فقد رفض حسن طوبار مساومة الجنرال الفرنسى له وقال له :
لا جميل القول يغرينا
ولا رنين المال يطوينا
ولا عيد الحرم يثنينا
فحاول الفرنسيون القبض عليه بمعاونة بعض الاهالى الذين حاول الفرنسيون إغراءهم ولكنهم نسوا أن الشعب متضامن و متعاون معه بشدة .
ولقد زادت مقاومة حسن طوبار وسقى الفرنسيون نيران المقاومة عقب صدور قرار محكمة الاحتلال بإعدام ” محمد كريم “وأمتدت نيران الثورة الى دمياط , فقرر حسن طوبار أن ينتقل بمراكبه و جنوده و المشايعين له لمواجهة الفرنسيين .
وفى ليلة 16 من سيتمبر 1798 م تحركت أهالى البلاد المجاورة لدمياط و تحركت سفن حسن طوبار تشق طريقها نحو بحيرة المنزلة قاصدة شواطئ دمياط وهناك ألتقى الفلاحون القادمون من القرى بالشعب الثائر الهابط من سفن الصيد وكانوا مسلحين بالرماح و البنادقى وتوجه الجميع قاصدين دمياط للأشتباك مع الفرنسيين الرابطين هناك .
و أبتدأ القتال فكان أول ضحاياه الجنود المرابطين فى المواقع الامامية للمدينة مما جعل الفرنسيون يطلبون النجدة فجاءت لهم من كل مكان فتحول بهذا موقفهم من الدفاع الى الهجوم ودارت بينهم معركة وحشية بين الفريقين قتل فيها من الجانبين عدد غير قليل و اضطر المصريون للتراجع لعدم تكافؤ السلاح و تحصنوا بقرية الشعراء جنوب دمياط وقام أهالى عزبة البرج بالاعتداء على الحامية الفرنسية بها وهى قرية من قرى دمياط و جن جنون الجنرال ” فيال ” وفقد أعصابه و أمر جنوده , باقتحام القرى المجاورة و قتل كل من فيها من نساء ورجال و برغم تلك الفظائع لم تهدأ ثائرة ” حسن طوبار ” فظل يواصل دوره الرائع فى تنظيم المقاومة الشعبية و جمع نابليون قواده و أدرك أنه لا خلاص من الثورات الا بالتخلص من ” حسن طوبار ” كما تخلص من ” محمد كريم “
محاكمة محمد كريم و أستشهاده :
من عجائب الامور ان عقب مجيئه بيومين تم تدمير معظم سفن الاسطول الفرنسى على يد الاسطول الانجليزى فى موقعة ابى قير البحرية فأذا كان تأخر يومان لمات غرقاً ولكن كان قدره ان يرحل الى القاهرة لتزهق روحه رميا بالرصاص على يد الجلادين أنفسهم وقد أرسل نابليون إلى برسالتين الى فى شأن السيد محمد كريم الاولى موجهة إلى الاميرال ” برويس ” حوت مجموعة من التعليمات حول الاجراءت التى يجب ان تتخذ ضد محمد كريم بعد أن تأكد له خيانة محمد كريم من خلال معرفته بالرسائل المتبادلة بينه و بين مراد بك يستنجد به لمقاومة الفرنسيين .
وكان من ضمن الرسائل تلك رسائل رسالة ارسلها ” محمد كريم ” الى مراد بك بالقاهرة حيث جاء فيها .
” فى العشية السابقة على رسو الاسطول الفرنسى فى ميناء الاسكندرية إن العمارة التى حضرت مراكب عديدة مالها أول يعرف و لا أخر يوصف .. لله ورسوله أدركونا بالرجال “
وأوفد السيد محمد كريم لا يقل عن عن ثلاثة عشر رسولاً إلى القاهرة خلال الليل وهو خائف من الفرنسيين بقدر خوفهم مما ينتظهم من أخطار ومشاق “
تلك الرسائل هى التى اتخذها نابليون دليلا وقرينة على خيانة محمد كريم للجمهورية الفرنسية .
ولقد طلب نابليون من ” برويس ” شدة مراقبة ” محمد كريم ” ومن معه حتى لا يهربوا من السفينة .
