مصراوى سات
جميع ما يطرح بالمنتدى لا يعبر عن رأي الاداره وانما يعبر عن رأي صاحبه فقط - مشاهدة القنوات الفضائية المشفرة بدون كارت مخالف للقانون و المنتدى للغرض التعليمى فقط
العودة   مصراوى سات > المنتديات العامة > شخصيات لا تنسى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2012/07/08, 03:38 AM
داليا الاميرة داليا الاميرة غير متواجد حالياً
موقوف لمخالفة قوانين المنتدى
رابطة مشجعى نادى ريال المدريد
رابطة مشجعى نادى ريال المدريد
تاريخ التسجيل : 2011 Dec
المشاركات : 2,261
الدولة : اسيوط .مصر
افتراضي تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين

قرأت فى موقع مشهور سلسلة رائعة عن امهات المؤمنين وحبيت اشارككم معايا فى القراءة علشان كلنا نستفيد ان شاء الله ونعرف اكتر عنهم
وانا هنزلها ان شاء الله على حلقات وفى كل حلقة هنتعرف على ام من امهات المؤمنين رضى الله عنهن

يلا نبتدى بسم الله الرحمن الرحيم

السيدة خديجة.. امرأة خرقت التقاليد لتفوز بمحمد صلى الله عليه وسلم



العلامة الجليل/ دكتور محمد راتب النابلسي



تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين

موعدنا في هذه السلسلة الطيبة مع أمهات المؤمنين، زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم..

نتعرف عليهنّ، نصل أرواحنا بهنّ..

ونعرف كيف ولماذا تزوجهن النبي، وما الحكمة من كل زيجة..

وأثناء مرورنا على ديار أمهاتنا، نتعلم كيف تكون الزوجة الصالحة مع زوجها، وكيف يقتدي الزوج الصالح برسول الله..

"إنها دراسة لسيرة أهل البيت، نحرج منها بودّنا لهم وتعلّمنا منهم.. ولهذا ستجدنا مع كل سيرة عطرة نستلهم العبرة ونستلهم العظة..
فهيا بنا معا نجلس تحت ظلال أطهر نساء الأرض.. أمهات المؤمنين. "

تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين

نبدأ رحلتنا في رحاب أمهات المؤمنين بسيدة هي أحب النساء إلى قلب النبي، أولى زوجاته، السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، وقبل أن نشرع في الحديث عنها نسبا وكيف تزوّجها النبي ربما من الأولى أن نورد بعضا تذكره كتب السيرة عن مكانتها من رسول الله: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ، قَالَتْ السيدة عائشة "فَغِرْتُ يَوْماً فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا، حَمْرَاءَ الشِّدْقِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْراً مِنْهَا، قَالَ مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْراً مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاء".

وكان صلى الله عليه وسلم يكرم صواحب خديجة بعد موتها، ولم يشهد التاريخ الإنساني رجلاً أشد وفاءً لزوجته من رسول الله، وقد صرَّح بحبه لها للسيدة عائشة رضي الله عنها، وقال لها: "إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا".

وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع من المشركين شيئاً يكرهه من ردٍ عليه وتكذيبٍ له؛ إلا فرَّج الله عنه بزوجته السيدة خديجة، أي أنها كانت تواسيه؛ تثبته، وتصدقه، وتخفِّف عنه، وتهوِّن عليه ما يلقى من قولٍ وأذى.

يقول الإمام الذهبي: "السيدة خديجة هي ممن كمل من النساء، كانت عاقلةً، جليلةً، ديِّنةً، مصونةً، كريمة.

ومن فضلها هذه الرواية: "أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ"


تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين



فمن السيدة خديجة وكيف تزوجها النبي؟
هي خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي من الذؤابة من قريشٍ نسباً، وبيتاً، وحسباً، وشرفاً، يلتقي نسبها بنسب النبي صلى الله عليه وسلَّم في الجد الخامس، وهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي، أي أن أقرب امرأةٍ إلى النبي السيدة خديجة.

