزمالك، ولهذا سيشتمون ويعلنون الحرب والموت ضد كل من يقترب من شيكابالا.. سيختصرون الأمر كله فى أهلى وزمالك ومن منهما ينتصر.. مع أننى وآخرين كثيرين لانزال نرى مصر أهم وأغلى من الأهلى والزمالك معاً ومن شيكابالا وألف لاعب آخر يلعبون الكرة أحيانا ويلعبون بالناس والدم طول الوقت.
2011/01/02, 04:24 PM
ياسر أيوب يكتب : شيكابالا قضية أمن دولة
المواضيع المتشابهه