أما الرسالة الثانية فقد كانت مرسلة إلى كلير وتكاد تشابه الرسالة الاولى وتكاد تشابه الرسالة الاولى ولكن زاد عليها ان نابليون علم بأن محمد كريم يحوز أموالا كثيرة مخبأة داخل بئر مطمورة وأن لديه سجلا خاصا أثبت فيه جميع ما يمتلك من مال و عقار وأن بعض الخدم يعرفون مقدار تلك الثروة وطلب منه أن يقوم بأعتقالهم و تهديدهم ليعترفوا بمكان تلك السجلات و الاموال.
وقد أمر نابليون كليبر بأن يقوم بتحصيل مبلغ ثلاثمائة ألف فرنك من السيد محمد كريم عن دفع المبلغ أو إذا لم يدفع على الاقل ثلثه فى مدة خمسة أيام , فعلى الجنرال كليبر أن يأمر بقتله رمياً بالرصاص .
وما كاد زورق الكابتن ” جوليان ” ينساب على صفحة النيل فى طريقه إلى الاسكندرية حاملا معه رسالتين إلى ” برويس ” و ” كليبر ” حتى فوجئ ” جوليان ” بالوقوع فى كمين أعده له الفدائيون , فقتل فيه شر قتله فى قريه ” علقام ” ( مركز كوم حمادة الان )
ظل محمد كريم ضيفا على الاميرال ” برويس ” حتى 30 يوليو 1799 م فى ظل كل احترام و تبجيل ولكن محمد كريم كان يشعر بالضيق من حبسه على البارجه .
وأضطر ” برويس ” تحت إلحاح بونابرت إلى أن يبعث بالشيخ محمد كريم إلى رشيد فى التاريخ المذكور ” 30 يوليو ” ومعه خطاب إلى الجنرال مينو حاكم المدينة بخصوصه .
وقال برويس فى خطابه إلى مينو :
” أنى لم أستطع أن أرفض رجاءه المتكرر البالغ نهايه التلطف وأرجوكم إذا نزل برشيد أن تعاملوه باحترام “
وما كاد محمد كريم يهبط مدينة رشيد حتى شاع ذكر قدومه فى أنحاء المدينة وما حولها من قرى , وهرعت الألوف لمشاهدته و السلام عليه , مما أدى الى دب الرعب فى قلوب الاعداء فقرروا التخلص منه بأن ينقل بسرعة الى القاهرة خوفا من ثورة اهل رشيد ضدهم
أرسل محمد كريم إلى القاهرة تحت حراسه مشددة مصحوبا برسالة من مينو لنابليون يقول فيها :
” إن السيد محمد كريم حضر إلى رشيد يوم 30 يوليو فحدثت حركة كبيرة فى المدينة للحفاوة به و تهنئته بوصوله و حيال هذه المظاهرات رأيت القبض عليه و إرساله إلى القاهرة خوفا من أستفحال أمره .
ووصلت السفينة التى ابحرت فى النيل الى شاطئ بولاق فى عصر اليوم الثانى عشر من شهر أغسطس و غادر محمد كريم السفينة إلى معتقله بعد غروب الشمس حتى لا يسود القاهرة الاضطراب و القلاقل وهو فى الاسر .
وظل فى محبسه عدة أيام منتظراً محاكمته .
تشكيل المحكمة وعملها :
تم تشكيل المحكمة برئاسة ” ديبوى ” حاكم القاهرة وأنعقدت الجلسة فى معسكر القيادة العامة ومعه مجموعة من الضباط الاقل مرتبة يصل عددهم إلى أربعة توسطهم ” ديبوى ” ببزته العسكرية ذات الألوان الزرقاء و الأشرطة الحمراء وقد وضع على صدره النياشين التى أحرزها فى ميادين القتال .
وكان الجنرال و أعضاء المجكمة يحملون وجها واحدا صورة طبق الاصل من وجه قائدهم ” بونابرت ” ذى السرعة التقليدية و النظرة النفاذة وكانوا فى جلستهم يميلون إلى الامام وقد أرتكزوا بذقونهم على أيديهم عابسى الوجوه .
وعين المستشرق الفرنسى ” فانتور ” مترجما بين هيئة المحكمة و محمد كريم وعلى بعد قليل من المنصة التى يجلس عليها أعضاء المحكمة جلس السيد محمد كريم فى وقاره المعهود يحرسه مجموعة من الجنود و الضباط من حملة البنادق ذات السناكى المثبتة فى أعلاها.
