[نور المصطفى]

وسط الإثارة والندية التي تحملها مباريات الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة تظهر أحيانا جوانب أخرى خلال تلك اللقاءات لا تمت إلى الروح الرياضية بصلة، بداية من حالات التدخل العنيف، وضرب المنافس بدون كرة، وبعيدا عن رؤية الحكم، والدخول في مشادات يدوية وكلامية..والملاحظ أنه كلما نشط أصحاب المهارات في الكلاسيكو زادت الخشونة والطابع العنيف لتكون هذه المواجهات إضافة إلى نديتها وإثارتها ملطخة بالدماء ويصبح مضمار الكلاسيكو ساحة للمعركة.















وأمام الكثير من حالات العنف والاعتداء على المنافس وصراعات الأجهزة الفنية ، يرصد بعض من هذه المواجهات في السنوات الأخيرة وحالات التدخل العنيف فيها والتي أسفرت عن الكثير من الكروت الصفراء والحمراء.


1 - بيبي مجني عليه أحيانا

أشتهر البرتغالي بيبي بالتدخلات العنيفة، واعتدائه على لاعبي برشلونة، وظهرت الكثير من الحالات التي تبرز مدى العنف الذي ينتهجه هذا اللاعب تحديدا والذي تجاوز سيرخيو راموس في السلوك الغير رياضي ليكون اللاعب الأول الذي يخشى منه فريق البلوجرانا، ولكن هذه المرة كان الحلقة الأضعف في واقعة الاعتداء عليه في مباراة الريال أمام برشلونة في مارس الماضي من هذا العام/ بعد أن تعرض للدهس من سيرجيو بوسكيتس لاعب وسط البارسا وأظهرت الصور اعتداء اللاعب عليه بعد سقوطه على الأرض ودهسه لرأسه ليكتسب اللاعب المدريدي بعضا من التعاطف نحوه بعد أن كان في مصاف المغضوب عليهم من الصحافة في كتالونيا بسبب سلوكه العدواني أحيانا.

ونشرت الصحف في مدريد عدة وقائع تثبت تعمد بوسكيتس دهس رأس بيبي كما دعمت أقوالها بمخالفات سابقة للاعب بشأن واقعة سابقة بحق مارسيلو بشأن توجيه بعض الكلمات العنصرية في إياب دوري الأبطال عام 2011 ولكنه أفلت من العقاب على حد وصفها كما تدخل بشكل مندفع نحو تشابي ألونسو في أحدى كرات المباراة لتبدأ الصحافة المدريدية تسليط الضوء على اللاعب واعتباره الأبرز في التدخلات العنيفة داخل صفوف برشلونة، ووضعته تحت دائرة الضوء لمراقبة أدائه في كل تحرك خلال اللقاءات التي ستجمع الفريقين أسوة بما تقوم به صحف كتالونيا ضد الثلاثي راموس وبيبي ومارسيلو.


وشهدت مباراة الاعتداء على بيبي التي أقيمت الشهر الماضي فوز برشلونة على ريال مدريد في سانتياجو بيرنابيو بأربعة أهداف لثلاثة في الدوري الإسباني والتي شهدت أيضا طرد سيرخيو راموس للسلوك العنيف.

2- يد ميسي ضحية الدهس

شهد ذهاب دور الثمانية في كأس ملك إسبانيا 18 يناير 2012 واقعة عنف جديدة في الكلاسيكو كان بطلها بيبي والضحية هذه المرة هو النجم الأرجنتيني ميسي، فبعد عرقلة اللاعب البرتغالي للبرغوث توجه نحوه ودهس يده ولكن اللاعب هرب من العقاب بعد أن قرر الاتحاد الإسباني لكرة القدم عدم معاقبته بحجة عدم تدوين حكم اللقاء للواقعة في تقريره لتسخط الصحافة في إقليم كتالونيا على اللاعب والاتحاد الإسباني لأن اللقطات المصورة توضح تعمد اللاعب في ارتكاب الواقعة.

وقال طبيب برشلونة وقتها أن آثار قدم بيبي تركت بعض العلامات على يد ميسي ولكن العناية الإلهية أنقذته من كسر في عظام يده جراء الحمل الزائد على اليد نتيجة وزن اللاعب والجزء الصلب أسفل حذاء مدافع الريال.


