للشاعره الجزائريه فاكية صباحي
ا
لفائزه بالجائزة الاولى للشعر النسوي على مستوى القطر الجزائري
هذه القصيده واحده من مجموعة قصائد كلها نزف مشاعر وشجن لكنها مليئة بحس المواطنة وعراقة الاصل
**********************************
إني هنا ياقصة قبل البدايات انتهتْ
إني هنا أنات روح بالمنافي غــُربتْ
إني هنا..
درب الربيع إلى الحياةْ
صدري يخبىءُ لوعةً
ما قد تبوح به تسابيحي وأدعية الصلاةْ
إني هنا..
صمتا أُكبـِّرُ بين قضبان الطغاةْ
والناي لحنٌ نازفٌ أضناه دمع الأغنياتْ
يا كل من كفنتهم بيدي وحر قصائدي
بين البيوت ْ..
يا كل من شربوا هنا دمع النوى..
والرزء قوتْ
تعبت خطاي ..ورغم أوجاعي أتيتْ
كي أستعيد الشمس من حضن الأفولْ
يا كل أحبابي الذين هنا امتطوا صهو الرحيلْ
عبثا ألوح للنوارس وابتسامات الحقولْ
عبثا أفر كما الزهور من الذبول إلى الذبولْ
عبثا أعيد السنبلات بسحرها بين الطلولْ
تعب التعبْ
ياجمرة بالقلب من عمر الأحبة تحتطبْ
تعب السفرْ
ملت مراكبنا شراعا قـُــدَّ من وجع البشرْ
كم لا.. ولا.. حُبلى بصدري تنتظر.. !!
كم لا ..ولا ..بين المساءات الحزينةِ..
ترتدي ثوب الحذرْ
تعبت جراحي من نزيف صامت
بين المقاصل و الحصونْ
وأنا هنا زخات صبح هارب
خوف العيونْ
والدرب جمر الغدر تنتعل الخطى ..يا نهر دجلة والفرات ْ
زعموا بأنا الخائنون مدى الحياة
زعموا بأنا القابعون مع الرفاتْ
وأنا الغريبة ُكم يبعثرني المحالْ
أَوَكلما وقعتُ خارطة الطريق على الرمالْ
كي أستدِلّ بها هنالك بالقفـَرْ ..؟
هبَّ الظلام مبعثرا ريح القطيعة بالدروب لتنمحي
خلفي المعالم والأثرْ
كي لا أعود إلى الأحبة بالسنابل والمطرْ
فإلى متى هذا الحصارْ..؟
وإلى متى يبقى يبعثرنا الدمار..؟
وإلى متى تبقى تغربنا الحدود ْ؟
والنار تأكلني هشيما والأحبة ينزفون كما الورودْ
والمدلجون الحالمون هنا بشتـْلات الرغيفْ
عبر الضفاف يلوحون كما الطيوفْ
وعلى مدى الأبصار بالنار استوتْ كل السيوفْ
لبس الربيع كبلبل وكرالغروبْ
والريح كالطوفان بندٌ وقعتهُ يدُ الليالي المظلماتِ مع الهبوبْ
فمتى تهيم زوارقي صوب الجنوبْ..؟!
ومتى سنخمدُ بيننا هذا اللهيبْ..؟!
ومتى بصوت واحد يشدو العربْ:
إنا هنا إسلامنا لهو النسبْ..
لاشيء يرجع عزنا إلا التكاتف والغضبْ..
يا قصة بالدرب تكتبها الدماءْ
كل المطارات التي دوّنتُها صمتا على صدر الهويةِ
قبل أن يغفو الضياءْ
ذابت كصبح بين أهوال المساءْ
واليمُّ يعبث بالغريبةِ في مهباتِ الشقاءْ
مذ أرهقتني رحلتي ..
وقرأتـُـني رقما على خط العبورْ
يرميه سهما للسرى قوسُ الهجيرْ
دعني أودع موطني يا أيها القناص أو أسقي دمائيَ للغديرْ
دعني أوقع بعض أسراري هنا...
فلقد دنا يوم المصيرْ
ومضى السفين مضرجا للبحر يحكي كل أوجاع الدهورْ
عبثا أحاول أن اقومْ
والذكريات توسدُ
القلب المُعنَّى كالهموم ْ
والليل ياذا الليل كم قد يستبيح على الملا َجرح السقيمْ
عبثا أحاول أن أُلوح للربى خلف العبابْ
والكف أوهنها الصقيعُ كما الخطى
والقلب أضناه العذابْ
والروح تصرخ بالمدى
أين الأحبةُ و الصحابْ..؟
من ذا الذي قد يفهم ..
صوت الحمام النائح..
فوق القبابْ؟
من ذا الذي قد يحتسي كأس المنافي بين أهوال الضبابْ..؟
من ذا الذي قد يمسحُ الدمع الغريب إذاهنا ..
حن الترابُ إلى الترابْ..؟
ظمئت خطاي إلى الرجوع ْ
إذ لا دليل هنا بدربي غير غصات الدموعْ
فمتى أعود مع السلام إلى النجودْ
وقد استباحوا رغم أناتي دمي
وعلى بقايا معصمي..
قد وقعوا إسم القضية بالحديدْ
يا كل أوجاعي التي
ما إن هنا خبأتها ..
حتى هنالك للمدى فاضت بها كأس القصيدْ
عبثا أحاول أن توسدني الوعودْ
وإلى المدائن صدّني وهن ٌ مُسجى بالقيودْ
من ذا الذي قد يفهم..
ماذا أريد..؟
من ذا الذي ينسي السواقي والحدودْ
وطني الذبيح من الوريد إلى الوريدْ
إني هنا
والعمرعهدٌ صاخبٌ أودعتُه..
جمرا بأنفاس الثرى كي يشتعلْ
ولسوف أبقى ثورة بين الربى..
يا بدر أوطاني إذا لم تكتملْ
إني هنا ياقصة قبل النهايات ارتدت ثوب الخلودْ
ما ضرَّني جرحي القديم وإنما
ما سطرته مواجعا أيدي الشهودْ