كان محمد كريم يجلس ثابت الجنان وفى يده سيحته الطويلة يلبس عمامة كبيرة وله لحية طويلة تبعث الهيبة فى النفوس وتفرض على الناظرين إليه الاعجاب و التقدير.
ونادى حاجب المحكمة باللغة الفرنسية ” فتحت الجلسة ” وبدأ فى أستجواب الزعيم محمد كريم
وسأله الجنرال ديبوى :-
لقد أثبت التحقيق أنك خائن ولست أهلاً للثقة التى منحها لك القائد العام , وأنك حرضت الناس وأهل البحيرة على الثورة ضد الجمهورية .
فرد ” محمد كريم “
إن الجمهورية هى التى خانت مبادئها اغتصبت- وطنى و قتلت الناس بلا شفقة ولا رحمة , لا لذنب سوى أنهم يدافعون عن بلادهم و نسائهم و أموالهم .
لقد حطمتم سجنكم الباستيل فى 14 يوليو 1789 وانقذتم أنفسكم من طغيان ملوككم و أعلنتموها ثورة على الظالمين ثم ناديتم بشعاركم حرية ومساواة و إخاء ولكنكم سرعان ما تنكرتم لهذا الشعار ونسيتم ما قمتم من أجله عندما دان لكم النصر وتملكتم شهوة الطمع و الاغتصاب فأنطلقتم من بلادكم وحرياتها و أصبح شعاركم ” الموت للشعوب و الحياة لفرنسا و حدها “
وذهل الحاضرون من بلاغة الشيخ خصوصا عندما طلب منه الامانه فى ترجمة كلامه مما أدهش الحاضرون من كلام شخص قاب قوسين أو أدنى للموت وساد الصمت المكان عندما حذره ” ديبوى بأن كلامه هذا سيقوده للاعدام .
فرد عليه ” محمد كريم ” فى جرأة .
أذا كان دفاعى عن بلادى و قول الحق سيقودنى للموت فمرحبا به فالموت حق و الاستشهاد فى سبيل الوطن غاية الشعوب الحرة التى تأبى الظلم و ترفض الاستعباد وأن كان قيامى بتحريض الشعب عليكم يعد خيانة منى فما أعظمها من خيانة , مادامت ستحرر مصر من قبضتكم و سيطرتكم الغاشمة ” ثم هب واقفا فى عصبية ظاهرة و قال :
” إن إيماننا بالله يفرض علينا أن نحب وطننا ونضحى فى سبيل أساعده وتطهيره من الغاصبين بدمائنا و أرواحنا فحب الوطن من الايمان كما قال نبينا صلوات الله عليه , وأن ما قمت به ضدكم هو تنفيذ لتعاليم ديننا الحنيف وأنكم اليوم بمحاكمتكم تسجلون على أنفسكم فى صفحات التاريخ أنكم قتلة سفاحون , وأن شعاركم الذى ناديتم به يوم ثورتكم ما كان الا ستارا زائفاً تخفون وراءه نياتكم الشريرة و أطماعكم نحو الشعوب الامنه المطمئنة .
أنكم ستؤكدون للعالم بموقفكم هذا و لمحاكمتكم لى ,أننا شعب عظيم ننشد الحرية و نضحى فى سبيلها بالنفس و النفيس و سيخلد التاريخ إسمى و أسماء المجاهدين من بعدى .
وقد أزداد غضب ” ديبوى ” اكثر من كلام ” محمد كريم ” و مد يده و أخرج من حفنة الاوراق التى أمامه رسالة لوح بها ل ” محمد كريم” انها بخط يدك أرسلتها ضدنا الى قصر مراد بك وفيها تحرضه ضدنا وهذا أثبات لا يقبل النقاش المراوغة .
فرد عليه محمد كريم
نعم أنها رسالتى وقد كتبتها بخط يدى استغيث به لقتالكم و طردكم من بلادى وان دفاعى ضدكم يوم نزلتم الى بلدى يبرهن لكم على اننى لا اقيم وزنا لحياتى , وإذا كنت أسف على شيء فليس أسفى أننى لم أنجح فى مقاومتكم بل لأننى اعتمدت على هذا المملوك المغرور الذى لولا غروره و جهله لما كنت اليوم ملقيا بين أيديكم .