كم كان عمرها حينما تزوجها؟ كانت في الأربعين وكان هو في الخامسة والعشرين.. امرأة في سن أمه، وعاش معها ربع قرن، وكانت أحب الزوجات إليه وأكرمهم عليه، إذن الأسباب ليست جمالية، الأسباب خُلُق، عقل، طُهر، عفاف، وفاء.

قُدَّر لخديجة أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله، لكنها لم تطلَّق مرتين، بل مات عنها زوجاها، وعاش معها النبي خمساً وعشرين سنة، بدأ معها في الخامسة والعشرين، وصار في الخمسين، وهي في الخامسة والستين.. أطول فترة أمضاها النبي مع إحدى زوجاته كانت مع السيدة خديجة الطاهرة.

انصرفت إلى تثمير مالها، ولكونها أنثى ما كانت رضي الله عنها تخرج بمالها مسافرةً؛ لشرفها، وكمالها، وعقلها ما كانت تخرج لتجارةٍ مسافرةً، فماذا كانت تفعل؟ كانت تدفع مالها مُضاربةً للرجال؛ منها المال، ومن الرجال الجهد، وأول شركة مضاربة قامت في الجزيرة قبيل الإسلام كانت بين السيدة خديجة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين

سمعت السيدة خديجة رضي الله عنها بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلَّم؛ من الصدق والأمانة، وهي امرأةٌ تاجرةٌ تحتاج إلى الرجل الصادق الأمين لتأتمنه على مالها.

خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع غلام خديجة رضي الله عنها ميسرَة، وقالت السيدة خديجة لميسرة: "لا تعصِ له أمراً ولا تخالف له رأياً". وحينما سار ميسرة مع النبي وتتبع تصرفاته، وأخلاقه، ومواقفه، وسَمْتَهُ، واتصاله بالله عز وجل، أعجب به أيما إعجاب، أعجب من حسن معاملته، أعجب من صدق حديثه، ودُهِشَ بما رأى من خوارق عجيبة.

ولحكمةٍ أرادها الله، وبتوفيقٍ من الله عز وجل، يسَّر الله للنبي هذه التجارة، وربحها ربحاً وفيراً، وعاد ميسرة إلى السيدة خديجة رضي الله عنها، فحدّثها بما رأى.

وبالطبع السيدة خديجة رأت من أمانته، ومن كرمه، ومن صدقه، ومن عفَّته، ومن استقامته، ومن خوراق العادات الشيء الكثير، فكان قلبها متعلِّقاً بالنبي، وقد امتلأ حباً له، وإعجاباً به عليه الصلاة والسلام، وكيف لا تحبه وهو أكمل الناس خَلقاً وخُلقاً؟

وقد قيل إن النبي في حرّ الهاجرة كانت تظلّله غمامة، وتذكر بعض الروايات أن السيدة خديجة رأت الغمامة بنفسها وهي تظلل النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذهبت لى ابن عمٍ لها، يُدعى ورقة بن نوفل وكان قد تنصَّر، وقرأ كُتب أهل الكتاب، فذكرت له ما رأت من شأن النبي، فقال لها: "لئن كان هذا حقاً يا خديجة فإن محمداً لنبيّ هذه الأمة، وعرفت أنه كائنٌ لهذه الأمة نبيٌ يُنتظر وهذا زمانه"، أي أن ورقة بن نوفل أبلغ السيدة خديجة ابنة عمه أن لهذا الإنسان -كما تذكرين- شأنا كبيرا، ولعله نبي هذه الأمة.

هو أكمل الناس خَلقاً وخُلقاً، وأنضر الشباب وجهاً، وأكملهم رجولةً، ولكن أين السبيل إليه؟ وما هي الوسيلة التي تقرِّبها منه؟ كيف تجعله يفكر في الزواج منها ويتقدّم لخطبتها؟ وقد جرت أعراف الناس وتقاليدهم أن تكون المرأة هي المَخطوبة لا الخاطبة، المطلوبة لا الطالبة، الآن الآية معكوسة؛ هي تبحث عن طريقٍ تصل إليه، الشيء الذي أدهشها أنها ما لاحظت من النبي صلى الله عليه وسلم أنه يفكِّر في الزواج، ولم ترَ منه عليه الصلاة والسلام أي التفات إلى النساء، ولم ترَ بصره يرتفع إلى وجهها، وهذا شأن العفيف.

تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين


واتفقت الروايات على أن السيدة خديجة هي التي خطبت النبي صلى الله عليه وسلَّم لتتشرف بالزواج منه، وأنها هي التي مهَّدت بإجراءات الخطبة، وتجاوزت بهذا كل الأعراف والتقاليد التي تجعل الرجل هو الخاطب، الذي يتقدَّم لخطبة امرأة، ولها كل العُذر في ذلك، فمثل النبي تخطبه النساء، وما من امرأةٍ إلا تتمناه لنفسها زوجاً، وتبذل كل ما تستطيع لتصبح زوجةً له.

فذكرت بعض الروايات عن هالة أخت السيدة خديجة أنها تحدَّثت مع عمار بن ياسر، ويبدو أن عمَّاراً الذي قال: مررت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بأخت خديجة فنادتني، فانصرفت إليها ووقف لي رسول الله، فقالت: أما لصاحبك هذا من حاجةٍ في تزوِّج خديجة؟ فقال عمار: فأخبرته، فقال عليه الصلاة والسلام: بلى.

ثم تحدث النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب في موضوع الخطبة، وزواجه بالسيدة خديجة، وأخبره بما حدث معه، فوافق عمه على أن يتقدَّم لخطبتها، وذهب عمه مع عشرةٍ من وجوه بني هاشم إلى عمها عمرو بن أسد، فخطبها منه، فزوجه، وقال: "هذا الفحل لا يُجْدَعُ أنفه"، أي لا يردّ طلبه.

سكن النبي صلى الله عليه وسلَّم مع زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها في بيتها، فكانا أسعد زوجين، وأكرم عروسين، ونالت رضا الله عنها بشرفٍ كرَّمها الله به، فكانت أم المؤمنين الأولى.

تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين


ماذا فعلت هذه السيدة؟
قدَّمت بيتها ومالها ونفسها للنبي، كم تتصوَّر أجرها؟ هيَّأت له الجو، هو يدعو إلى الله في زمنٍ عصيب، هيأت له البيت، هيأت له المال، هيأت له نفسها، هيأت له سكناً، كانت مِعْواناً له، كانت مسليةً له، مصبِّرةً، لا يعلم إلا الله الأجر الذي نالته بهذا العمل.

كانت رضي الله عنها تتولى خدمة النبي بنفسها، ولا تكلِّف أحداً غيرها بذلك، معنى هذا أنها تعرف مقامه.

تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين


وفي إرهاصات الوحي وقبل البعثة قال لها النبي صلى الله عليه وسلم "إِنِّي أَرَى ضَوْءاً وَأَسْمَعُ صَوْتاً وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي جَنَنٌ، قَالَتْ: لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ يَكُ صَادِقاً فَإِنَّ هَذَا نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى فَإِنْ بُعِثَ وَأَنَا حَيُّ فَسَأُعَزِّزُهُ وَأَنْصُرُهُ وَأُومِنُ بِهِ".

قالت: "إن الله لا يفعل ذلك بك، إنك تصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتصل الرحم "."والله لا يخزيك الله أبداً".

السيدة خديجة هل جاءها وحيٌ؟ لا، هل كان الحق معروفاً قبل بعثة النبي؟ لا، لكن كيف عرفت أن هذا الذي يصدق الحديث، ويؤدي الأمانة، ويقري الضيف، ويحمل الكل، أن هذا الإنسان لا بد أن يكرمه الله، ومستحيلٌ أن يفعل الله به شراً، ما هذا؟ من أين جاءت بهذه الحقيقة؟ من الذي علمها إيَّاها؟ أين سمعت هذه الحقيقة؟ من الذي أخبرها بها؟

إنها الفطرة وسكن الزوج الصالح لزوجها الصالحة؛ الفطرة السليمة لأن من كانت فطرته كذلك ما كان الله تعالى ليتخلى عنه.

