[أبـو على]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

الرسام غير معروف.

زى اليوم وفى سنة 1666ميلادى
فى الساعة الثانية صباحا
والمكان وسط لندن
كان الخباز توماس فيرنر وابنته هانا وخادمتهم يرقدون في الدور الثاني من المنزل، حين ايقظتهم الأدخنة المتصاعدة من الدور السفلي مما جعلهم يهربون من نافذة تطل على سقف بيت جارهم. ولكن خادمتهم كانت خائفة من التسلق خارجاً وكلفها ذلك حياتها، بحيث أصبحت أول ضحية تسقط في الحريق. توماس فيرنر قال لاحقاً بأن الحريق لم يكن غلطته، وأنه حاول اطفائه ولكن بدون أي جدوى. بعد ساعتين، تحديداً الساعة الثالثة صباحاً ايقظ الخباز العمدة وابلغه بخبر الحريق جاء اللورد العمدة توماس بلودورث لكي يلقي نظرة على الحريق, ولكنه قرر أنه ليس بالشيء الخطير وقال ان طفلة صغيرة تستطيع اطفاء هذا الحريق فعاد لبيته ونام

القصة كاملة
“حريق لندن الكبير” هو حريق ضخم طال المناطق الرئيسة في لندن. واستمر من 2 سبتمبر الى 6 سبتمر عام 1666. هدمت النيران مدينة لندن القديمة والتي يحيطها سور لندن الروماني الأثري. وكادت أن تلحق بحي وستمينستر الأرستقراطي وقصر الملك تشارلز الثاني.

كذلك التهمت النيران حوالي 13 الف منزل، و87 كنيسة رعوية. وكاتدرائية القديس بولس القديمة وغالبية المؤسسات والهيئات الرسمية في المدينة. وتسببت في هدم مساكن 70 الف من السكان الذين كان يبلغ عددهم 80 الف. الاوراق الرسمية سجلت 6 قتلى لكن البعض يدعي ان وفيات الفقراء والطبقة الوسطى لم تسجل.

قبل حريق لندن الكبير بعام واحد، عان السكان من طاعون لندن العظيم الذي حصد أكثر من 100,000 روح، تقريباً 25% من سكان المدينة. البعض يعتقد أن الحريق الكبير كان سبباً في انتهاء الطاعون، ولكن المؤرخون يشككون في ذلك لأسباب، اولها ان الطاعون بدأ بالاندثار تدريجياً قبل بداية الحريق، السبب الثاني هو أن المناطق التي تأثرت بشدة من الطاعون لم تندلع بها الحرائق، والشيء الآخر هو أن بعض الحالات الفردية للطاعون استمرت حتى في ايام الحريق الكبير.

حريق لندن الكبير لم يكن أول حريق يلتهم مناطق شاسعة من لندن. ولأن قديماً لم يكن هناك لواء او قسم مطافئ لمكافحة الحرائق بالمدينة، كان الناس يبقون على البعض من الدلاء والفئوس والسلالم احتياطاً وتحسباً للوقاية من الحرائق، وكانت هذه الأدوات تُخزّن عادة في الكنائس. وفي حالة حدوث حريق ما، كان يجب على الناس أن يساعدوا بعضهم البعض في إطفائهِ. وعلى الرغم من أن مدينة لندن كان بها بعض الآت ضخ المياه اليدوية، إلاّ أنها كانت قليلة وغير فعالة. فكرة اشتعال حريق ضخم لم تكن مفاجأة استثنائية، فكما قلت، لقد كان هناك حرائق كبيرة من قبل، والأمر الغريب هو أن الكثير من الناس كانوا قد تنبأوا بحدوث حرائق في لندن، بعضهم كان لديهم مخاوف بسبب ضيق الطرق وكون البيوت مبنية من الخشب ومتلاصقة، والبعض الآخر عللوا نبوءاتهم السوداء بأن سُكان لندن أسرفوا في الذنوب وغرقوا في المعاصي ولابد أن يقوم الرب بمعاقبتهم، باحراق المدينة فوق رءوسهم.

تبدأ القصة في صيف عام 1666, حيث كان صيفاً طويلاً وجافاً. اشتعلت النيران حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في يوم احد، الثاني من سبتمبر من نفس العام، في محل الخبّاز توماس فيرنر، وكان ذلك في شارع بودينغ، والذي يقع الآن في حي الميل المربع وهو وسط المدينة او مدينة لندن القديمة قبل ان تتوسع لتشمل عدة مدن صغيرة تعرف كلها الآن بالعاصمة لندن الكبرى.

كان الخباز توماس فيرنر وابنته هانا وخادمتهم يرقدون في الدور الثاني من المنزل، حين ايقظتهم الأدخنة المتصاعدة من الدور السفلي مما جعلهم يهربون من نافذة تطل على سقف بيت جارهم. ولكن خادمتهم كانت خائفة من التسلق خارجاً وكلفها ذلك حياتها، بحيث أصبحت أول ضحية تسقط في الحريق. توماس فيرنر قال لاحقاً بأن الحريق لم يكن غلطته، وأنه حاول اطفائه ولكن بدون أي جدوى. بعد ساعتين، تحديداً الساعة الثالثة صباحاً جاء اللورد العمدة توماس بلودورث لكي يلقي نظرة على الحريق, ولكنه قرر أنه ليس بالشيء الخطير فعاد لبيته لكي ينام.