لقد تأجلت المحاكمة لليوم التالى لإكمال الحوار وسماع الاقوال .
وكان رد محمد كريم الاخير :
” ستؤكدون للعام بموقفكم هذا و بمحاكمتكم لى انكم ظلمة كما ستثبتون أننا أمة تبغى الحرية و تضحى فى سبيلها لكل ما تملك و سوف , يخلد التاريخ إسم مجاهد رفع سلاحا ضد أعداء الحرية من أجل الحفاظ على حرية وطنهم .
لقد كان الحوار بين الضحية و الجلاد درسا من دروس التاريخ من أجل حماية حق المضطهدين فى مواجهة الغزاة المغتصبين .
ولقد توجه نابليون لرؤية خط سير المحاكمة ولم يسع نابليون إلا ان أوحى إلى المجلس العسكرى الذى شكل لمحاكمته أن يحكم عليه بالقتل رميا بالرصاص , مع مصادرة أمواله و أملاكه على أن يكون له الحق فى افتداء نفسه يثلاثين ألف ريال وكان أن نفذ المجلس العسكرى قرارات بونابرت , ولكن محمد كريم عندما سمع الحكم عليه قال لقضاته الفرنسيين :-
” لحظة أيها القوم , أما حياتى فلست متمسكا بها , ولا حريصا عليها فهى منتهية فى وقتها المحدد لها وقد .. وقد قال كتابنا العزيز .
” قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا ”
كما قال قرأننا المجيد .
” فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون “
وواصل محمد كريم أقواله :-
” أما أموالى فلتعلموا أننى ما أدخرتها لأشترى بها رحمتكم و أفتدى بها نفسى من الموت على أيديكم ولكننى أعددتها لحربكم و تنغيصكم إذا قدر لى أن أعيش وإذا مت فسيحمل علم الجهاد من بعدى أيد فتية و نفوس مخلصة ستجدون منها الأهوال و ستخرجون على أيديهم من بلادنا أذلاء مهزومين إن عاجلا أو أجلا .
وقد صدق السيد محمد كريم فيما قاله فى أعقاب الحكم الذى صدر عليه بعد جلسة محاكمة هزلية كان القضاه فيها هم الخصوم وكان الاعداء هم الجلادون وكان المغتصب هو الذى أتهمه بالخيانة .
ذهب شعب مصر يدافع عن وطنه فى ثورة عنيفة بعد شهر واحد من إعدامه وهى التى عرفت باسم ” ثورة ” القاهرة الاولى “ قامت فى وجه بونابرت .
وق أكد المؤرخون أن أكبر أخطاء نابليون هو أصداره الحكم بإعدام السيد محمد كريمفى السادس من سبتمبر سنة 1798 لان نابليون خان بذلك مبادئ الحرية و الدفاع عن شرف الوطنية .
لقد قابل محمد كريمالنطق بالحكم بصدر رحب ونفساً أبيه و أظهر جلداً وثباتاً ومرت الساعات وأطرق المترجم ” فانتور ” أن طرق باب المعتقل الذى يوجد فيه محمد كريم وطالبه بقبول دفع الفدية قبل مرور ال24 ساعة المحددة مؤكداً له أن بونابرت و هيئة المحكمة مصممة على تنفيذ الحكم بلا أدنى تأخير .
قال فانتور لمحمد كريم :-
” أنك رجل غنى , فماذا يضيرك أن تقتدى نفسك بهذا المبلغ …”
فرد عليه محمد كريم فى إباء و شمم بقوله :-
“إذا كان مقدور على أ أموت فلا يعصمنى من الموت أن أدفع هذا المبلغ وان كان مقدراً لى الحياه فعلام أدفعه .
كما حاول القنصل الفرنسى ” ماجلون “ أيضا مع محمد كريم فى أفتداء نفسه ولكنه قوبل بالرفض .
وعلم نابليون أن محمد كريم لن تلين قناته وإنه فهم لعبته التى كانت تعنى أنه فضل فدية نفسه على الشهادة بروحه فى سبيل وطنه مما يجعله يحظى يأحتقار شعبه , لذلك أصدر نابليون قرار بأعدامه فوراً .