واستمرَّت مرحلة الرؤيا الصادقة ستة أشهر، وقد حبب الله تعالى إليه في أثناء هذه المرحلة الخلوة بنفسه والعزلة عن الناس، واحتملت السيدة خديجة رضي الله عنها بُعد النبي عنها.. كان يسعدها ما يسعد النبي، يسرّها ما يسُرّ النبي، فإذا كان عليه الصلاة والسلام يسعد بالخلوة بربه فكانت ترضى بذلك، هي قدوةٌ لكل امرأة مؤمنة.

نتوقف هنا لنكمل رحلتنا إن شاء الله في حلقتنا القادمة لنتعرف على السيدة خديجة التي تحمّلت مع النبي عبء الرسالة...


يتبع ان شاء الله.....
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2012/07/08, 03:39 AM
داليا الاميرة داليا الاميرة غير متواجد حالياً
موقوف لمخالفة قوانين المنتدى
رابطة مشجعى نادى ريال المدريد
رابطة مشجعى نادى ريال المدريد
تاريخ التسجيل : 2011 Dec
المشاركات : 2,261
الدولة : اسيوط .مصر
افتراضي

السيدة خديجة.. تحمّلت مع النبي عبء الرسالة وظل وفيا لها للنهاية


العلامة الجليل/ دكتور محمد راتب النابلسي



تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين



موعدنا في هذه السلسلة الطيبة مع أمهات المؤمنين، زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم..

نتعرف عليهنّ، نصل أرواحنا بهنّ..

ونعرف كيف ولماذا تزوجهن النبي، وما الحكمة من كل زيجة..

وأثناء مرورنا على ديار أمهاتنا، نتعلم كيف تكون الزوجة الصالحة مع زوجها، وكيف يقتدي الزوج الصالح برسول الله..



إنها دراسة لسيرة أهل البيت، نخرج منها بودّنا لهم وتعلّمنا منهم.. ولهذا ستجدنا مع كل سيرة عطرة نستلهم العبرة ونستلهم العظة..
فهيا بنا معا نجلس تحت ظلال أطهر نساء الأرض.. أمهات المؤمنين.

تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين

استمرّ عليه الصلاة والسلام يرى الضوء ويسمع الصوت، حتى جاءه مرةً جبريل وعرَّفه بنفسه دون أن يراه -هذه مرحلة رابعة- وقال له: "يا محمد أنا جبريل"، صوت بلا صورة، يا محمد أن جبريل"، وعاد صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة وقال لها: "والله خشيت أن يكون هذا أمراً"، قالت له رضي الله عنها لكي تثبته وتزيل قلقه واضطرابه: "معاذ الله ما كان الله ليفعل ذلك بك، إنك لتُؤدّي الأمانة، وتصل الرحم، وتَصدق الحديث، ما كان الله ليفعل بك ذلك".

وفي ليلة من الليالي أسمعه جبريل صوته مُسَلِّمَاً، قال: "السلام عليكم"، وعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة مسرعاً، قالت: "ما شأنك؟"، فأخبرها، فقالت: "أبشر فإن السلام خير".

لعل هذا كان بعيداً عن معلوماتكم، لم يأتِ الوحي فجأةً لأن النبي بشر قد لا يحتمل.

قالت عائشة رضي الله عنها في حديث بدء الوحي:
"حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، قَالَ: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ، فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَقَالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ".
تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين

كان عليه الصلاة والسلام يرتجف من هول ما حدث، عاد إليها وهو يقول: "زَمِّلُونِي.. زمِّلُوني".

أحاطته برعايتها وعطفها وحنانها، ولم تبادر إلى سؤاله عمَّا حدث، وهذا من ذوقها الرفيع؛ بل انتظرت حتى هدأت نفسه الشريفة، وذهب عنه ما كان يجد من اضطراب، عندئذٍ سألته، فقصَّ عليها ما رأى وأخبرها بما سمع، وقال لها: "لقد خشيت على نفسي"، فقالت له رضي الله عنها بكل ما أوتيت من ثقةٍ وحزمٍ: "كلا والله ما يخزيك الله أبداً"، وفي رواية للبخاري: "كَلاَّ أَبْشِرْ".. هذا هو الدعم الداخلي، هذا هو التثبيت، هذا هو العقل.

لذلك قالوا: إن السيدة خديجة هي أول إنسانٍ؛ وكلمة إنسان تشمل الذكور والإناث.

ثم بعدها يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتاً مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي؛ فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زمِّلُوني، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}.

تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين

ثم قال ابن هشام: "جاء رسول الله صلى الله عليه وسلَّم خديجة فتوضَّأ ليريها كيف الطهور للصلاة، كما أراه جبريل، فتوضَّأت كما توضَّأ لها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ثم صلّى بها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كما صلَّى به جبريل، فصلَّت بصلاته، وهكذا أصبحت خديجة بنت خويلد القُرشيَّة، الزوجة الأولى للنبي عليه الصلاة والسلام، وتبوَّأت مقام أم المؤمنين".

وقفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تَشُدُّ أزره، وتواسيه، وتقوّيه، وتأسو جراح نفسه، وما أكثر ما لقي عليه الصلاة والسلام من عناد المشركين ومن أذاهم، وصبرت وهي بجانبه وصابرت، وساعدته بكل ما تستطيع، بذلت نفسها ومالها في سبيل تبليغ الدعوة إلى الناس.

كانت رضي الله عنها أول من سار على هذا الطريق، متحديةً كل ما فيه من عقباتٍ وصعاب، سارت إلى جانب النبي، وتعرَّضت لكل ما تعرَّض له عليه الصلاة والسلام من أذى.

تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين

وأول أذى أُوذيت به السيدة خديجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوَّج السيدة رقية من عتبة بن أبي لهب -قبل البعثة- وزوج السيدة أم كلثوم من عُتيبة بن أبي لهب، ولما أراد المشركون أن يُؤذوا رسول الله طلبوا من عتبة وعتيبة أن يُطلّقا ابنتيهما (ابنتي رسول الله وخديجة) فطلقاهما.

أما الشيء الدقيق جداً موضوع المقاطعة؛ محنة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في سنوات المقاطعة الظالمة الثلاث أقسى المِحَن، ذلك أن قريشاً لمّا رأت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا إلى الحبشة، قد نزلوا بلداً أصابوا فيه أمناً وقراراً، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم، وأن عمر بن الخطاب قد أسلم، وكان رجلاً ذا شكيمةٍ لا يرام ما وراء ظهره امتنع به أصحاب رسول الله، وبحمزة عم النبي، وبدأ الإسلام يفشو بين القبائل، هذه خطيرة جداً، أنْ تتسع دوائر الإسلام، يزداد أتباعه، تزداد شكيمته، يدخل فيه رجال أقوياء؛ سيدنا حمزة من كبار شخصيات قريش أسلم، سيدنا عمر من كبار الشخصيات أسلم، فالأمر يتفاقم.

أجمع أهل قريش وأهل مكة واتفق رأيهم على قتل رسول الله، وقالوا: قد أفسد علينا أبناءنا ونساءنا، فقالوا لقومه: خذوا منا ديةً مضاعفة، وليقتله رجلٌ من غير قريش، ويريحنا، وتريحون أنفسكم.

فاوضوا قومه بني هاشم، نحن عندنا تقاليد إذا قتل إنسان إنساناً فعليه دية، إذن نعطيكم دية مضاعفة، ونسمح لإنسان بقتله من غير قريش، وتأخذون الدية، وينتهي الأمر، هذه المفاوضة مع بني هاشم قوم النبي.

رفض قوم بني هاشم هذا العرض، وانضم إليهم بنو عبد المطلب بن عبد مناف، فلما عرفت قريش أن رسول الله قد منعه قومه، منعة عصبيةً، هم لم يؤمنوا به، وكذلك بنو عبد المطلب، ولكن منعوه عصبيةً، فلما رأت أتباع النبي يزدادون، والإسلام تتسع دوائره، وشخصياتٌ راقيةٌ جداً دخلت في الإسلام، أرادوا قتل النبي.