في صباح اليوم التالي، كانت الحريق قد انتشر الى المنازل المجاورة بسبب قوة الرياح وكون الخشب المستخدم في البيوت قابل للاحتراق بسهولة. ورغم ان الحريق بدأ في مخبز “توماس فارينور”، في شارع “بادينج لين”. ولكنه ما لبث حتى انتشر غرب لندن. ويعزى تعطل مكافحة الحريق الى تردد اللورد توماس بلودورث عمدة المدينة حينها، في اتخاذ قرار مناسب. ولم يتحرك حتى قامت الرياح بتعزيز النيران وتحويلها لعاصفة نارية واندفعت في اليوم التالي الى قلب المدينة. صموئيل بيبس كتب في مذكرة يومياته ( لم أرى احد من السكان يركز على اطفاء الحريق، بل جميعهم كان يلهث لكي يأخذ ما يستطيع من اغراض بيته، ويتركوا البقية لكي يلتهمها الحريق ) وقام بيبس بطلب من الملك أن يهدم المنازل كون ذلك هو الطريقة الوحيدة لايقاف الحريق. كما قلت الادوات في ذلك الوقت كانت بدائية ومحاولات الناس اطفاء الحريق بدلاء مصنوعة من الجلد باءت بالفشل الذريع.

ولكن على الرغم من هدم المنازل، كانت الرياح قوية في ذلك اليوم، بحيث ساعدت الحرائق على الانتقال بطريقة أسرع من محاولات الناس هدم منازلهم. وفي ذلك كتب العمدة بلودورث الى بيبس (انني اهدم المنازل طوال اليوم ولكن بدون جدوى). في هذا الوقت تدخل الملك تشارلز الثاني وقامت الحكومة بنشر ثمانية قواعد حول المدينة لايقاف الحريق. كل قاعدة كان بها حوالي 30 جندياً و 100 متطوع وقامت الحكومة بدفع واحد شلن يومياً (ومن ناحية اقتصادية, لو قارنا القيمة الحقيقية بالقيمة الاسمية لواحد شلن عام 1666 فانه يساوي 7 جنيه استرلينياً اليوم، ولكن لو قارنا القوة الاقتصادية الشرائية لواحد شلن بالناتج المحلي الاجمالي لكانت القيمة ما يعادل تقريباً 1500 جنيه استرلينياً وهو ما معناه ان الأجر اليومي كان عالياً جداً ومحفزاً للعمال) بجانب هذا المحفز المالي, كانت الحكومة ترسل الكثير من الخبز والجبن والبيرا لكي تحث المتطوعين على العمل بدون توقف.

في الرابع من سبتمبر كان الحريق قد وصل الى ذروته، وانتشر الى مناطق عدة في لندن، مما جعل الحكومة تبدأ في استخدام البارود لتفجير المنازل بسرعة لكي تصنع حواجز نارية من شأنها أن توقف الحريق. وعند قرابة الساعة الحادية عشر ليلاً، غيرت الرياح من مسارها وبدأت في الانخفاض تدريجياً.

في اليوم الرابع, معظم الحرائق تم اطفائها بنجاح عن طريق العمل الدؤوب لعمال الاطفاء ورجال البلدية والجنود والمتطوعين، وانخفاض شدة الرياح كان عاملاً مساعداً هو الآخر. ولكن الفرحة لا تدوم. ففي منتصف الليل، اشتعلت حرائق جديدة في مناطق ثلاثة اخرى، ولكنه تم القضاء عليها.

في اليوم الخامس، السادس من سبتمبر، استعل حريق آخر جديد في منطقة معزولة. ولكن تم اطفائه وانتهت سلسلة حريق لندن الكبير. خلف الحريق اضرار اقتصادية واجتماعية بالغة وقد شجع الملك تشارلز الثاني السكان على النزوح خارج المدينة، خوفاً من غضبهم واحتمالية خروجهم ثائرين عليه بسبب فقدانهم بيوتهم وممتلكاتهم.

في بداية الحريق، نشرت جريدة لندن خبرا صغيرا عن اندلاع الحريق، ولكن سرعان ما احترقت المطبعة مما سبب انقطاع الآخبار من لندن عن باقي المدن والقرى الانجليزية حتى يوم العاشر من سبتمبر أي بعد انتهاء الحريق. وهذا كان سبباً في انتشار الشائعات بين الناس، البعض اعتقد أن الحريق سببه غزو اجنبي. البعض من المدن بدأت في جمع تبرعات لمساعدة السكان والنازحين من الحرائق، ولكن البعض الآخر رفض المساعدة، ربما لاعتقادهم بأن لندن مدينة غنية وان هذه مشكلة اللندنيين ويجب أن يحلوها بأنفسهم.
ومعظم النار من مستصغر الشرر
على فكرة الخباز توماس لم يمت فى هذا الحريقة اما عمدة المدينة مش عارف



منقول للذكرى

[أبـو على]

ملاحظة
قد ترد بالموضوع اخطاء لغوية او املائية تركناها لسببين
لفطنة القارى ولعدم وجود خاصية التعديل والتصويب