3 - ثلاث كروت حمراء وعين كادت تفقد



كانت مباراة إياب كأس السوبر الإسباني في أغسطس 2011 من المباريات الدموية والتي لم تخل من الاعتداء وإشهار الكروت الحمراء الواحدة تلو الأخرى حيث كانت مباراة الذهاب في نفس الشهر قد أنتهت بالتعادل الإيجابي على ملعب سانتياجو بيرنابيو بهدفين لمثلهما لتشتعل مباراة الإياب على ملعب الكامب نو حيث وصلت المباراة إلى قمتها بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، ولكن جاء ميسي في الدقيقة 88 من اللقاء ليسجل الهدف الثالث ليحسم لقب السوبر لصالح فريقه لتنفلت أعصاب النادل الملكي ويشهد اللقاء تدخل عنيف من جانب مارسيلو ضد سيسك فابريجاس قام الحكم على إثره بطرد لاعب المنتخب البرازيلي لتكون هذه الواقعة شرارة البدء لوقائع الاعتداء المتتالية.


أشتعل الموقف داخل الملعب ليغضب مسعود أوزيل لاعب وسط الريال ويحاول الاعتداء على بعض لاعبي برشلونة ليحصل على البطاقة الحمراء داخل الملعب وفي نفس الواقعة أشهر الحكم بطاقة حمراء في وجه ديفيد فيا ليطرد ثلاثة لاعبين دفعة واحدة قبل نهاية المباراة بلحظات.


وأمتد العنف من اللاعبين إلى المدربين حيث توجه جوزيه مورينيو والمعروف بانفلات أعصابه إلى تيتو فيلانوفا مساعد جوارديولا وقتها وحاول فقأ عينه ليتفادى المدرب المساعد هذه الواقعة ويوجه له لكمة على مؤخرة رأسه.


وقرر الاتحاد الإسباني لكرة القدم عدم توقيع عقوبات رادعة خلال اللقاء حتى لا يزداد العنف بين لقاءات الفريقين فتم إيقاف مورينيو مباراتين وفيلانوفا مباراة واحدة ورفض ريال مدريد استئناف العقوبة معتبرا أن اللقطات التي أظهرتها الشاشات كانت كفيلة بتوقيع عقوبة مغلظة على المدير الفني البرتغالي ولكن الحظ وقف إلى جواره.


كما تم إيقاف كل من مارسيلو واوزيل وفيا أصحاب البطاقات الحمراء الثلاث مباراة واحدة وذلك من أجل تهدئة الأجواء بعد تلك الواقعة العصيبة التي شهدها إياب السوبر في أمتاره الأخيرة وتم رفع العقوبة بعد ذلك عن اللاعبين الثلاثة.


4 - خماسية تشعل العنف


حملت مباراة 29 نوفمبر 2010 في الدوري الإسباني على ملعب الكامب نو الكثير من الأحداث الساخنة والتي انتهت بفوز برشلونة بخمسة أهداف نظيفة ودخول مدرسة التيكي تاكا الساحة بقوة في هذه الأوقات تحت قيادة مديرها جوارديولا.


وتوقفت المباراة في الدقيقة 31 عندما قام كريستيانو رونالدو بدفع جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة عند خط التماس وتدخل أندريس إنييستا في الواقعة، ثم اشتبك فالديز مع رونالدو ليحصل كل من الحارس والنجم البرتغالي على إنذار بمجرد انتهاء الاشتباك وكان السبب الرئيسي في تلك الواقعة هو محاولة رونالدو الحصول على الكرة من جوارديولا عقب خروجها خارج الملعب ولكن المدير الفني أبعدها عنه ليدفعه في صدره وكانت النتيجة تشير إلى تقدم برشلونة بهدفين نظيفين بعد بدء المباراة بنصف ساعة فقط.

وعقب استئناف اللعب أكمل برشلونة الفوز بخماسية نظيفة وقبل نهاية المباراة بدقيقتين يتدخل سيرخيو راموس بعنف ضد ميسي ليشتعل الملعب ويشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهه وأستكمل اعتدائه بعد الطرد ليدفع بويول ويخرج خارج الملعب وسط سخط من جماهير برشلونة ضده.


5 - شجار الممر يشعل الكلاسيكو

شهد لقاء ذهاب قبل النهائي في مسابقة دوري أبطال أوروبا والذي انتهى بفوز برشلونة بهدفين نظيفين في أبريل 2011 الكثير من الوقائع العنيفة بين الفريقين بدأها بينتو الحارس البديل لبرشلونة بتسببه في مشاجرة داخل الممر المؤدي لغرف الملابس بين شوطي المباراة وقام حكم إلقاء بطرده في الدقيقة 61 وكانت النتيجة التعادل السلبي بين الفريقين ليتقدم ميسي ويحرز هدفين ثم تم طرد مورينيو للاعتراض على قرارات الحكم الألماني فولفجانج ليشاهد لقاء الإياب في منزله والذي أنتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله على ملعب الكامب نو.

6 - البطاقات الحمراء من طقوس الكلاسيكو

لا يغيب اللون الأحمر عن لقاءات الكلاسيكو خاصة في الفترة الأخيرة وكان آخرها خروج سيرخيو راموس مطرودا من المباراة الأخيرة التي أقيمت في 23 مارس الماضي في الدوري الإسباني والتي انتهت بفوز برشلونة بأربعة أهداف لثلاثة حيث طرد في الدقيقة 63 من اللقاء .

وفي عام 2013 تعرض فيكتور فالديز للطرد في إياب الدوري الإسباني في اللقاء الذي انتهى بفوز الريال بهدفين لهدف على ملعب سانتياجو بيرنابيو.

وتعرض أدريانو كوريا لاعب برشلونة للطرد في مباراة الكلاسيكو عام 2012 في الدقيقة 29 من المباراة لينهزم البلوجرانا بهدفين لهدف في تلك المباراة.

وتعرض راموس للطرد في إياب كأس ملك إسبانيا قبل نهاية المباراة بدقيقتين في أواخر يناير 2012 في دور الثمانية من البطولة.

وفي إياب كأس الملك في أغسطس 2011 طرد الحكم مارسيلو وأوزيل و فيا في مباراة دموية من أرض الملعب بعد عراك بين اللاعبين عقب حسم برشلونة للقاء.

وفي عام 2011 طرد الحكم الألماني فولفجانج الحارس البديل بينتو من الملعب بعد أن تسبب في شجار داخل الممر بين شوطي المباراة أمام ريال مدريد في اللقاء الذي شهد فوز برشلونة بهدفين نظيفين على ملعب سانتياجو بيرنابيو كما طرد بيبي ومورينيو.


وفي نهائي كأس ملك إسبانيا أبريل 2011 طرد حكم اللقاء أنخيل دي ماريا من ارض الملعب في الوقت الإضافي من المباراة وحسم النادي الملكي اللقب لصالحه في الوقت الإضافي.

وفي 2010 تم طرد راموس للتدخل العنيف مع ميسي وأنقلب أرض الملعب إلى ساحة حرب بين الفريقين بسبب الخماسية التي أحرزها برشلونة في ريال مدريد.


7 – ميسي ورونالدو مستهدفان بالفطرة

لعل كل من ميسي ورونالدو النجمين الأبرز في وقائع الاعتداء سواء وكل منهما مستهدف من دفاع الفريق الآخر وكان على مر العصور ولكن أنضم إلى الناديين بطلين آخرين هما نيمار وبيل ويبدو أن العنف قد يعرف طريقه إليهما إذا ما زادا من مهاراتيهما خلال الكلاسيكو.


8 – إرث الماضي


لم يتوقف العنف عند الجيل الحالي لأبطال الكلاسيكو بدل كانت جذوره في الماضي حيث التقت الكثير من الصور والفيديوهات لعنف فرناندو هيرو وستويشكوف وريفالدو وكانت الأعصاب تنفلت أيضا بين النجوم الكبار في تلك المباريات الهامة كذلك كان زيدان نجم ريال مدريد مستهدفا في كثير من الألعاب التي يشترك فيها مع دفاع برشلونة وهو الآن يدخل الكلاسيكو مساعدا لأنشيلوتي المدير الفني الحالي لريال مدريد.

[السيدعبدالعزيز]

الفوز للبارسا بنسبه كبيره جدا كالعاده