تعالوا نتعرف على امهات المؤمنين

أجمعت قريش على مقاطعة بني هاشم وبني عبد المطلب.. وكتبوا كتاباً تعاقدوا فيه ألا ينكحوهم، ولا ينكحوا إليهم -لا يزوجوهم، ولا يتزوجوا منهم- ولا يبيعوهم شيئاً، ولا يبتاعوا منهم، ولا يقبلوا منهم صُلحاً، ولا تأخذهم به رأفةٌ، حتى يسلموا رسول الله للقتل فهي مقاطعة إلى أن تأتوا برسول الله نقتله، وإلا لا نبيعكم، ولا نشتري منكم، ولا نزوِّجكم، ولا نتزوج منكم، وعلقوا صحيفة المقاطعة في جوف الكعبة، توكيداً على أنفسهم، وقطعوا عن بني هاشم وبني عبد المطلب الأسواق، ولم يتركوا طعاماً، ولا إداماً، ولا بيعاً إلا بادروا إليه واشتروه واحتكروه.

عملية تجويع، عملية إذلال، عملية تحطيم، وانحاز أبو طالب إلى شعبٍ له في مكة، وانحاز معه بنو هاشم وبنو عبد المطلب، إلا أخاه أبو لهب، وكان أبو طالب طول مدتهم في الشِعب يأمر النبي ألا ينام في فراشه خوفاً عليه، ويأمر أحد أبنائه أن ينام على فراش رسول الله.

استمرت المقاطعة ثلاث سنوات، عانى فيها المسلمون قلة المؤن والطعام، كان عليه الصلاة والسلام عندما يقوم من الليل إلى الصلاة يسمع بكاء الأطفال من شدة الجوع.

بذلت رضي الله عنها مالها لتؤمِّن ما تستطيع من طعام المسلمين، واستعانت لهذا الأمر بابن أخيها حكيم بن حزام رضي الله عنه، وكان حينئذٍ لا يزال على شركه، لم يسلم بعد.

كان يشتري الطعام، ويرسله إلى عمته السيدة خديجة ليلاً.

وسلَّط الله سبحانه وتعالى الأَرَضة على الصحيفة الظالمة، فأكلت ما في الصحيفة من عهدٍ وميثاق وأخبر أبو طالب وجوه المشركين، وطالبهم بإحضار الصحيفة، فلما أحضروها ونظروا فيها وجدوها كما أخبر النبي الكريم، وقد ساعد على نجاح هذه المساعي لإخراج المسلمين من هذه الحلقة القاسية.

في هذا العام توفي أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان أكبر مدافع عنه من الخارج، وتوفيت السيدة خديجة أكبر داعم له من الداخل، فانهار الدعم الداخلي، وانهار الدعم الخارجي، وما يلفت النظر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم تشغله الأعمال الجليلة الكبيرة التي تملأ حياته عن تذكر زوجته السيدة خديجة؛ تزوج بعد وفاتها أمهات المؤمنين، واجتمع عنده في وقت واحد تسع منهن، وكن رَضِي اللَّه عَنْهن مع كل ذلك تسع نسوة يتنافسن على خدمته، ومحبته، وتوفير راحته، ومع ذلك لم ينسَ السيدة خديجة، هذا الوفاء، هذا الوفاء الزوجي، ما من زوج على وجه الأرض أكثر وفاء لزوجته الأولى من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعالوا نتعرف على طريقة التعريف اليدوى لكافة كروت الستالايت مع ابوزياد وبس ABOZIAD@AHMAD تعريفات كروت الستالايت 28 2025/05/24 03:11 AM
ميزة جميلة جدا فى سوفت دانسات 93 تعالوا نتعرف عليها حماده سنجاب ريسيفرات المعالج جى اكس ( GX 6605/6605s HD ) 5 2021/03/09 07:13 PM
تحية لكل امهات مصراوى سات فى عيد الام ابوفرحة الترحيب و المناسبات 4 2014/03/25 09:24 AM
كل سنه وكل امهات مصر بخير وصحه عباس الشملول المنتدى الفضائى العام 4 2014/03/19 10:38 PM
تعالوا نتعرف على كارت كرومبو الجديد مع شرح مفصل لعيون مصراوى سات المسيو بريفيكس و اى جى و دريم 2100 6 2011/01/13 02:43 PM


الساعة الآن 03:45 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
____________________________________
مصراوى سات

الكنز المصرى الفضائى الذى تم اكتشافه عام 2005 ليتربع على عرش الفضائيات فى العالم العربى
____________________________________