تسأل قارئة: ما مرض وهن العضلات والمعروف باسم ضمور العضلات وما هى أنواعه وتصنيفاته؟
يجيب على السؤال الدكتور خالد المنباوى أستاذ طب الأطفال استشارى المخ والأعصاب للأطفال بالمركز القومى للبحوث، قائلا: مرض ضعف العضلات أو ضمور العضلات هو مرض يصيب ألياف العضلة مما يؤدى إلى عدم قدرة العضلة للقيام بوظيفتها لعدة أسباب مما ينتج عنه ضعف فى العضلة بشكل عام .
ومرض ضعف أو ضمور العضلات يعبر عن خلل فى العضلة نفسها بالرغم من كفاءة العصب أو الأعصاب المتصلة بها والتى تختلف عن المشاكل التى تنشأ عن خلل فى الأعصاب أو المراكز المخية العليا . وعليه فإن أمراض العضلات يمكن أن تصنف تبعا لطبيعتها إلى صنفين رئيسيين الأول عصبى عضلى (Neuromuscular ) ويشمل عدة أنواع، والثانى ما يعرف بالنوع العضلى الهيكلى الحركى ( Musculoskletal )، أما ما يعرف بالتهابات العضلات (Myositis ) فهى يمكن اعتبارها كخليط من النوعين السابقين.
ويمكن أن نقسم أنواع ضمور العضلات أو وهن العضلات إلى عدة مجموعات، منها ما يكون السبب متوارثا (فى أغلب الأنواع)، ومنها ما يكون مكتسبا ناتجا عن الإصابة بمرض آخر، ومن أشهرها تلك التى تحدث نتيجة لتناول مواد معينة أو عقاقير ، ومنها ما يحدث مع بعض الأمراض مثل سل الأطفال وإلتهابات الجلد كالتالى:
- المجموعة الأولى : وتشمل ضمور العضلات المعروف بالإنحلال العضلى الشاذ وهذه المجموعة تشمل العديد من الأنواع تصل الى حوالى سبعة أنواع ولكن أشهرها ما يعرف بالـــ Duchanne Myopathy وهو الشائع الكلام عنها وعن مضاعفاتها والتى تتميز بحدوث حالة تآكل لبعض أنسجة العضلات ثم عملية إعادة بناء قاصرة مما ينتج عنة ضعف متزايد فى الحدة وشديد للعضلات المصابة والذى قد يؤدى الى حالة من عدم القدرة على المشى وإستخدام مقعد متحرك ، والتى قد تصل خطورتها الى الذروة فى حال لا قدر الله اصابت عضلات التنفس بالقفص الصدرى او عضلة القلب .
- المحموعة الثانية : وتشمل ضعف العضلات الإلتهابى - Inflamatory ، والذى غالبآ ما يحدث نتيجة لمشاكل للجهاز المناعى للمصاب ينتج عنة مهاجمة مكونات العضلات التى تم مهاجمتها مما يؤدى للألتهابات بالعضلات المصابة وتتضمن على سبيل المثال الإلتهاب الجلدى العضلى وكذلك الإلتهابات التى قد تنشأ عن حالات شلل الأطفال ( مرض يصيب الأعصاب ) .
- المجموعة الثالثة : والتى تندرج تحت مسببات ميتابوليزمية أى أيضية – Metabolic ، والتى تنتج بسبب خلل وعيوب فى العمليات الكيميائية فى التمثيل الغذائى الخاص بالعضلات التى تصاب ، وتشمل ما لايقل عن ستة أنواع منها ما يحدث بسبب خلل فى عمليات التمثيل الكيميائى للجليكوجين وكذلك تلك المتعلقة بنقص فيتامين هاء وغيرها .
- المجموعة الرابعة : وتشمل هذة المجموعة ضعف او وهن العضلات نتيجة لمسببات دوائية وتشمل العديد من العقاقير - من أهمها عقار البنيسيللامين ، والكورتيزون وكذلك الكحول وغيرها .
- المجموعة الخامسة : وتشمل ضمور او ضعف العضلات الناتج عن مشاكل بالغدد الصماء - Endocrine ، ومن اهمها إضطرابات الغدة النخامية والدرقية وكذلك الغدة الجار درقية .
