خاطرة
+===
الحلم هو ضبط النفس عند هيجان الغضب , فإذا فقد الغضب عند سماع ما يغضب كان ذلك من دلائل ذل النفس وقلة الحمية , وتكون النتيجة من الحلم مذمومة , والأسباب التي تدعو إلي الحلم عديدة , بعضها أفضل من بعض .
وقد قالت الحكماء : ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن :
( لا يعرف الجواد إلا في العسرة , والشجاع إلا في الحرب , والحليم إلا في الغضب ) .
وقال شاعر :
ليست الأحلام في حال الرضا انما الأحلام في حال الغضب
وقال آخر :
من يدعي الحلم أغضبه لتعرفه لا يعرف الحلم إلا ساعة الغضب
وأنشد النابغة الجعدي بحضرة رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم :
ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوة أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
ولم ينكر صلي الله عليه وآله وسلم قوله عليه .
ومن فقد الغضب في الأشياء المغضبة حتي استوي حالتاه قبل الإغضاب وبعده , فقد عدم من فضائل النفس الشجاعة والأنفة والحمية والغيرة والدفاع والأخذ بالثأر
( لأنها خصال مركبة من الغضب ) فإذا عدمها الانسان هان بها ولم يكن لباقي فضائله في النفوس موضع , ولا لوفور حلمه في القلوب موضع .
وقد قال المنصور :
( إذا كان الحلم مفسدة كان العفو معجزة ) .
وقال حكيم :
( العفو يفسد من اللئيم بقدر إصلاحه من الكريم ) .
وقال عمرو ابن العاص :
( أكرموا سفهاءكم فانهم يقونكم العار والشنار ) .
وقال مصعب ابن الزبير :
( ما قل سفهاء قوم الا ذلوا ) .
وقال أبو تمام الطائي :

والحرب تركب رأسها في مشهد عدل السفيه به بألف حليم