[mahmmed_dvb]

أنطونيو كونتي وجوزيه مورينيو
تحقيق 30 انتصارا يلخص موسم أنطونيو كونتي مع نادي تشيلسي، فقد تمكن المدرب الإيطالي من ترك بصمة مؤثرة في موسمه الأول بالدوري الإنجليزي الممتاز، ليفوز باللقب متفوقا على غيره من عمالقة التدريب في المسابقة، ليتم اختياره كأفضل مدرب بالبريمييرليج.

انتقل كونتي لتدريب تشيلسي بعدما وصل بالمنتخب الإيطالي إلى ربع نهائي كأس أمم أوروبا 2016، أدرك لاعب يوفنتوس السابق أن مهمة تدريب المنتخبات لا تناسبه، وأنه يشتاق لروتين العمل اليومي الشاق الذي يميز مدربي الأندية، خصوصا وأنه قاد السيدة العجوز لإحراز لقب الدوري الإيطالي 3 مرات قبل تولي تدريب "الأزوري".

علم كونتي أن مهمته لن تكون سهلة، لأن البلوز بدا مفككا ومشتتا بعد موسم صعب شهد فقدان لقب الدوري الممتاز وانخفاض مستوى الكثير من لاعبيه، إضافة إلى المشاكل التي أحاطت بالفريق في عهد المدرب جوزيه مورينيو الذي أقيل من منصبه ليتولى الهولندي جوس هيدينك المهمة حتى نهاية الموسم الذي أنهاه النادي اللندني في المركز العاشر.

تمثلت مهمة كونتي الأولى في إعادة اكتشاف قدرات نجوم البلوز وعلى رأسهم البلجيكي إيدن هازارد، فعاد الأخير إلى سابق تألقه وقدم موسما مبهرا وأحرز 16 هدفًا، ثم عمل كونتي على شحن مهاجمه المشاغب دييجو كوستا بالثقة اللازمة لهز شباك المنافسين مجددا، فأحرز الهداف الإسباني 20 هدفا.

من الناحية الخططية، توقع النقاد أن يستعين كونتي بخطته المفضلة 3-5-2 في تشيلسي، إلا أنه فكر كثيرا بالأوراق المتاحة أمامه، وقرر تطبيق طريقة اللعب 4-1-4-1، معتمدا في المقام الأول على وجود الفرنسي نجولو كانتي في منتصف الملعب، ورغم البداية الجيدة باعتماد هذا الأسلوب، انكشف الفريق سريعا، وتوجب على كونتي إيجاد طريقة أخرى للوصول إلى حالة التناغم المطلوبة بين اللاعبين.

الحل جاء من خلال اللعب بأسلوب 3-4-3، وهي طريقة ناسبت تشيلسي خصوصا من الناحية الهجومية، فحصل هازارد وبيدرو رودريجيز على حرية التنقل يمينا ويسارا وراء كوستا، بسبب تمتعهما بدعم واضح من الظهيرين ماركوس ألونسو وفيكتور موسيس، ولم يتقدم كانتي وزميله نيمانيا ماتيتش إلا ما ندر، ليحظى ثلاثي الدفاع سيزار أزبليكويتا وجاري كاهيل ودافيد لويز بالحماية اللازمة أمام حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا.

وكان على المدرب الإيطالي اتخاذ قرارات جريئة، أهمها استبعاد القائد جون تيري من التشكيلة الأساسية، والإبقاء على صانع اللعب الإسباني سيسك فابريجاس على مقاعد البدلاء كثيرا، وهو الأمر الذي انطبق أيضا على الجناح البرازيلي ويليان، والتزام كونتي بأفكاره وخياراته للاعبين، أجبر المدافع الصربي برانيسلاف إيفانوفيتش ولاعب الوسط الهجومي البرازيلي أوسكار، على الرحيل في فترة الانتقالات الشتوية إلى روسيا الصين على الترتيب.

وأعاد كونتي تعريف أدوار بعض لاعبيه، أهمهم أزبليكويتا الذي اعتاد خوض المباريات كظهير أيمن أو أيسر قبل الانتقال إلى عمق الدفاع، ليتحول إلى أحد أفضل اللاعبين في تشيلسي، كما وضع المدرب ثقته في موسيس الذي كان مرشحا لترك الفريق، وأصبح النيجيري واحدا من أكثر اللاعبين تطورا بالمستوى في الدوري الممتاز.

تلقى تشيلسي بقيادة كونتي 5 هزائم فقط بالدوري، وكاد الفريق اللندني الأزرق أن يحقق الثنائية بنهاية الموسم، لولا خسارته في نهائي الكأس أمام جاره أرسنال (2-1)، لكن المقياس الحقيقي لنجاح كونتي سيظهر في الموسم المقبل الذي سيشهد عودة البلوز للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.