- المجموعة السادسة : وتشمل ضمور العضلات الناتجة عن خلل بالحبيبات الخيطية للخلية ( Mitochondrial ) وهى تندرج تحت الأنواع المتوارثة وتحدث نتيجة لقصور شديد فى معدلات الطاقة اللازمة للعضلات المصابة مما يؤدى الى وهنها وضعفها .
أما بالنسبة للأطباء فإن التقسيم الحديث لمرض ضمور العضلات فهو يكون من خلال التصنيف العالمى الحديث التى أقرتة منظمة الصحة العالمية والمعروف بالـــــ ICD – Codes والذى يعنى به التقسيم الإحصائى الدولى للأمراض والمشاكل الصحية والذى يشمل أكثر 14400 كود والتى تؤدى إلى العديد من التشخيصات الحديثة للأمراض والذى يصل حينها إلى أكثر من 16000 كود.
وهن العضلات هو ليس مرضٌ واحد أو معيّن وإنّما هو مجموعة من الأمراض، أو مرض واحد يصيب المنطقة التي تصل العصب الحركيّ مع العضلات اللاإراديّة، وهو ينتج بسبب اضطرابات في الجهاز المناعي الذاتي، وقد تنتج الآلام الشديدة جراء الوهن العضلي أو قد تسير أمور الحياة بشكلٍ طبيعي للمصاب بمصاحبة الأدوية، والنساء فوق سن العشرين هنّ أكثر عرضةً للإصابة بالمرض من الرجال، كما أنّ هذا المرض لا يعدّ من الأمراض المعدية. ويمكن أن تحدث عدّة مضاعفات لمرض وهن العضلات منها:
نوبات الوهن التي تُفقِد العضلات اللاإرادية القدرة على العمل، ومنها عضلات التنفّس، وحدوث ضعف دائم في العضلات، وتأثُّر جهاز المناعة بسبب الأدوية التي يتمّ تناولها للتخفيف من أعراض المرض. أعراض الإصابة بوهن العضلات عدم قدرة العضلات اللاإرادية على العمل وإصابتها بالضعف.
الشعور بصعوبة في البلع. عدم وضوع في الرؤية. تهدّل الجفون. انخفاض حدّة الصوت وضعفه. التعب الشديد والإرهاق. الغثيان والدوخة. الاستفراغ. الشعور بآلام في البطن. علاج وهن العضلات لم يتمّ التوصّل إلى علاجٍ شافٍ تماماً من مرض الوهن العضلي، وإنّما ما يتمّ من علاجات ما هو إلّا مساعدة للعضلات للقدرة على إتمام عملها وتنشيطها، لذلك يجب الاستمرار على الأدوية لمنع حدوث أيّة مضاعفات للمرض.
تناول أدوية البروستيجمين التي تعمل على تحسين انقباض العضلات. تناول الأدوية التي تحتوي على مادة الكورتيزون. تناول الأدوية المثبطة للمناعة.
اللجوء إلى العمليات الجراحية مثل: استئصال الغّدة التيموسية، ولكن لا يستفيد من هذه العمليّة جميع المصابين بنفس الدرجة، وإزالة غدة التوتة فقد لوحظ حدوث التحسن الكبير عند ازالة هذه الغدة من المصابين.
التركيز على تناول العسل وحبّة البركة والتمر باستمرار؛ فقد أثبتت الدراسات أنّها مفيدة للتخفيف من أعراض المرض. التركيز على تناول الغذاء الصحي الغنيّ بالخضروات والفواكه الطازجة الّتي تحتوي على مواد مضادّة للأكسدة ممارسة التمارين الرياضية بشكل مستمر.
الراحة التامة: فأعراض المرض تكون أكثر ظهوراً في حالة التعب بعد بذل مجهود، وتقلّ بعد ساعاتٍ من الراحة. اللجوء إلى طرق العلاج البديل مثل:
التدليك المستمر للعضلات.
استخدام الحجامة بأنواعها، سواء الحجامة العادية التي تفيد في زيادة القدرة على السيطرة على العضلات، أو يتمّ دهن زيت الكافور أو زيت الزيتون، ثمّ تطبيق الحجامة فوق الزيت، أو الحجامة التي تعمل على إرسال إشاراتٍ عصبيّة من العضلات إلى الدماغ لإرسال رسائل إلى مراكز الحركة في المخ. العلاج باستخدام الماء الحار، سواء عن طريق كمّادات دافئة توضع على العضلات أو عن طريق الحمم الكبريتيّة.