[صلاح الهرم]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميعنا يحتاج لأن يتعرف على نفسه و يحاورها لكي يتعمق فيها ويعرف احتياجاتها وأمانيها ومشاكلها، وقد تختلف طرق هذا الحوار فربما يجلس الشخص في ركن من الأركان وحيدا ويتحدث الى نفسه، أو ربما يفضل أن يرى إنعكاس له فيقف أمام المرآة ويتكلم مع نفسه، أو ربما وهو يمشي ذهابا وإيابا ويأشر بيده ويتكلم مع نفسه

وقد يتطور الكلام مع النفس ليصبح أكثر من مجرد وقفة مع الذات إلى هواية للتنفيس عن أمور عديدة. وقد يتعود على هذه العادة فتصبح في نظره شيء عادي ونشاط يومي يحتاجه لأنه أصبح جزء من شخصيته


نحن نتكلم مع أنفسنا لأن الكلام مع الذات هو ترجمة للتفكير والأفكار الذهنية التي تطوف فى وعينا. ودماغنا هو دوماً في نشاط دائم وينعكس نشاطه فى أحاديثنا مع ذواتنا ، وعلى غرار تأثيرات أحاديث وكلام الناس معنا


والحديث مع النفس يزرع فينا الثقة و الأمل لتحقيق الأحلام وتخيلها وبالتالي نرسم في أذهاننا الصورة ونثبتها ونسعى لتحقيقها ومجرد تعايش هذه الحظات التخيلية في أذهاننا هو شيء ممتع ومسلي

ويشجع علماء النفس على هذا النوع من الحديث الإيجابي مع الذات يقدم نتائج مرغوبة ويولد مشاعر جديدة خاصة أنه يعطي علاج مؤقت للتهدئة ويمنح صاحبه بعض السعادة التي تبعده عن واقعه وتخفف عليه من توترات الحياة وضغوطها. ولكن يحذر علماء النفس من النوع الثاني للحديث مع الذات وهو التلكم مع النفس بما لا يثريها و تقليل الإحترام للذات

وهذا النوع منتشر أكثر من النوع الأول بسبب الإنتقادات الكثيرة التي نتعرض لها في حياتنا وخاصة في مرحلة الطفولة التي قد تؤثر بشكل كبير في حياة بعض الأشخاص و تستقر في ذاكرتهم تلك الصفات والألقاب التي كانوا ينادون بها مما يحبطهم ويفقدهم الثقة في قدراتهم

وهذه الألقاب أطلقها عليهم الأهل أو المدرسين أو الأصدقاء وغيرهم مما يجعلهم أي هؤلاء الناس يؤمنون بوجود سلبيات كثيرة في شخصياتهم لأن هذا النوع من التكلم مع النفس عند شرائح كبيرة من الناس يتضمن ما يدني من ذواتهم ويعزز مسالبهم وعيوبهم مثلاً قد يقولون لذواتهم : " أنا أحمق " " أنا أناني " " أتصرف كالمعتوه " تعودت أن أذم ذاتي وأصفها بالسوء " إلى ما هناك من أحاديث محقرة للذات تولد مشاعر النقص والدونية والصغار والأفكار المهزومة للذات و القلق والإكتئاب ، وغير ذلك من النتائج المدمرة للصحة النفسية.


وبعد أن عرفت ماهو الحديث مع النفس وأهميته وأنواعه ورأي علماء النفس فيه، بقي عندي سؤالان أوجهها لقراء الموضوع وهما

لماذا نخجل من الكلام مع النفس؟

هل الذي يتكلم مع نفسه يحتاج للعلاج؟ ولماذا؟ وكيف؟

ومن العجيب والغريب أن تقرأ عن شباب يرسل رسائل غرامية الى نفسه ويرد عليها

ومما أدهشني أن أري بعض أعضاء في منتديات كثيرة له أكثر من شخصية يكتب موضوع ما ويعقب عليه مادحا نفسه بما ليس فيه أصلا

والمثير للحزن والآسف والحيرة إنه أحيانا يتطاول على الفُتيا أي الإفتاء في أمور دينية

يكتب السؤال ويرد عليه

أحبائي في الله
لن ولم ينصلح حالنا إلا إذا أبتعدنا عن الأنانية وأعتصمنا بحبل الله كما أمرنا

ومن الغباء والحماقة أن تظن إنك أكثر ذكاءا من الآخرين أو أكثر علما وفهما من الآخرين

[محمد فتحى الطباخ]

كلام راااااااااااااااااائع

[جلال العسيلى]

بارك الله فيك اخى الكريم
على الطرح الطيب
وعلى الموضوع المميز

[اشرف السيد عبد العزيز]

كلام رائع

[صلاح الهرم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tbaah

كلام راااااااااااااااااائع

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جلال العسيلى

بارك الله فيك اخى الكريم
على الطرح الطيب
وعلى الموضوع المميز

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشرف السيد عبد العزيز

كلام رائع

جزاكم الله خيرا
وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين