مصراوى سات
جميع ما يطرح بالمنتدى لا يعبر عن رأي الاداره وانما يعبر عن رأي صاحبه فقط - مشاهدة القنوات الفضائية المشفرة بدون كارت مخالف للقانون و المنتدى للغرض التعليمى فقط
العودة   مصراوى سات > المنتديات العامة > الشعر و الخواطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2021/03/13, 12:11 AM
محمد يوسف علوان محمد يوسف علوان غير متواجد حالياً
مصراوى فعال
رابطة مشجعى نادى الأهلى
رابطة مشجعى نادى الأهلى
تاريخ التسجيل : 2010 Jun
المشاركات : 270
الدولة : المنصوره
افتراضي السبق القرآني فــي معالجه ظـاهـره الـتـنـمـر

السبق القرآني فــي معالجه ظـاهـره الـتـنـمـر


المقـدمه:
يستحب السلوك العدواني للإنسان فــي حاله الغرائز السليمه، ووظيفه الأديان التأكيد عـلـى بشاعتها والتهديد بفعلها والتشجيع عـلـى الابتعاد عـنها، إذا كان العدوان بغيضا تماما فهـو أشد قبحا عـندما يـكـون عـلـى الضعيف بدنه، أو الفقير فــي ماله، أو الصغـيـر فــي عمره، أو الضعيف فــي بنيته، أو المصاب به. عقله، وبسبب قبح العدوان فــي ذلك الوقت، ولأن المعتدي حينها يترك إنسانيته فــي سلوك الحيوانات المفترسه، أطلق عليه الناس اسمه، لذلك أطلقوا عليه اسم "الـتـنـمـر".
الـتـنـمـر هـو صوره مصغره للاحتلال والاستبداد والتسلط الاجتماعي - خاصه فــي وسائل الـتـواصـل الاجتماعي - الشيء المشترك فــي كـل هذه الظواهر العدوانيه هـو عدوان القوي عـلـى الضعيف.
يعتبر الـتـنـمـر مـن المشاكـل الـتـي حظيت باهتمام عالمي لكونه أكثر أنواع العـنف انتشارًا وتزايدًا فــي جـمـيـع أنحاء العالم، وانعكاس آثاره السلبيه عـلـى مختلف أنواع الحياه الاجتماعيه وكذلك الحياه النفسيه، سواء كان ذلك عـلـى مستوى الفرد أو عـلـى مستوى مجموعه الأفراد، وهــذا واضح فــي انتشار الفوضى. المضايقات والآثار الخطيره عـلـى المتنمرين أنفسهم هـي درجات ضعيفه وانخفاض الكفاءه الذاتيه والاجتماعيه.
يعتقـد علماء النفس أن هــذا السلوك قـد يتحول إلـى نوع مـن الانحراف، وهـو ما يسمى فــي علم نفس الشخصيه بالسلوك المعادي للمجتمع، وهـو ما يعـني الاصطدام بالقوانين الاجتماعيه والأعراف العامه وعـدم التوافق مع الآخـرين، وهـو ما يوصف بالشخصيه السيكوباتيه الـتـي تمارس العداء فــي الإجراءات الاجتماعيه، بما فــي ذلك الـتـنـمـر عـلـى الآخـرين.
مشـكـله البحث:
تحتل مشـكـله الـتـنـمـر مكانه كبيره فــي مختلف مجالات الحياه مـن حولنا، فــي العمل فــي المدارس فــي الجامعات وغـيـرها، ويعتبر الـتـنـمـر مـن المشاكـل الخطيره الـتـي تهدد أمـن الـمـجـتـمـع وحياه الناس، بما فــي ذلك تدمير الأسره لأنـه يضر بالمسنين. للشباب جسديا ونفسيا، ويعمل عـلـى نشر الفوضى وتعطيل نظام وحياه الـمـجـتـمـع، وعـلـى الرغم مـن ذلك، لا يوجد اهتمام كبير بهذه المشـكـله مـن حـيـث انتشار المشـكـله وأسبابها، أو أدوات التشخيص، أو أدوات التأقلم للحد مـن هذه الظـاهـره، ومـن الأسباب الـتـي دفعت للكتابه فــي هــذا البحث:
• قله الوازع الديني لدي بعض الناس وأهميه حث والتوعيه ضـد الـتـنـمـر.
• معرفه درجه شيوع ظـاهـره الـتـنـمـر بين أفراد الـمـجـتـمـع، وما هـي الفئه الأكثر استهدافا لضحايا الـتـنـمـر
• معرفه أسباب الـتـي تدفع لتنمر.
• معرفه مـنهج الكتاب والسنه فــي محاربه الـتـنـمـر.
أهداف البحث:
يهدف هــذا البحث إلـى:
• ماهـيه الـتـنـمـر وأنواعه.
• التعرف إلـى الأسباب الـتـي تؤدى إلـى الـتـنـمـر.
• وصف الـتـنـمـر فــي قرآن الكريم والسنه النبويه.
• التعرف عـلـى المـنهج الإسلامي للحد مـن ظـاهـره الـتـنـمـر.
• توصيات للحد مـن ظـاهـره الـتـنـمـر.
أهميه البحث:
قـد يستفــيد مـن هــذا البحث الجهات المعـنيه وذات العلاقه بالموضوع ومـنها:
• حث جـمـيـع أفراد الـمـجـتـمـع اتجاه قضيه الـتـنـمـر للحد مـنها، ومعرفه الجوانب الـتـي تدفع للتنمر والتعريف بالظـاهـره.
• تحريك الوازع الديني ذو طابع التأثير الأقوى للحد مـن الظـاهـره.
• لفت الانتباه للاهتمام الآباء والأسر اتجاه الظـاهـره والمحافظه عـلـى الأبناء والشباب.
• المرشدين التربويين فــي المدارس كونها تقـدم رؤيه لبيان ظـاهـره الـتـنـمـر فــي المدارس وكيفــيه الحد مـن هذه الظـاهـره.
• تمهد الطريق للباحثين فــي استكمالا لهــذا النوع مـن البحوث والتوسع فــيـهـا وإجراء المزيد مـن الدراسات.

المبحث الأول: ماهـيه الـتـنـمـر وأسبابه:
الـتـنـمـر هـو أحد أشكال العـنف والإيذاء الذي يحدث مـن قبل فرد أو مجموعه مـن الأفراد تجاه فرد أو مجموعه مـن الأفراد، وهنا يـكـون الفرد الذي يمارس الـتـنـمـر أقوى مـن الآخـر، ويـكـون الـتـنـمـر عـلـى شـكـل الإساءه اللفظيه أو الجسديه وأيضًا عـلـى شـكـل مضايقات، حـيـث تجد أن المتنمر يتعمد التقليل مـن شأن الشخص الآخـر وتخويفه وتهديده.
المطلب الأول: تعريف الـتـنـمـر:
الـتـنـمـر ظـاهـره عدوانيه وغـيـر مرغوب فــيـهـا، وتنطوي عـلـى مـمـارسـه العـنف والسلوك العدواني مـن قبل فرد أو مجموعه أفراد تجاه الآخـرين، وهذه الظـاهـره أكثر انتشارًا بين طلاب المدارس، ومـن خلال تقييم حاله هذه الظـاهـره يتضح أنها يتسم السلوك بالتكرار، بمعـنى أنه قـد يحدث أكثر مـن مره، كما أنه يعبر عـن الافتراض بوجود خلل فــي القوه والقوه بين الأشخاص ؛ حـيـث يلجأ الأفراد الذين يمارسون الـتـنـمـر إلـى اسـتـخـدام القوه الجسديه للوصول إلـى أهدافهم مـن الأفراد الآخـرين، وفــي كـلتا الحالـتـين، سواء كان الفرد متنمرًا أو يتعرض للتنمر، فإنه يتعرض لمشاكـل نفسيه خطيره ودائمه.
المطلب الثاني: أسباب ودوافع الـتـنـمـر:
قـد يعيش الشخص فــي ظـروف عائليه أو ماليه أو اجتماعيه معينه، أو قـد يتأثر بوسائل الإعلام، أو قـد يعاني مـن مرض عضوي أو بعض النقص فــي المظهر الخارجي، أو ربما مزيج مـن كـل هذه العوامل، والـتـي قـد تكون فــي النهايه يـؤدي إلـى المعاناه مـن الأمور التاليه والـتـي بدورها ستؤدي إلـى التحول إلـى متنمر:
• اضطراب الشخصيه وتدني احترام الذات
• الإدمان عـلـى السلوكيات العدوانيه
• الاكتئاب والأمراض العقليه.
المطلب الثالث: أنواع الـتـنـمـر
يوجد العديد مـن أنواع الـتـنـمـر، ولكن أكثر هذه الأنواع شيوعًا وانتشارًا هـي:
الـتـنـمـر فــي المدارس: يحدث هــذا النوع مـن الـتـنـمـر مـن خلال مجموعه مـن الأشخاص أو الطلاب يلتقون بطالب واحد ويبدأون فــي إعطائه بعض الأسماء والعبارات الـتـي تساعدهم عـلـى التعبير عـن الصفه الـتـي يرفضونها فــيه، ويعتبر هــذا النوع مـن الـتـنـمـر أصعب أنواع الـتـنـمـر، حـيـث قـد يـكـون سبب نمو الطفل بشـكـل غـيـر طبيعي، فــيصبح محبًا للعزله، ويريد دائمًا الابتعاد عـن كـل مـن حوله وعزلهم.
الـتـنـمـر الإلكتروني: أما بالنسبه لهــذا النوع مـن الـتـنـمـر، فإنه يأخذ نطاقًا أوسع، خاصه وأن الجـمـيـع الآن قادر عـلـى اسـتـخـدام مواقع الـتـواصـل الاجتماعي، ويمكنهم كـل يوم مشاهده ملايين المـنشورات، ويمكنهم أيضًا مشاركه المـنشورات ومقاطع الفــيديو الـتـي تشير إلـى الـتـنـمـر والسخريه، والـتـي تضر دائمًا بمشاعر الآخـرين، وتشجع دائمًا عـلـى الانقسام.
الـتـنـمـر السياسي: أما هــذا النوع مـن الـتـنـمـر فهـو مـن خلال دوله قويه تفرض سيطرتها عـلـى دوله ضعيفه آخـرى وتتحكم بكـل مواردها.
المطلب الرابع: أشكال الـتـنـمـر:
يمكن أن يحدث الـتـنـمـر بأشكال عديده، وهـي:
• الـتـنـمـر اللفظي: وهـو شـكـل مـن أشكال الـتـنـمـر عـلـى شـكـل سخريه واستهزاء وإساءه بأبشع الكـلمات والتعليقات غـيـر اللائقه والتهديدات.
• الـتـنـمـر الجسدي: هـو الإيذاء الجسدي مـن خلال الضرب أو العـنف أو الصفع عـلـى الوجه أو نتف الشعر.
• الـتـنـمـر العاطفــي: وهـو مـمـارسـه إحراج دائم للإنسان.
نجد أيضًا أن الـتـنـمـر ينقسم إلـى فئتين، وهما:
1. الـتـنـمـر المباشر: أي فعل يضر بشخص ما بشـكـل مباشر كالعـنف والضرب والتحرش والصفع عـلـى الوجه.
2. الـتـنـمـر غـيـر المباشر: يتمـثـل هــذا النوع مـن المضايقات فــي نشر شائعات عـن شخص ما أو تهديده أو عزله اجتماعيًا أو تهديد مـن حوله بعـدم الاقتراب مـنه أو الـتـنـمـر عـلـى جنسه أو لونه أو دينه.

المبحث الثاني: سبق الإسلام فــي الـتـنـمـر:
والإسلام هـو أول مـن تناول هذه الظـاهـره ومـنها: السنه مليئه بنصوصها الـتـي تدل عـلـى أن مـن خصائص المسلم أن يسلم غـيـره مـن ضرره. بل إن السنه جعلت هذه الخاصيه لأهميتها تعريفا للمسلم، بحـيـث لا تنحرف عـنه ولا تحيد عـنه، وإلا لما استحق وصف المسلم، فعـن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عـنهما – أن رسول الله – صـلـى الله عليه وسلم – قـال: «المسلم: مـن سلم المسلمون مـن لسانه ويده”.
وعـن أبي موسى رضي الله عـنه قـال: قـالوا يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قـال: “مـن سلم المسلمون مـن لسانه ويده”، ويقول ابن حجر: وهــذا يقتضي حصر المسلم فــي مـن أسلم المسلمين بلسانه ويده، والمراد بذلك هـو المسلم الكامل الإسلام. وجوب سلامه المسلم مـن لسان العبد ويده، إيذاء المسلم محرم باللسان واليد، فــيؤذي اليد: الفعل، وما يضر اللسان به: القول.
بل ورد فــي السنه النص الآتي مـن قوله صـلـى الله عليه وسلم:” سأخبركم مـن المسلم: مـن سلم المسلمون مـن لسانه ويده”.
المطلب الأول: الـتـنـمـر فــي القرآن:
مـن يتأمل فــي التاريخ يرى بأن ظـاهـره الـتـنـمـر كان موجودا مـن قبل أن يعرف كتنمرٍ، حـيـث بدأ بقصه ولدي سيدنا آدم هابيل وقاييل وبين سيدنا يوسف عليه السلام وإخوته، وأيضا فــي قصه المرأه الـتـي صرخت فــي السوق وهـي تقول وامعتصماه، والـتـي كانت تطلب العون مـن المعتصم بالله، ولمـن لم يعرف القصه: يقـال فــي أحد الأسواق أن رجلاً رومانيًا – أي مـن الروم - كان يمر بالسوق ورأى المرأه وحاول مضايقتها واستهزأ بحجابها وإسلامها وانتزع طرف رداءها، فصرخت "وامعتصماه"، وسمع رجال المعتصم صوتها وأبلغوه فأمر جيشا كبيرا بالاستعداد للحرب.
نهى الله عـن الـتـنـمـر فــي قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمـنوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مـن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يـكـونوا خَيْرًا مـنهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مـن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مـنهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمـن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون} «سوره الحجرات: الآيه 11»
وشرح ابن كثير فــي معـنى الآيه الكريمه أنها تحتوي عـلـى نهـي صريح مـن الله تعالى عـن ازدراء الناس والاستهزاء بهم لوجود المرض أو الفقر أو أي صفه مختلفه أو غـيـر مألوفه، وربما يـكـون لدى الشخص الذي تعرض للسخريه قـدر أكبر مـن الله مـن المتهكم، وقـد يـكـون أعز إلـى الله مـن الشخص الذي تعرض للتنمر. وأما قوله: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ}، أوضح ابن كثير معـناها عـدم التلميحات والإيماءات الـتـي توحي للآخـرين بالاستهزاء بهم.
وسواء كان بالنظر أم بالحركه أم بالكـلام، وقـال أيضا: أن اللمّاز الهمّاز ملعون عـند الله ومذموم، أما قول الله تعالى {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}، أي لا تعطوا أسماء قبيحه عـلـى بعضكم البعض، تلك الألقاب يستاءون مـنها عـندما يستمعون إليها.
المطلب الثاني: الـتـنـمـر فــي السنه النبويه:
سأل أبو ذر رضي الله عـنه رسولَ الله صـلـى الله عليه وسلم قـال: دلني عـلـى عمل إذا عمل العبد به دخل الـجـنـه؟
فقـال رسول الله صـلـى الله عليه وسلم: (يـؤمـن بالله) قـال: فقلت: يا رسول الله إن مع الإيمان عملا؟ قـال: (يرضخ مما رزقه الله) قلت: وإن كان معـدما لا شيء له؟ قـال: (يقول معروفا بلسانه) قـال: قلت: فإن كان عييا لا يبلغ عـنه لسانه؟ قـال: (فــيعين مغلوبا) قلت: فإن كان ضعيفا لا قـدره له؟ قـال: (فليصنع لآخـرق) قلت: وإن كان آخـرق؟ قـال: فالتفت إلي وقـال: (ما تريد أن تدع فــي صاحبك شيئا مـن الخير فليدع الناس مـن أذاه) فقلت: يا رسول الله إن هذه كـلمه تيسير؟ فقـال صـلـى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده ما مـن عبد يعمل بخصله مـنها يريد بها ما عـند الله إلا أخذت بيده يوم القيامه حـتـى تدخله الـجـنـه).
فالحديث يجعل مـن وقف الأذى شرطًا لدخول الـجـنـه، وقـد يقوم الإنسان بهــذا الفعل، ولكن إذا علمـنا أن الـتـنـمـر لـيـس إلا الإضرار بالآخـرين، فهـو استهزاء بالضعفاء والصغار، فهـو اعتداء بيده ولسانه وملامح وجهه، يصرخ عـلـى المسكين فــي الشارع ويستهزئ به. وضربه بالحجاره وألقاه بالشتائم والشتائم ووصفه بالجنون والإهانه، فلو علمـنا انتشار هذه المظاهر فــي مجتمعاتنا لعرفنا إلـى أي مدى هـي لـيـست أعمالا قليله بل أعمالا صعبه الفتوات!
لقـد وصل الـتـنـمـر إلـى النقطه الـتـي نسمع فــيـهـا عـن طفل ينتحر. لأنـه لم يعد يتسامح مع السخريه مـن زملائه، لكننا سمعـنا عـن مستخدم YouTube مشهـور وناجح، فكر فــي الانتحار أيضًا بسبب قيام مجموعه مـن الأشخاص بالـتـنـمـر عليه، والاستهزاء بعمله!
المطلب الثالث: مـنهج الكتاب والسنه فــي محاربه الـتـنـمـر
1- الاختلاف لـيـس سببا للتنمر:
ومـن الأصول الـتـي اشركت فــيـهـا خطبه الرسول صـلـى الله عليه وسلم فــي حجه الوداع أن الإنسانيه ذات القيمه المتساويه حـيـث قـال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عـلـى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عـلـى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عـلـى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عـلـى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟ قـالوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صـلـى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)
2- لا تكن متكبرا ولا متعجرفًا:
لا تكن متكبرا أو متعجرفًا بشيء لم يكن لديك، بل مـن هبه الله لك مـن الجمال والمال والنسب، فقـد قسم الله سبل العيش بنسب متفاوته وهـو قادر عـلـى نهبها فــي أي وقت، قـال تعالى: {وَلا تَمْشِ فــي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا * كـل ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عـندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء 37-39]، وقـال السعدي فــي تفسيره: يقول تعالى: {وَلا تَمْشِ فــي الأرْضِ مَرَحًا} أي كبرا وتيهًا وبطرًا متكبرًا بالحق ومتعجرفــين عـلـى الخلق، فــي الآيه تحريم صريح للتنمر، فربما ترضي الله بشيء لا يملكه غـيـرك، ولكنه قادر عـلـى سلبك مـنه فــي أي وقت، فلا تتكبر وتتعجرف بما أعطاك الله.
3- عـدم تخويف أو ترويع أخاك المسلم:
فــي حديث النبي الكريم صـلـى الله عليه وسلم: (مـن أشار إلـى أخيه بحديده فإن الملائكه تلعـنه، حـتـى وإن كان أخاه لأبيه وأمه) لأن ترويع المسلم ظلم والعدوان محرم بأي حال، ولأنـه قـد يسبقه السلاح، ثم يقتله.
4- كف الأذى واحترام الغـيـر:
إذا كانت مجموعه الأحاديث السابقه قـد حضت ورغبت فــي الحفاظ عـلـى توصيف الإسلام بجعل الناس يـؤمـنون بمزاياها؛ التنويه إلـى أن مـن لم يسلم مـنه الناس لـيـس مسلماً، فجاءت هنا جماعه آخـرى تعلن أن مـن لم يأمـن جاره بوائقه فلـيـس مؤمـنا، فعـن أبي هريره – رضي الله عـنه -: أن رسول الله – صـلـى الله عليه وسلم- قـال: «والله لا يـؤمـن، والله لا يـؤمـن، والله لا يـؤمـن، قيل: مـن يا رسول الله؟ قـال: الذي لا يأمـن جاره بوائقه».
وفــي روايه آخـرى: «لا يدخل الـجـنـه مـن لا يأمـن جاره بوائقه»، قـال ابن حجر: (وهـو مبالغه فــي تعظيم حق الجار وضرره مـن كبائر الذنوب).

المطلب الرابع: الآثار السلبيه التي يسببها التنمر:
يتسبب التنمر في العديد من الآثار السلبيه، منها ما يلي:
• التحول الذي يحدث في شخصيه الواقع الذي يحدث فيه التنمر ، من الممكن التحول من شخص صالح وأخلاقي إلى شخص عدواني يمارس التنمر مع الآخرين.
• قد يحاول الشخص الهروب من الواقع عن طريق النوم لفترات طويله ، أو قد يسبب الأرق.
• التغيرات النفسيه والمزاجيه للشخص الذي يتعرض للتنمر.
• يتحول من شخص هادئ إلى شخص عصبي يمكن أن يتحول إلى عصبيه حاده.
• بعض الناس تظهر عليهم علامات القلق والأرق والخوف على ملامح وجوههم.
• قد يصاب الشخص ببعض الأمراض العقليه مـثـل الاكتئاب ، ويشعر بالوحده وقد يكون معزولاً عن المجتمع.
• قد تخلق حاله من اللامبالاه لدى الشخص وتترك الاهتمام بمظهره وشكله ودراسته.
• من الممكن أن تؤدي ظاهره التنمر إلى قيام الشخص بالانتحار بسبب مقدار الأذى النفسي الذي يتعرض له.




المطلب الخامس: طرق الحد مـن الـتـنـمـر:
• تقويه المعتقـدات الدينيه للأفراد ومعتقـداتهم مـنـذ الطفوله، وغرس الأخلاق الإنسانيه فــي نفوس الأطفال، مـثـل التسامح والمساواه والاحترام والمحبه والتواضع والتعاون ومساعده الضعفاء وغـيـرهم.
• ضمان تربيه الأطفال فــي ظـروف صحيه بعيده عـن العـنف والاستبداد.
• تعزيز الثقه بالنفس والفخر وقوه الشخصيه لدى الأطفال.
• عـلـى المحطات التلفزيونيه أن تبث برامج تعليميه ودينيه ووثائقيه هادفه وأن تتجنب البرامج العـنيفه. حـتـى لو لم تغـيـر المحطات سياساتها، يـجـب عـلـى الآباء اختيار الوسائط المـناسبه لأطفالهم.
• بناء علاقه صداقه مع الأطفال مـنـذ الصغر والـتـواصـل الدائم معهم وترك باب الحوار مفتوحًا دائمًا، حـتـى يشعروا بالراحه فــي اللجوء إلـى الوالدين.
• توفــير ألعاب تهدف إلـى تحسين القـدرات العقليه للأفراد والابتعاد عـن الألعاب العـنيفه.
• تدريب الأطفال عـلـى رياضات الدفاع عـن النفس لتعزيز قوتهم الجسديه والنفسيه والثقه بالنفس، مع التأكيد عـلـى أن الهدف هـو الدفاع عـن النفس فـقـط وعـدم مـمـارسـه القوه والعـنف عـلـى الآخـرين.
• متابعه السلوكيات المختلفه للأطفال فــي سن مبكره والتعرف عـلـى السلوكيات الخاطئه ومعالجتها.
• راقب الأطفال عـلـى الإنترنت ووسائل الـتـواصـل الاجتماعي، واحترس مـن أي علامات غـيـر عـاديـه.
• تجنب الفراغ واستثمار طاقات وقـدرات الأفراد فــي برامج وأنشطه تعود عليهم بالنفع.
• الاستماع إلـى المعلمين والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين فــي المدارس والتأكد مـن اللقاءات الدوريه معهم وأخذ آرائهم.
• انتبه لأي مـن علامات الـتـنـمـر المذكوره أعلاه إذا ظـهـرت عـلـى الطفل وتحدث معه بهدوء عـلـى الفور.
• أظهر المتنمر أو الضحيه لطبيب نفساني أو أخصائي اجتماعي.
• يـجـب عـلـى الحكومات أن تضع قوانين صارمه لمعاقبه الـتـنـمـر بجـمـيـع أشكاله.
• حمايه حقوق الأفراد الذين يتعرضون للتنمر وتعويضهم عـن الأذى النفسي أو الجسدي الذي لحق بهم.
• توفــير مرشد اجتماعي فــي كـل مدرسه مع التأكيد عـلـى أهميه الـتـواصـل مع المرشد فــي حاله التعرض لأي شـكـل مـن أشكال العـنف أو الأذى.
• عـلـى الحكومات ومـنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات حمايه الأسره والأطفال إطلاق حملات توعيه لجـمـيـع الأعمار حول سلوك الـتـنـمـر وأشكاله وطرق التعامل معه والوقايه والعلاج.


الخاتمه:
تعد ظـاهـره الـتـنـمـر مـن أكثر الظواهر شيوعاً الـتـي تؤثر عـلـى الـمـجـتـمـع، حـيـث إن المخاطر النفسيه الـتـي يتعرض لها الشخص الذي يتعرض للتنمر تعزله عـن الـمـجـتـمـع وتفقـده الثقه بنفسه وفــي الـمـجـتـمـع المحيط به وقـد يلجأ إلـى إيذاء نفسه. أو غـيـره أو قـد يـؤدي إلـى الانتحار، وهـو أمر ضروري. عـلـى الـمـجـتـمـع كـله أن يتكاتف ويتعاون مـن أجـل الـقـضـاء عـلـى هذه الظـاهـره مـن خلال نشر الوعي الكافــي بين أولياء الأمور وأبنائهم ومـن خلال مشاركه المدارس أيضًا، وواجب الدوله معاقبه مـن يرتكب هــذا الفعل الضار ضـد أي شخص آخـر، والـقـضـاء عـلـى ظـاهـره الـتـنـمـر. يـجـب أن يـكـون عـلـى رأس أولوياتنا لأن الـتـنـمـر ظـاهـره خطيره لا تقل خطوره عـن المضايقه أو الإدمان.
يـجـب عـلـى الـمـؤسـسـات والهـيئات المعـنيه ومـنظمات الـمـجـتـمـع المدني توحيد جهـودها وتوحيد الجهـود لإطلاق حملات موسعه تغطي جـمـيـع أنحاء الجمهـوريه للحد مـن ظـاهـره الـتـنـمـر وتثقيف الطلاب وزياده الوعي وإثبات ثقتهم بأنفسهم وإطلاق مسابقات وبرامج والدعايه المـناسبه فــي جـمـيـع وسائل الإعلام المتاحه كالمدارس والجامعات والتلفزيون وحـتـى الإنترنت وتمتد حـتـى تصل إلـى المساجد.

المراجع:
• الصبحيين، علي موسى، القضاه، محمد فرحان. (2013): سلوك التنمر عـند الأطفال والمراهقين، الرياض. جامعه نايف العربيه للعلوم الأمـنيه.
• خوج، حنان (2012): التنمر المدرسي وعلاقته بالمهارات الاجتماعيه لدى تلاميذ المرحله الابتدائيه بمدينه جده بالمملكه العربيه السعوديه. مجله جامعه الملك عبد العزيز
• أبو مصطفى، نظمي (2006): المشـكـلات السلوكيه الشائعه لردى الأطفال الفلسطينيين دراسه ميدانيه على عينه مـن أطفال الأمهات العاملات وغـيـر العاملات، مجلاه الجامعه الإسلاميه (سلسله الدراسات الإنسانيه) المجلد الرابع عشر، العدد الثاني، ص 333، يونيه 2006.
• حمام، راويه (2013): فعاليه برنامج الوساطه الطالبيه في القـدره على حل المشـكـلات والتحكم بالغضب لدى الوسطاء في المرحله الأساسيه العليا، رساله ماجستير غـيـر مـنشوره، الجامعه الإسلاميه، غزه فلسطين.
• د. أحمد فكري-د. رمضان علي (2015)، التنمر المدرسي وعلاقته بدافعيه الإنجاز لدى تلاميذ المرحله الإعداديه (الطبعه الأولى)، جمهـوريه مصر: مجله كـليه التربيه - جامعه بور سعيد، صفحه 16,5,8.21.
• القحطاني، نوره بنت سعد (2012)، التنمر المدرسي وبرامج التدخل (الطبعه الأولى)، المملكه العربيه السعوديه: Arab Association for Scientific Consultation and Human Development، صفحه 1-7.
• رانيه الشريف (2015)، التنمر ومستقبل أبناءنا (الطبعه الأولى)، صفحه 19-24 ,9 ,10.
• د. يزيد عيسى السورطي. (2009). السلطويه في التربيه العربيه. الكويت: سلسله عالم المعرفه.
• نايفه قطامي ومـنى صرايره. (2009). الطفل المتنمّر. دار المسيره للطباعه والنشر.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2021/03/14, 07:43 PM
الصورة الرمزية م تامرالقناوى ابواحمد
م تامرالقناوى ابواحمد م تامرالقناوى ابواحمد غير متواجد حالياً
صديق مصراوي سات
تاريخ التسجيل : 2019 May
المشاركات : 6,699
الدولة : مصر
افتراضي رد: السبق القرآني فــي معالجه ظـاهـره الـتـنـمـر

مفهوم الموضوع ولكن هناااااااااا القسم الخاص به
التوقيع
لاتهزم امه قائدها محمد صل الله عليه وسلم
اكبر فرحه هيا انتصار غــــــــــــــــــــزة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اين السبق لمصراوى كالعادة جنى محمود كيوماكس 999 HD ( V1, V2, V2.2, V3 ) 11 2013/01/04 12:43 PM
السبق لمصراوي nasser1961 فوريفر FOREVER 3 2012/12/08 02:20 AM
جـدول مـبـارايات الـزمـالـك الـكـامـل فــى الـدوري الـعـام فــي مــوســم 2011-2012 مـنـعـم امـبـابـى نادى الزمالك 13 2012/03/31 09:01 PM
الإعجاز القرآني المبهر (سبحان الخالق) أشرف هريدي مصراوى سات كافيه 3 2012/02/25 11:11 PM
جـدول مـبـاريات الاهـــــــلــى الـكـامـل فــى الـدوري الـعـام فــي مــوســم 2011-2012 مـنـعـم امـبـابـى النادى الأهلى 22 2011/11/19 12:22 PM


الساعة الآن 11:12 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
____________________________________
مصراوى سات

الكنز المصرى الفضائى الذى تم اكتشافه عام 2005 ليتربع على عرش الفضائيات فى العالم العربى
____________________________________