[جلال العسيلى]

علاقة بين السدة الرئوية وهشاشة العظام والشريان التاجي

ناقش المؤتمر السنوي الـ‏14‏ لجمعية الإسكندرية للصدر‏,‏ والذي عقد تحت عنوان الجديد والتحديات في تشخيص وعلاج الأمراض الصدرية مشكلات الجلطات الرئوية والجلطات الدهنية وعلاقتها بكسور العظام

والتي تشكل خطورة كبيرة, والطرق الحديثة لعلاج أمراض الدورة الدموية الرئوية وارتفاع ضغط الدم والشريان الرئوي بالعقاقير الحديثة, كما ناقش المؤتمر علاج السدة الرئوية وعلاقتها بالأمراض الأخري, والاتجاهات الحديثة في علاج الحساسية الصدرية والأنفية, والعلاج الحراري للشعب الهوائية بالمنظار لتقليل الاستجابة للمؤثرات الخارجية المسببة للأزمات الربوية, وتشخيص أمراض الغشاء البلوري وأورامه بمناظير الصدر.
وعن علاج الجلطات الدهنية وعلاقتها بكسور العظام المختلفة, أوضح الدكتور صلاح سرور أستاذ الأمراض الصدرية بطب الإسكندرية ورئيس المؤتمر, أنها تشكل خطورة من حيث ندرتها وصعوبة تشخيصها, حيث تتحرك حبيبات دهنية من مكان الكسور وتصل الي الرئتين, وتتحول الي أحماض دهنية تهاجم أنسجة الرئتين وتؤدي الي فشل تنفسي شديد, وقد تصل الحبيبات الدهنية إلي المخ والأعصاب وتؤدي إلي مشاكل تسبب فقدان الوعي والتركيز, وأحيانا تصيب الجلد وتؤدي إلي ظهور بقع حمراء تتحول سريعا إلي اللون الأسود.
كما أشار الدكتور سرور لأنواع الجلطات الرئوية غير الدموية وغير الوريدية بعد التعامل الجراحي للكسور وتسرب الهواء للرئتين وحدوث ضيق بالتنفس وحرارة وحدوث فشل تنفسي حاد, موضحا أن العلاج بوضع المريض علي أجهزة التنفس الصناعي, وإعطاء مشتقات الكورتيزون وضبط معدلات الأكسجين بالدم والغسيل الشعبي.
وفيما يتعلق بأحد الأمراض الصدرية المناعية وهو الساركويدوزس, تحدث الدكتور بامبن لاهاري أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة فلوريدا بأمريكا, موضحا أنه يحدث نتيجة خلل مناعي ويصيب أعضاء عديدة بالجسم, ويسبب خللا في شرايين العين وأكياس بالعظام, ويصيب الصدر في ثلاثة أشكال, منها التضخم الحميد بالغدد الليمفاوية, والتليف الرئوي المسبب لنهجان ونقص شديد بالأكسجين وزرقة الأطراف, مؤكدا أهمية التشخيص والتفرقة بين المرض والأورام الخبيثة في الغدد الليمفاوية بالوسائل التشخيصية الحديثة, وعرض لبروتوكول فصل مرضي الفشل التنفسي من أجهزة التنفس الصناعي وفق القياسات المختلفة, ومنها كفاءة التنفس, ونسب الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بالدم, والضغوط بالجهاز.
وكشف الدكتور يحيي خليل أستاذ الأمراض الصدرية بطب الإسكندرية وسكرتير عام المؤتمر عن العلاقة بين مرض السدة الرئوية والأمراض الأخري التي تصيب أجزاء الجسم المختلفة, ومنها ضعف العضلات وضمورها, ويمثل ذلك عرضا أساسيا للمرض, وقد يمتد المرض ليتسبب في هشاشة العظام, حيث أظهرت الدراسات وجود علاقة قوية بين المرض وهشاشة العظام, خاصة بالمرضي الذين يتعاطون جرعات من الكورتيزون تتعدي10 ملليجرامات يوميا, وينتج عن المرض كسور بفقرات عظام الظهر, حيث طالبت الدراسات بضرورة المتابعة الدورية للمرضي لاستبعاد هشاشة العظام, كما تؤثر السدة الرئوية في ارتفاع معدلات حدوث قصور الشريان التاجي, والتي ترجع لارتفاع سن المريض والتدخين, وأيضا لارتفاع مستويات دلالات الالتهابات التي تمهد لحدوث القصور, وينصح المرضي بمتابعة مؤشرات الذبحة الصدرية والشريان التاجي وعمل فحوصات رسم القلب والموجات فوق الصوتية لعضلة القلب. وتحدث الدكتور مجدي أبو ريان أستاذ الأمراض الصدرية بطب الإسكندرية عن الاتجاهات الحديثة في علاج الحساسية الصدرية والأنفية, باستخدام مضاد جلوبين المناعةE بالحقن, لكبح جماح الوسيط الرئيسي لتفاعلات الحساسية بالجسم, وذلك في الحالات التي تعجز بخاخات الكورتيزون وموسعات الشعب في علاجها, واستعمال العلاج الحراري للشعب الهوائية بالمنظار في حالات الربو الشعبي, والتي تؤدي الي تحلل العضلة القابضة للشعب الهوائية, وتقليل استجابتها للمؤثرات الخارجية المسببة لأزمات الربوية.
وأوضح ان طرق العلاج باستنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون بجرعات مقننة وبجهاز بسيط, في علاج حساسية الأنف, يظهر تأثيرها خلال10 دقائق وتؤدي لانتهاء عوارض الحساسية, وكذلك الطرق الحديثة باستخدام ذبذبات التيار الكهربي البسيط علي العصب الحائر بالرقبة في علاج الأزمات الربوية, وتؤدي لانبساط عضلات الشعب الهوائية, مشيرا للتوصيات الدولية بضرورة الرجوع الي الطبيعة, حيث اثبت الاستراليون أن انتقال مرضي الربو الي المصحات الجبلية بعيدا عن الملوثات, تسبب في زوال الحساسية الأنفية والربوية دون استخدام العقاقير.
كما تناولت مناقشات المؤتمر, بحضور أطباء من مصر والخارج, دور مناظير الصدر في علاج أمراض الغشاء البلوري كالارتشاح, وأورام الغشاء البلوري والحقن الموضعي بالعلاج الكيماوي الموضعي للأورام الغشاء, ودور قسم الأمراض الصدرية بطب الإسكندرية في علاج أكثر من600 حالة خلال الـ5 أعوام الماضية.

[جلال العسيلى]

اللهم اشفى امراضنا وامراض المسلمين