أستشهاد البطل ” محمد كريم ” فى 6 سبتمبر 1798 م
لقد ذكر المؤرخ الجبرتى وصف لمشهد إعدام الشهيد محمد كريم:-
” فلما قرب الظهر , وقد إنقضى الاجل أركبوه حماراً , وأحاط به عدد من العسكر و بأيديهم السيوف المسلولة و يتقدمهم طبل يضربون عليها وشقوا به الصليبية إلى أن ذهبوا إلى الرميلة , و قاموا بقيده وكتفوه و ربطوه مشبوحا و ضربوا عليه بالبنادق كعادتهم فيمن يقتلونه ثم قطعوا رأسه ورفعوه على نبوت وطافوا به جهات الرميلة و المنادى يقول “هذا جزاء من يخالف الفرنسيس ”
ولقد كانت اخر كلماته قبل أطلاق الرصاص عليه من جانب الفرنسيين موجهة للمصريين وهى : ” كونوا مثلا للتضحية .. اصمدوا فى وجه المستعمر وقاموا جبروته و طغيانه مهما كان العنف و العناء “
ولقد أخذ اتباعه رأسه مهللين ” الله اكبر ” و دفنوها مع جثته فى إحدى الترب التى كانت موجودة خلف جامع المحمودية بالقلعة .. والكل بين وجوم و حزن و ألم دفين ….
وهناك قول يقول بأن رأس الشهيد دفنت فى المنطقة الواقعة بين المكس و القبارى على طريق السكة الحديدية بجوار فرق الجراية .. حيث أطلق عليه الاهالى مقام ” سيدى كريم ”
لقد أعتبر ” تيبودو ” أحد كتاب فرنسا اللامعين بعد أكثر من ربع قرن أن إعدام ” محمد كريم ” جريمة بشعة و قاسية ما كان لبونابرت أن يقدم عليها وقال فى ذلك :-
إن إعدام هذا الشريف هو أول عمل من التصرفات العدة التى وجهت فيها التهم إلى نابليون فى أثناء حملته على مصر .. لأن النفوس الحساسة تأثرت للخاتمة التى أنتهت بها حياة هذا الشريف النزيه الذى أعدم بأمر القائد العام على أن الجنرال كليبر كان أول من أقتنع بخيانته للجمهورية وهو الذى قبض عليه واتهمه لدى بونابرت وذلك لغيرة كليبر من مشاركته سلطانه ولانه وقف ضد رغباته بالاضافة إلى أن نابليون ظن أنه بالقضاء عليه سيقضى على المقاومة الشعبية التى تواجهه فى مصر كلها .
لقد أظهر ” محمد كريم ” للعالم أجمع عظمة الشخصية المصرية التى تضحى بروحها فداءاً للوطن وأظهر للعالم أجمع مدى وهم و سراب شعار الثورة الفرنسية ” حرية – أخاء – مساواة ” فقد أظهر فرنسا و ثورتها بوجهها الحقيقى وكذبها و أدعائها الديمقراطيه الكاذبة .
تكريم الدولة لمحمد كريم :
في عام 1953م تم تكريم محمد كريم ووضعت صورته لأول مرة مع صور محافظي الإسكندرية في مبنى المحافظة تخليداً لذكراه. كما أطلق اسمه على شارع التتويج وأصبح اسمه شارع محمد كريم (وهوالشارع الموازي لطريق الكورنيش ويبدأ من أمام الجندي المجهول وحتى ميدان المساجد). كما أطلق اسمه على احدى المدارس الخاصة بالإسكندرية (مدرسة محمد كريم بسموحة). وفي 27نوفمبر 1953 افتتح المسجد المجاور لقصر رأس التين وأطلق عليه “مسجد محمد كريم وقد صنع تمثال للقائد محمد كريم تم وضعه في حديقة الخالدين بالإسكندرية.
المصادر و المراجع التى تم الاعتماد عليها :
1.عبد الرحمن الجبرتى : عجائب الاثار فى التراجم و الاخبار , القاهرة , مطبعة الشعب , 1959
2.عبد الرحمن الجبرتى : تحقيق عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم , مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس , مطبعة دار الكتب , 9983 .
3.محمو محمود الشال : فى تاريخ مصر الحديث و المعاصر , الاسكندرية , 2006
4. محمد متولى , تقديم السفير أيمن القفاص : محمد كريم شهبد الوطنية المصرية