كان التتويج بلقب بطولة فرنسا المفتوحة للتنس (رولان جاروس) بمثابة خطوة جديدة في طريق النجم نوفاك ديوكوفيتش ليصبح الأكثر نجاحا على الإطلاق في عالم التنس.
وباتت الفرصة متاحة أمام الصربي لتحقيق المزيد من المجد في بطولات "جراند سلام" وكثير من الأرقام القياسية، عبر بطولة ويمبلدون التي تنطلق في أواخر يونيو/ حزيران الجاري.
ولا شك في أن سقف طموح ديوكوفيتش، المصنف الأول على العالم، قد ارتفع بشدة بعدما أطاح بالنجم الإسباني رافاييل نادال "ملك الملاعب الرملية" من نصف نهائي رولان جاروس، ثم توج باللقب، الأحد، على حساب اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس.
وفي حالة تتويج ديوكوفيتش بلقب بطولة ويمبلدون التي تنطلق بعد أسبوعين، للمرة السادسة في مسيرته، سيعادل رقم نادال والنجم السويسري روجر فيدرر، ولكل منهما 20 لقبا في بطولات "جراند سلام" الأربع الكبرى.
ويمكنه الانفراد بالصدارة في حالة التتويج بلقب بطولة أمريكا المفتوحة (فلاشينج ميدوز).
وفي هذه الحالة، سيحقق ديوكوفيتش رقما قياسيا كما سيصبح ثالث لاعب يتوج بجميع بطولات جراند سلام خلال عام واحد، بعد الأمريكي دونالد بادج (1938) والأسترالي رود لافر (عامي 1962 و1969).
جولدن سلام
كذلك يمكن لديوكوفيتش "34 عاما" تعزيز قائمة إنجازاته عبر منافسات التنس في أولمبياد طوكيو، وإذا توج بها إلى جانب ألقاب بطولات جراند سلام يكون قد حقق ما يعرف باسم "جولدن سلام".
وسبق فقط للألمانية شتيفي جراف التتويج بجميع ألقاب جراند سلام ولقب التنس في الأولمبياد، وذلك في عام 1988.
وقال ديوكوفيتش: "لقد وضعت نفسي في مركز جيد للمنافسة على جولدن سلام. كل شيء وارد".
وأضاف: "لقد حققت بعض الأشياء التي كان الكثير من الناس يظنون أنه من المستحيل بالنسبة لي أن أحققها".
وتغلب ديوكوفيتش على نادال الذي توج بلقب رولان جاروس 13 مرة ثم تغلب على اليوناني تيتيباس الذي تقدم بمجموعتين في المباراة النهائية قبل أن يحسمها ديوكوفيتش عبر مجموعة خامسة، وقد استغرقت المباراتان نحو 8 ساعات وذلك خلال 48 ساعة.
وقال ماريان فيدا، أحد مدربي ديوكوفيتش، في تصريحات لموقع الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين: "كلما كان نوفاك بصحة جيدة، وهو كذلك الآن، يقدم أداء رائعا".
وتابع: "أعتقد أن لديه القدرة على إحراز ألقاب جراند سلام هذا العام. هذا محتمل بقوة، فهو يعشق اللعب في ويمبلدون وأمريكا المفتوحة".
الأفضل في التاريخ؟
وذكرت صحيفة "بوليتيكا" في صربيا أمس الإثنين: "لا أحد مثل نوفاك ديوكوفيتش".
بينما ذكرت صحيفة كورير: "لا يمكن قهره. بعد الفوز في باريس، نوفاك في طريقه إلى أن يصبح أفضل لاعب في تاريخ التنس".
وحتى تيتيباس، الذي كان قد أعلن أن جدته فارقت الحياة قبيل بدء المباراة النهائية أمام ديوكوفيتش، فقد صرح قائلا: "أتمنى تحقيق نصف ما حققه".
لكن التتويج في ويمبلدون وطوكيو ونيويورك خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، يبدو صعبا للغاية، خاصة أن ذلك يتطلب 20 انتصارا، منها 7 انتصارات في كل من بطولتي جراند سلام و6 انتصارات في الأولمبياد.
وعاش ديوكوفيتش أجواء مشابهة في 2016، عندما توج بلقبي أستراليا المفتوحة وفرنسا المفتوحة، لكنه خرج مبكرا في ويمبلدون.
ومع ذلك، ربما تغير عزيمة ديوكوفيتش المعادلة هذه المرة، لا سيما أنه طامح بشدة في الانفراد بالرقم القياسي لعدد ألقاب جراند سلام، فضلا عن تطور مستواه في الأعوام الخمسة الماضية.
وقال ماريان فيدا: "هو يرغب في تحسين كل النواحي في الأداء. وهذا مذهل. أنا حقا معجب بذلك، وبرغبته في التحسن باستمرار".